المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 2024-10-28, 5:22 pm
تأسيس بساتين الزيتون وخدمتها
صفحة 1 من اصل 1
تأسيس بساتين الزيتون وخدمتها
[color=red][size=24][left]1- تأسيس بساتين الزيتون
مقدمة:
إن الزراعة الناجحة لبساتين الزيتون تعتمد على تأسيسها وفق المفاهيم والأساليب الفنية الحديثة , وقبل البدء بتأسيس بستان الزيتون لا بد من دراسة العوامل المؤثرة في اقتصاديات هذا المشروع في الموقع المراد زراعته أو تأسيسه والتي قد تكون محددة أو مشجعة لهذه الزراعة, لأن مستقبل البستان يتوقف عليها وأهم هذه العوامل:
• خصائص الموقع أو الوسط: وتشمل: العوامل المناخية و التربة
• الأصناف والأصول المختارة.
أن الأخطاء التي قد ترتكب في مرحلة التأسيس والمتعلقة بالعوامل السابقة ستؤدي حتما إلى أضرار لا يمكن تلافيها طالما استمرت الأشجار قائمة.
1-1 خصائص الموقع
على الرغم من أن شجرة الزيتون تستطيع العيش في بيئية وتربة صعبة إلا أن اتخاذ القرار بتأسيس بستان الزيتون لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار خصائص الموقع( مناخ – تربة ) ومعرفة المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون والتي تشمل:
1-1-1 العوامل المناخية:
يمكن لعامل مناخي أو أكثر أن يكون عاملا محددا لزراعة الزيتون لذلك لا بد من تحديد هذه العوامل وقياس ( شدتها – مدتها ) ومقارنتها بمتطلبات الزيتون البيئية.
درجة الحرارة:
تعتبر شجرة الزيتون من أشجار حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تفضل المناخ المعتدل إذ أن متوسط الحرارة في مناطق زراعة الزيتون تتراوح بين (15-20)م وأن الحرارة العظمى المطلقة يمكن أن ترتفع إلى (40 ) م دون حدوث ضرر, كما أن درجة الحرارة الدنيا المطلقة يجب ألا تنخفض عن (5-7)م تحت الصفر. كما يجب تجنب الزراعة في مناطق معرضة لحدوث الصقيع.
تجدر الإشارة هنا الى أن شجرة الزيتون تتطلب بعض البرودة لتثمر بشكل طبيعي ابتداء من شهر كانون الثاني وحتى نيسان وأن احتياجاتها من البرودة تختلف حسب الصنف والتي تقدر بحدود /500-2000/ ساعة على درجة حرارة (+7) م .
كمية الأمطار
تعتبر كمية الأمطار وتوزعها السنوية من أهم العوامل المحددة لزراعة الزيتون حيث تعتبر /300-450/مم سنوياً الكمية الدنيا اللازمة لنجاح زراعة الزيتون.
الرطوبة الجوية:
تعتبر الرطوبة الجوية المنخفضة في المناطق الداخلية عامل مساعد لنمو الزيتون لكن ذلك يزيد من احتياجاتها المائية, كما يمكنها التأقلم والعيش في المناطق الساحلية حيث الرطوبة الجوية العالية. إلا أنها قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الآفات وخاصة قطر عين الطاووس.
الرياح :
يجب الابتعاد عن المناطق المعرضة لهبوب الرياح يشكل دائم أو إقامة مصدات للرياح مناسبة.
الضوء:
شجرة الزيتون محبة للضوء وإن نقصه يؤدب الى ضعف النمو وانخفاض الإنتاج.
الارتفاع عن سطح البحر:
شجرة الزيتون تعطي إنتاج مناسب على ارتفاع يبدا من الصفر وحتى 800 متر عن سطح البحر.
1-1-2 التربة:
تعيش شجرة الزيتون في مختلف أنواع الترب باستثناء الغدقة أو المالحة, لكنها تفضل الأراضي الخفيفة الصفراء المتوضعة على /صخر أم كلسي / والمتمتعة بقدرة مناسب على احتفاظ الرطوبة حتى فصل الجفاف وبتصريف جيد للماء الزائد وهذه التربة منتشرة في أغلب مناطق زراعة الزيتون في ادلب وحلب وهو سر نجاح هذه الزراعة.
1-1-3 اختيار الصنف الملائم:
بعد دراسة الموقع من حيث توفر التربة المناسبة والظروف البيئية الملائمة يتم اختيار الصنف وفق المعايير التالية:
• قابلية الصنف للتأقلم مع ظروف التربة والعوامل المناخية السائدة في منطقة الزراعة .
• الغرض من زراعة الصنف ( أصناف زيت، زيتون مائدة ).
• مدى تحمل الصنف للجفاف وتوفر مياه الري إن دعت الحاجة.
• درجة التكثيف الزراعي وبالتالي قوة النمو وحجم الأشجار.
• مقاومة الصنف للآفات والأمراض وحساسيتها لظاهرة المعاومة .
• موعد النضج وبالتالي تحديد موعد القطاف.
2- المراحل الأساسية لتأسيس بساتين الزيتون.
1- تحضير التربة:
يتم في البداية تنظيف التربة من جميع أنواع المخلفات والحجارة ومن ثم إجراء حراثتين متعامدتين مع تنعيم التربة وإجراء التسوية إذا تطلب الأمر في المناطق السهلية . أما في المناطق المتموجة المرتفعة تكون الحارثة متناسبة مع الخط الكنتوري ومتعامدة مع المنحدر وفي حالة الانحدار الشديد تقام المدرجات لتقليل التعرية وانجراف التربة . وفيما يلي المراحل الواجب إتباعها لتأسيس بستان زيتون وفق المفاهيم الحديثة.
2- تسوية التربة وإقامة المدرجات
تهدف هذه العملية إلى تمهيد سريع لسطح الأرض من أجل إزالة الأماكن المرتفعة وملء الأرض المنخفضة (التضاريس الدقيقة) والحفاظ على مستوى واحد له ولابد من معرفة العوامل التالية التي تؤمن تسوية جيدة•
• ميل الأرض المراد زراعتها•
• التركيب الفيزيائي والكيميائي للتربة
• النظام المائي في المنطقة•
• كثافة الزراعة الملائمة لطبيعة التربة•
وتهدف إقامة المدرجات فهي تخضير الأرض قبل الغرس منعاً للتعرية أو انجراف التربة في آن واحد وذلك في الأراضي التي تتفاوت نسبة انحدارها (10-30 )% ويجب أن تتم هذه العملية خلال فصل الصيف وقبل البدء بتنفيذ المدرجات يجب تحديد مواقع المدرجات تحديد الأبعاد التي ستقام بينها أفقياً.
3- نقب التربة
تعتبر عملية نقب التربة من احد العوامل الهامة لنجاح زراعة الزيتون سواء في الزراعة البعلية أو المروية وتتم عادة خلال فصل الصيف الذي يسبق موسم الزراعة ولعمق 80 – 100 سم ولهذه العملية فوائد عديدة أهمها :
1- كسر الطبقات الصماء والمترامية وخلخلة التربة وتهويتها لتأمين نفاذ الماء ووسط مناسب لانتشار جذور النباتات
2- تخفيف انجراف التربة وتزيد من قدرتها على الاحتفاظ بكميات زائدة من الماء حتى فصل الجفاف وبالتالي مقاومة الجفاف وزيادة الإنتاج.
3- تحسين الوضع الخصوبي للتربة وذلك بزيادة النشاط الحيوي ( والتهوية ) في عمق التربة .
4- تدخل الأشجار في سن الإثمار في وقد مبكر.
5- تساعد على تحسين عمق التربة الزراعية خاصة في الأتربة السطحية.
6- تساعد على إخراج الحجارة المتوضعة في عمق التربة إلى السطح وبالتالي جمعها والتخلص منها .
7- تكاد تكون عملية النقب العامل الوحيد لإدخال المناطق التي تزيد معدلات أمطارها عن 280مم سنوياً ضمن إطار المناطق الصالحة للتشجير بالزيتون.
ويكون نقب التربة على أشكال مختلفة ويتوقف على نوع التربة, الهدف من عملية النقب, مواصفات طبقة التربة وتحت التربة وأهم نماذج النقب :
- نقب التربة مع قلب الطبقة السطحية إلى الأسفل والطبقة السفلية إلى الأعلى.
- نقب التربة مع عدم قلبها.
وغالباً ما تستخدم الحالة الأولى في زراعة الأشجار المثمرة ويجب أن يتم نقب التربة باتجاهين متعامدين وهذا يخفف من عمق الجور مقارنة مع الأراضي غير المنقوبة التي تكون فيها الجور أكثر عمقاً وبالتالي تتطلب عملاً اكبر ويعقب عملية النقب إزالة الأحجار الكبيرة وتمشيط لسطح الأرض بالأمشاط القرصية لتنعيم التربة تمهيداً للزراعة .
4- تسميد بساتين الزيتون قبل الغرس
تُسمَّد بساتين الزيتون قبل غرسها باستخدام الأسمدة العضوية وذلك عند تحضير الأرض وتخلط جيداً بالتربة ثم تخطط الأرض للزراعة حيث تضاف الكميات التالية للدونم:
ــ 10 كغ فوسفور صافي وهذه الكمية تعادل 22 كغ سوبر فوسفات 46%•
ــ 10 كغ بوتاس صافي وهذه الكمية تعادل 20 كغ سلفات بوتاس 50%•
ــ 3م3 سماد عضوي متخمر جيداً•
5- شكل تخطيط البستان
لا يوجد فارق كبير في تخطيط البستان سواءً كانت الأرض المراد زراعتها رباعية او سداسية أو بشكل مستطيل طالما أن كثافة الأشجار واحدة في وحدة المساحة لكن أفضل الأشكال المقترحة هو الشكل المربع كونه يساعد على إجراء العمليات الزراعية بسهولة وفي كلا الاتجاهين وخدمة الأرض بشكل أفضل وإدخال المكننة الزراعية وتعطي للخطوط الاتجاه الجنوبي والشمالي بصورة تستطيع معها أشعة الشمس التعرض لسطح الأوراق بصورة أعظمية هذا في الأرض المستوية أما في المناطق التي يزيد انحدارها عن 3% فتغرس الأشجار حسب خطوط الانحدار وذلك للحد من أضرار السيول ومنع الانجراف وتتم عملية نقب التربة .
6- التكثيف وأبعاد الزراعة :
يتوقف التكثيف وأبعاد الزراعة على عدة اعتبارات يجب على المزارع مراعاتها وهي :
1- نقب التربة : يساعد نقب التربة وتقديم الخدمات الزراعية المختلفة على تقليل أبعاد الزراع وزيادة درجة التكثيف في وحدة المساحة .
2- معدلات الأمطار السنوية كلما زادت الأمطار زاد عدد الأشجار في وحدة المساحة وعندما تقل يقل عدد الأشجار وتزداد أبعاد الزراعة كما هو الحال في تونس ( صفاقس ) حيث تزرع أشجار الزيتون على أبعاد / 24 / م في أراضي رملية معدلات أمطارها السنوية / 150 / مم وتساهم الرطوبة الجوية في تأمين حاجة الشجرة من الماء .
3- خصوبة التربة ومقدرتها على الاحتفاظ بالماء حتى فصل الجفاف ومعدلات الأمطار جيدة تزداد معها كثافة الأشجار .
4- الصنف المزروع : إن طبيعة نمو الصنف وحجم الشجرة يجب أخذه بعين الاعتبار فالأصناف التي تكون أشجارها كبيرة الحجم ( جلط- دان- عبادي ) تزرع على مسافات اكبر من الأصناف التي تكون أشجارها صغيرة الحجم ( صوراني – محزم أبو سطل )
5- المكننة الزراعية: إن مكننة زراعة الزيتون تتطلب الزراعة على أبعاد معينة بحيث تسمح باستخدام الآلات المختلفة فمثلاً تزرع الغراس على مسافة ( 6×7 )م في حال استعمال القطاف الآلي أي بتكثيف قدره / 200-250 / شجرة في الهكتار .
وعموماً تزرع غراس الزيتون على( 8×8 ) م إلى(10×10) م في المناطق الساحلية و (10×10) م إلى (12×10) م في المناطق الداخلية وقد بينت الأبحاث بان أفضل درجة تكثيف زراعي هي ما بين / 20-30 / شجرة في الدونم وهذا ما يمثل زراعة الزيتون على أبعاد (6×6) (6×7)م (7×7) وذلك في بيئات الزيتون المختلفة .
ويراعى تخفيف درجة التكثيف في المناطق القليلة الأمطار ويجب النظر إلى كثافة الأشجار من الناحية الفنية بحيث تؤمن للنبات النور والتربة الكافية لتوفير الغذاء والماء الضروري لنمو الأشجار حيث تبلغ كثافة الأشجار بحدود / 100 / شجرة في الهكتار وتتجاوز المائة في المناطق الممطرة حيث سيكون العدد أعلى بكثير في الزراعة الكثيفة .
7- حفر الجورة وأبعادها :
تحفر الجور في نهاية فصل الصيف أو بداية الخريف عقب الانتهاء من تخطيط الأرض بغية تعرضها لأشعة الشمس بشكل كاف بحيث يوضع تراب الطبقة السطحية في أحد جوانب الجورة و تراب الطبقة السفلية في الاتجاه الأخر و تتوقف أبعاد الجورة على وسيلة التكاثر و نقب التربة.
الارض وسيلة التكاثر أبعاد الجورة/سم/في الاتجاهات الثلاثة
أرض منقوبة قرمة
عقل خضرية مجذرة أو شتول بذرية مطعمة 50 ×50 ×50
40 × 40 × 40
أرض غير منقوبة قرمةاو عقل او شتول بذرية مطعم 80 × 80 × 80
60 × 60 × 60
- اختيار الغراس
يجب على المزارع أن يعتمد إما غراس ناتجة عن عقل خضرية مجذرة في البيوت الزجاجية معروفة الصنف محسنة وراثياً خالية من الآفات أو غراس ناتجة عن شتول بذرية مطعمة ويستبعد زراعة القرم للأسباب التالية :
• احتمال أن تكون مصابة بمرض ذبول الزيتون وصعوبة معرفة ذلك بالعين المجردة
• عدم التأكد من الصنف واحتمال حدوث خلط بالأصناف .
• تأخر الغراس الناتجة عن القرم بالدخول في سن الإثمار .
• صعوبة عمليات التقليم في مرحلة التربية كون الغرسة الناتجة لها سوق عديدة .
9- زراعة الغراس :
هي العملية التي تتم فيها زراعة غراس الزيتون في الأراضي المستديمة أو نقلها إليها .
موعد الزراعة :
تزرع غراس الزيتون خلال فترة سكون النبات اعتباراً من شهر كانون الأول حيث تستفيد الغراس من مياه الأمطار ويفضل التبكير في الغرس كلما قلن معدلات الأمطار والتأخير في المناطق التي يشتد فيها البرد حتى شهر آذار قبيل جريان العصارة كي لا تتضرر الغراس .وإذا كانت التربة مروية يمكن زراعة الغراس في شباط.
تحضير الغراس للزراعة :
قبيل زراعة غراس الزيتون يجب إزالة الأفرع البديلة والجافة والمتشابكة وكذلك الجذور المجروحة والمكسورة التي خرجت من الكيس المزروعة فيه حيث يشق الكيس بشكل شاقولي بواسطة سكين . تجهيز خلطة من المكونات التالية:
• 7 ــ 5 كغ سماد عضوي متخمر جيداً•
• 200 غ سوبر فوسفات 46%•
• 200 غ سلفات بوتاس 50%•
• قسم كبير من تراب الطبقة السطحية للجورة•
عمق الزراعة:
يتوقف عمق الزراعة على:
• وسيلة التكاثر ( قرمة، شتلة، بذرية مطعمة، عقلة خضرية مجذرة)
• طبيعة الأرض منقوبة أم لا
• معدلات الأمطار السنوية في المنطقة.
• نوع التربة•
زراعة غراس الزيتون:
تتلخص طريقة زراعة غراس الزيتون بنفس الأسلوب الذي يطبق على كافة زراعات الغراس المثمرة وذلك في الوقت الذي تكون فيه التربة قليلة الرطوبة كما يلي:
أ ــ توضع التربة الخشنة أسفل الجورة، يليها الخطة السمادية المحضرة، ثم طبقة من تراب الســــطح العلوي بســــماكة /5/سم•
ب ــ يؤتى بالغرسة المزروعة ضمن الكيس سواءً كانت ناتجة عن (عقل خضرية مجذرة في البيوت الزجاجية أو ناتجة عن شتول بذرية مطعمة) وتوضع في منتصف الجورة بعد أن يُزال عنها الكيس وبحيث تكون على نفس استقامة الغراس الأخرى•
ج ــ تثبت الدعامة الخشبية بالقرب من الغرسة بعد أن يطلى القسم المطمور من الدعامة بمحلول 3% سلفات النحاس أو بالزفت•
د ــ يردم بعد ذلك تراب أسفل الجورة حول الغرسة حتى يبلغ منسوب الردم أعلى بـ (10سم) من منسوب تراب الكيس•
هـ ــ يضغط التراب جيداً وبشكل تدريجي لطرد الفراغات الهوائية ثم تربط الغرسة إلى الدعامة الخشبية بواسطة خيوط الرافيا لحمايتها من الرياح•
ملاحظة: إذا كانت غراس الزيتون ناتجة عن شتول بذرية مطعمة يجب مراعاة ما يلي:
1 ـ أن يكون منسوب الطعم أعلى من منسوب تراب سطح الجورة بعد ردمها•
2 ـ أن توضع الغرسة بحيث يكون الطعم من الجهة التي تهب منها الرياح وليس العكس•
أما إذا كانت وسيلة التكاثر القرمة فتزرع بشكل تكون سطحية في المناطق الساحلية خوفاً من كثرة الأمطار وأكثر عمقاً في المناطق الداخلية كي تستفيد من رطوبة أعماق التربة في فصل الصيف•
وجدير بالذكر أن كمية الأسمدة الكيميائية والعضوية المحضرة بالخلطة تتوقف على معدلات الأمطار فإذا كانت كمية الأمطار أقل من /350/مم تقل الكمية إلى النصف وقد يُستغنى عن الأسمدة الكيماوية• إن المعدلات السابقة مقترحة لمناطق تزيد معدلات أمطارها عن /400/مم سنوياً فقد يستغنى عن الأسمدة إذا كانت الأرض قد سُمدت بتسميد أساسي قبيل تخطيط الأرض ويفضل ري غراس الزيتون مباشرةً حيث سيكون النجاح مضموناً أكثر وخاصة إذا أعطيت ( 2-3) رية خلال فصل الصيف ( تموز ، آب ، أيلول ) .
3- خدمة بساتين الزيتون في طور التربية
3-1 الفلاحة :
تحرث بساتين الزيتون في مرحلة التربية بمعدل ( 4-5) فلاحات يمكن تقسيمها وفقاً لزمن إجراؤها إلى
1- فلاحة خريفية.
2- فلاحة ربيعية.
3- فلاحة صيفية سطحية متكررة .
3-1-1 الفلاحة الخريفية:
تتم اعتباراً من شهر تشرين الثاني وحتى كانون الأول وذلك عقب هطول -الأمطار وتساعد هذه الفلاحة على:
- زيادة مقدرة التربة على استيعاب مياه الأمطار في فصلي الخريف والشتاء .
- الاحتفاظ بأكبر كمية من الماء للاستفادة منه في فصل الجفاف .
وهي أعمق نسبياً إذا ما قورنت بالفلاحة الربيعية او الفلاحات الصيفية السطحية المتكررة ويجب توزيع الأسمدة العضوية والكيماوية(بطيئة الذوبان ) قبيل إجرائها لدفن الأسمدة في التربة وتتم إما بالمحراث العادي على الحيوانات أو بواسطة الكلتفاتور ويجب أن يتراوح عمقها بين (12-15) سم
3-1-2 الفلاحة الربيعية :
تتم في فصل الربيع ( آذار – نيسان ) وهذا يختلف من منطقة لأخرى حسب الظروف البيئية وهي اقل عمقاً من الفلاحة الخريفية ويجب ان تكون عمودية على الفلاحة الخريفية ولا يزيد عمقها عن 10سم والغاية منها دفن وقلب الأعشاب النامية في التربة قبل تخشيبها وتقليل الفاقد من الماء نتيجة البخر من التربة .
3-1-3 الفلاحات الصيفية :
تحرث بساتين الزيتون بمعدل /1-2/ فلاحات صيفية سطحية متكررة والغاية منها حفظ الرطوبة المخزونة في التربة لأطول فترة ممكنة ذلك بإعاقة تبخر الماء نتيجة تكسر الأنابيب الشعرية في التربة من جهة والقضاء على الأعشاب من جهة أخرى وهذه الفلاحات اقل عمقاً من فلاحة الخريف والربيع حيث يتراوح عمقها بين ( 6-8 ) سم ولا يزيد عن 10سم وينبغي عدم المغالاة في عدد هذه الفلاحات خاصة في طور الإثمار آخذين بعين الاعتبار الأضرار التي تنجم من جراء هدم المادة المتبقية في التربة وزيادة نعومتها حيث تتعرض للانجراف تحت تأثير أمطار الخريف الغزيرة .
وعموماً يجب اخذ عمق الحرث بعين الاعتبار أثناء كل فلاحة فالحرث العميق من / 20-30 /سم يؤدي إلى الأضرار بالجذور وتزداد هذه الأضرار كلما كانت الجذور سطحية والتي تتكون في الأراضي الثقلية أم في الأراضي الرملية فتكون الجذور أكثر عمقا كما ينبغي تجنب المحاريث القلابة كونها تؤدي إلى تكوين مرتفعات ترابية حول الأشجار وانخفاضات في المسافة البينية الأمر الذي يؤدي إلى تقطيع الجذور وإصابتها بمرض ذبول الزيتون وتعرضها للجفاف.
3-2 تقليم شجرة الزيتون في مرحلة التأسيس
من المعروف أن معظم الأشجار المثمرة تستجيب للتقليم بدرجات مختلفة فهو يساهم في تنظيم الإنتاج وتحسين النوعية. إن المبادئ التي يستند إليها تقليم شجرة الزيتون متطابقة مع غيرها من الأشجار المثمرة في بعض النقاط وتختلف في بعضها الآخر لأنها تتعلق بالصفات الخاصة بكل نوع من أنواع الأشجار المثمرة.
يمكن تمييز في شجرة الزيتون كباقي الأشجار المثمرة تقليم التربية أو تقليم الأشجار الفتية وتقليم الأثمار أو تقليم الأشجار البالغة وأخيراً تقليم التجديد أو تقليم الأشجار الهرمة.
تقليم التربية:
يتم تأسيس بساتين الزيتون عادة أما بواسطة القرم وهي طريقة لا تزال متبعة في بلادنا وفي تونس خاصة أو بواسطة الغراس المطعمة أو المجذرة.
تربية الأشجار المزروعة بواسطة القرم :
يلاحظ لدى استخدام القرم لتأسيس البساتين نمو خلفات عديدة من القرمة الواحدة والتي تتنافس فيما بينها وتحمي بعضها البعض في المراحل الأولى لنمو الأغصان. وتعتمد هذه الأخيرة في غذائها على المدخرات المتوفرة في القرمة. يفضل ترك هذه الخلفات دون حتى السنة الثالثة وربما الخامسة. لان
أي استبعاد لبعض هذه الخلفات يقابله تأخر في نمو الجذور وهذا ما ينبغي تلافيه في السنين الأولى لتأسيس البستان.
واعتبارا من السنة الثالثة يتم اختيار أفضل خلفة لتكوين ساق الشجرة غير انه يلاحظ وجود أكثر من خلفة تتوازن في القوة والاتجاه مع مثليها من الخلفات لذلك يفضل تقليل العدد في السنين المقبلة للتربية إلى 3او 5 وليتم بهدها اختيار الخلفة المناسبة.
يعمل بعض المزارعين إلى إزالة كافة الخلفات النابتة من القرمة دفعة واحدة وترك خلفة واحدة لتكون ساق الشجرة ولو أن هذا ما نطمح بالوصول إليه تدريجيا إلا أن السرعة في إنجاز التربية سيعرض الساق إلى تأثير العوامل الجوية المختلفة.
تميل الزراعة الحديثة للأشجار المثمرة ومنها الزيتون إلى تربية الأشجار على ساق قصير حتى إن بعضهم ارتأى عدم ضرورة وجود الساق و تشعب الأفرع الرئيسية مباشرة من الأرض .
هذه التربية لا تعني مطلقاً تربية المجموع الهوائي للأشجار بصورة مرتفعة عن سطح التربة فالطرق الحديثة في تربية للزيتون تقترح فسح المجال للأفرع والأغصان المحيطة بالتدلي لتكاد تلامس بدورها سطح التربة وبذلك نصل إلى أعلى إنتاج ممكن من الشجرة الواحدة .
إن الشكل المفضل لتربية أشجار الزيتون في بلادنا هو الشكل الكروي مع وجود فجوة خفيفة في وسط الشجرة، وهناك بعض البلاد (ايطاليا)تطبق تربية كاسية على ثلاثة فروع هيكلية على أن يأخذ فرع شكلاً هرمياً تساعد هذه التربية على سهولة دخول النور إلى وسط الشجرة.
تم اقتراح التربية الموجهة للزيتون ولم تستطع هذه التربية الصمود لكثرة اليد العاملة اللازمة و لعدم استجابة شجرة الزيتون لهذه التربية بفعل نمو عدة أغصان عند نقاط الانحناءات و عليه تفضل التربية الحرة في الزيتون على التربية الموجهة.
تربى الأشجار عادة على 3 أو 4 أفرع هيكلية تتشعب بدورها إلى أفرع متدرجة في الصغر و لتنتهي بالأغصان وبسرعة يتشكل هيكل خشبي كبير ينافس الثمار في استهلاك العناصر الغذائية حيث ينعكس ذلك بصورة سلبية على زيادة الإنتاج .
تربية الأشجار بواسطة الغراس المطعمة أو المجذرة:
يلاحظ توزيع الغراس المطعمة أو المجذرة والمعدة لتأسيس البساتين وهي بحجوم متفاوتة و بتربية غير موحدة ،ويفضل تربية الغراس على ساق واحد تتوزع الأفرع الهيكلية عند قمته بصورة متوازنة .لهذه التربية أهمية بالغة في تحقيق تجانس كبير في الأشجار .
تحتل شجرة الزيتون مكانة مرموقة على الصعيد المحلي والدولي لا تضاهيها أية شجرة أخرى وقد شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لهذه الشجرة بشكل يفوق كل التوقعات. أن هذا التوسع العشوائي غير المدروس في زراعة الزيتون ينتابه قلق كبير من الكيفية التي يتم بها ذلك الانتشار العشوائي والذي لا يحمله سوى رغبة المزارع الذي قد يختار صنفاً لا يناسب بيئة الموقع المختار.
إذا أخذنا بعين الاعتبار مدى التكلفة الكبيرة لإنشاء بستان من الزيتون وعدد السنوات اللازم لبلوغ الأشجار مستوى الإنتاج الاقتصادي فإننا نرى أن الخطورة كبيرة من متابعة هذا النهج. لذلك من المهم جداً وقبل التفكير بمثل هذا المشروع يجب أن يكون لدى المزارع فكرة أولية عن المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون ومدى نجاح زراعة شجرة الزيتون في مناطق الانتشار الجديدة.
و نظراً إلى التغيرات التي تؤثر على هذه الزراعة بفعل العوامل البيئية فقد دعت منظمة الأغذية و الزراعة و المجلس الدولي لزيت الزيتون لإجراء دراسات دقيقة لتحديد العوامل البيئية الملائمة لزراعة الزيتون بهدف تحقيق أفضل إنتاج و أعلى جودة ، و قام كثير من الباحثين بإجراء التجارب و الأبحاث و توصلوا إلى معرفة المتطلبات البيئية المثلى لنجاح زراعة الزيتون .
1- العوامل المناخية :
تقع مناطق زراعة الزيتون في المناطق المعتدلة من نصف الكرة الشمالية بين خطي عرض 27 و 44 وفي نصف الكرة الجنوبية بين خطي عرض 15 و 44 إلا أن حوض البحر الأبيض المتوسط هو المنطقة الرئيسية لزراعة الزيتون في العالم إذ يحتوي على 97 % من المساحات المزروعة بالزيتون في العالم .
ينتشر الزيتون في القطر العربي السوري على ارتفاعات متباينة من سطح البحر من 10 أمتار في اللاذقية إلى أكثر من 1000 متر في السويداء ومن طابق بيومناخي متوسطي رطب وحار في صافيتا إلى الطابق الجاف جداً والعذب في تدمر والرقة ومن رطوبة نسبية قدرها 49% في دمشق إلى 67 % في طرطوس ويتراوح معدل هطول الأمطار في مناطق الزيتون بين 274ملم في ازرع إلى أكثر من حوالي 1100 ملم في صافيتا .
وعلى الرغم من انتشار أصناف الزيتون ضمن طوابق بيومناخية متعددة وتحت ظروف بيئية متباينة من حيث درجات الحرارة المنخفضة خلال فصل الشتاء ( كانون الأول – كانون الثاني – شباط ) سواءً على الساحل السوري أو في المناطق الداخلية نجد أن هذه الأصناف تزهر جيداً مما يدل على توفر ساعات البرودة اللازمة لها في مناطق انتشارها وان اختلفت إنتاجيتها والذي قد يعود لأسباب أخرى , الأمر الذي يبين المرونة البيئة التي تتمتع بها شجرة الزيتون.
1-1 الحرارة :
تفضل شجرة الزيتون المناطق المعتدلة كحوض البحر الأبيض المتوسط إلا أنها يمكن أن تنمو بشكل جيد في المناطق الحارة نسبياً. وعلى الرغم من عدم تحمل شجرة الزيتون للبرودة الشديدة ( أقل من -12م ) لما تلحقه من أضرار في الأوراق والأفرع وجذوع الأشجار إلا انه من أكثر الأشجار مستديمة الخضرة تحملاً للبرودة والصقيع .
ويحتاج الزيتون لبرودة الشتاء لما لها من أثر تحريض في تحريض في تحويل البراعم الخضرية الى زهرية وهناك علاقة بين ساعات البرودة التي يتعرض لها وكمية الأزهار والثمار وفي حال نقص ساعات البرودة عن الحد المطلوب يفشل الأزهار .
وتختلف أصناف الزيتون من حيث احتياجاتها من البرودة و يقدر الاحتياج من ساعات البرودة ب 200 – 600 ساعة حسب الأصناف، على أن تكون درجة البرودة أقل من +7 مئوية، كما تقدر درجات الحرارة الموجبة الضرورية من فترة الاستيقاظ النباتي إلى موعد قطاف الزيتون ب/5300/درجة مئوية.
تقاوم شجرة الزيتون درجات الحرارة العالية التي تزيد عن 35 درجة مئوية، حيث تتكيف مع هذه الحرارة بإغلاق المسام، كما تتحمل الحرارة عند درجة /40/مئوية شريطة توفر التغذية و المياه الكافية لها.و فيما يلي المتطلبات الحرارية لشجرة الزيتون خلال أطوارها الفينولوجية ( جدول 4) :
الطور الفينولوجي درجات الحرارة الملائمة
الصفر النباتي 9-10 م
نمو النورات الزهرية 14-15 م
الإزهار 18-19 م
الإخصاب 21-22م
السكون الصيفي 35-38 م
خطر اللفحة أكثر من 40 م
جدول 4 يبين المتطلبات الحرارية لشجرة الزيتون خلال أطوارها الفينولوجية
1-2 الأمطار :
تتميز مناطق زراعة الزيتون بهطولات مطرية سنوية غير منتظمة وان تحمل هذه الشجرة للجفاف ساهم بطريقة فعالة في انتشارها في مناطق بيئية متنوعة وتحت أنظمة مطرية تراوحت من 200 مم إلى أكثر من 800 مم في السنة. و إذا كانت الأمطار ضرورية لشجرة الزيتون، إلا أن توزعها خلال
العام له أيضا دوراً هاما في نمو و إنتاج شجرة الزيتون ، حيث تساعد الأمطار على عقد الثمار إذا هطلت قبل الإزهار أو إذا أعطيت بعض الريات التكميلية في الصيف حيث يتحقق محصول جيد.
إن معدل الهطول المطري السنوي العام الذي تتطلبه شجرة الزيتون هو 450 – 800 مم في السنة إلا أن الكثير من أصناف الزيتون تعطي إنتاجا جيداً ضمن معدلات مناسبة تبدأ من 450 مم فأكثر .
إن للأمطار المبكرة أو الخريفية فوائد تجنيها شجرة الزيتون اثر صيف حار وجاف لكونها احد العوامل التي تزيد من نسبة الأزهار الكاملة التي ستتشكل في العام التالي. كما أن هطول أمطار بكميات معقولة
في أواخر الربيع فإنها تساعد الشجرة على اجتياز جفاف الصيف الحار.
1-3 الضوء
تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المحبة للضوء والتي يرتبط إنتاجها بشكل مباشر بتوفر كمية مناسبة من الإضاءة. وقد بينت الدراسات بان الزراعات القائمة على السفوح الجنوبية من المرتفعات والهضاب الجبلية أكثر نجاحا وإنتاجية من الزراعات القائمة على السفوح الغربية والشمالية لهبوب الرياح الباردة بشكل دائم ممل يقلل من فرص نجاحها وإنتاجها . كما تعتبر الوديان المحمية من الرياح الشمالية الباردة من المناطق الصالحة لإنشاء بساتين الزيتون .
1-4 الرطوبــة النسبية:
تخشى شجرة الزيتون الرطوبة الجوية الزائدة والدائمة لأنها تشجع الإصابة بالأمراض الفطرية كما تخشى الرطوبة الأرضية التي تسبب اختناق الجذور.
1-5 الضبـاب :
يضر الضباب بالأزهار إذ كثيراً ما يعيق تلقيحها و يسبب بالتالي سقوطها.
1-6 الثلج و البرد:
ليس للثلج أضراراً تذكر سوى احتمال تكسر بعض الأغصان في بعض الأحيان وبالرغم من ذلك فان الثلج يحمي الشجرة من أثار البرودة الشديدة أما البرد فله أضرار واضحة على تساقط الثمار و تلفها كما أن فروع الشجرة و أغصانها تتعرض أحياناً للجروح مما يعرضها للإصابة ببكتريا مرض سل الزيتون .
1-7 الريـاح :
للرياح القوية الشديدة أثار سلبية على شجرة الزيتون تتمثل في السقوط المبكر للثمار، و تكسر الأغصان ، كذلك يؤدي هذا التأثير إلى تشويه الثمرة الطبيعي و هذا يتعلق بدرجة شدة الرياح كما أن النمو الخضري يضعف في الجهة المعرضة للريح مما يخل في توازن الشجرة ، كما أن للرياح البحرية الحاملة لأثار من الملح تأثير على أوراق الشجرة حيث من الممكن إحداث حروق في أطرافها بذلك ينصح باختيار مواقع مناسبة لزراعة الزيتون بعيداً عن التيارات الهوائية كما ينصح أيضا ًبزراعة مصدات للرياح للتخفيف من أثار الرياح القوية.
2- التربــة:
زرعت أشجار الزيتون في أنواع متباينة من التربة و لا يعني هذا التوزع بأنه لا توجد شروط للتربة المناسبة لنجاح الزيتون نجاحا اقتصاديا ً، و قد لوحظ بأن الأتربة المناسبة لأشجار الزيتون ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام الأمطار، خاصة بالنسبة لبساتين الزيتون البعلية التي تكون الأمطار هي المصدر الوحيد للماء. و عموما وجد بأن ما يتطلب الزيتون بالدرجة الأولى هي تربة ذات نفاذية جيدة مع قدرة معقولة على الاحتفاظ بالماء وكمية هطول مناسبة من الأمطار. وبصورة عامة، تصنف الأتربة من حيث صلاحيتها لزراعة الزيتون تبعاً لخصائصها الفيزيائية والكيميائية.
2-1 الخصائص الفيزيائية:
2-1-1 عمق التربة:
- تزداد فرصة تعمق جذور أشجار الزيتون في الأتربة الخفيفة ذات القدرة الضعيفة على الاحتفاظ بالماء، مما يتيح لها إمكانية الحصول على الماء اللازم لها من أعماق بعيدة وتزداد مسافة الزراعة بين الأشجار مع قلة الهطول لتتمكن الجذور من الامتداد أفقياً ورأسياً لتأمين احتياجاتها المائية.
- عند وجود طبقة صخرية كلسية هشة تحت التربة فإنها تعتبر مستودعاً لفائض التربة من الرطوبة تخترقه جذور الزيتون وتفيد منه.
- أما إذا كانت الطبقة الصخرية قاسية وكانت التربة متدهورة، إن كان لفقرها بالمادة العضوية أو لوفرة كلوريد الصوديوم فيها، فإنها تعاني من نقص الأوكسجين مع بطء حركة الماء في المناطق المجاورة للجذور مما يسبب اختناقها.
- وعندما يكون وسط التربة غنياً بالماء ( عقب أمطار شتوية غزيرة مثلاً) تتكون برك ومستنقعات راكدة فيصبح الوسط مرجعاً يؤدي إلى تثبت الحديد وبالتالي موت الجذور.
2-1-2 قوام ويناء التربة :
ترتبط نفاذية التربة و قدرتها على الاحتفاظ بالماء بقوامها وبنائها , فالتربة الرملية نفاذيتها واحتفاظها بالماء قليل لا تتجاوز 5-6 % من التربة الجافة وبالعكس تكون الأتربة الغضارية والسلتية ثقيلة ونفاذيتها قليلة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء عالية تتراوح من 20-30% من التربة الجافة حسب نسبة وطبيعة الغضار، وفي هذه الحالة لكي ينمو الزيتون بشكل جيد لابد من توفر كميات عالية من الأمطار حسب المعايير التالية :
• 10% غضار لمعدلات أمطار تتراوح من 200-300 مم سنوياً
• 20% غضار لمعدلات أمطار تتراوح من 600 مم سنوياً
• 30% غضار لمعدلات أمطار تتراوح لأكثر من 600 مم/سنوياً .
يتضح مما سبق أن أول شرط أساسي بالنسبة للتربة هو أن يكون نفاذيتها للماء جيدة بحيث تستطيع مياه الأمطار أن تخترق طبقات التربة العليا إلى الأعماق الدنيا بعيدة عن السطح المعرض للحرارة
العالية صيفاً و بعيدة عن عوامل التبخير السريع و يمكن القول بأن تربة الزيتون يجب أن تكون نفاذيتها جيدة و خاصة في المناطق القليلة الأمطار (أقل من 300 مم سنويا)حتى تخزن كامل كمية الأمطار الهاطلة على التربة .
2-1-3 ميل الأرض :
إن ميل الأرض يقرر إلى حد بعيد كمية الأمطار التي تخزن في التربة ، و بالتالي تستطيع شجرة الزيتون الاستفادة منها و تدل الدراسات إلى أن الميل إذا تجاوز 5%ي فرض إقامة المدرجات و تسوية التربة بقدر الإمكان ، لحمايتها من الانجراف المائي كما أن تغطية سطح التربة خلال فصل الأمطار عن طريق زراعة بعض البقوليات المناسبة يستطيع أن يمنع أكثر من 95% من انجراف التربة حتى و لو كان ميل التربة يزيد عن 10% ، كما أن إضافة المواد العضوية للتربة أو المحسنات الصناعية لبناء التربة قد أعطت مردوداً جيدا ًفي المحافظة على التربة من الانجراف.
2-2 لخصائص الكيميائية:
من المسلم به أن إنتاجية شجرة الزيتون يرتبط بمدى توفر العناصر الغذائية بتراكيز مناسبة. وفي حال افتقار التربة لبعضها يمكن تعويضه بإضافة الأسمدة اللازمة. تشير بعض الدراسات إلى أن زراعة الزيتون بمعدل 100-200 شجرة في الهكتار تتطلب تميز التربة بخصائص كيميائية توجز كالتالي:
• 60%-65% من خامس أوكسيد الفوسفور في تربة محتواها من الكلس 10%.
• 70%-75% من ذات المركب إذا كان المحتوى من الكلس أكثر من 10%
• 0.4% بوتاسيوم
تتأثر نسبة الآزوت بمحتوى التربة من المادة العضوية وبمدى تحللها لوجود نوعين من الدبال:
• نوع مثبت في التربة وهو الذي يسمح بالمحافظة على ثبات بنية التربة .
• نوع معدني وهو نسبة الدبال الذي يتحول إلى آزوت نشادري ثم آزوت نتراتي تحت تأثير بعض العوامل كالحرارة والرطوبة والتهوية والكائنات الدقيقة.
تقدر النسبة المثلى للآزوت الكلي في التربة من 1-1.5 % مع نسبة من المادة العضوية تبلغ 2-3 % ويلاحظ أن ذوبان الآزوت النتراتي في التربة الخفيفة أكبر منه في التربة الثقيلة .
يتحمل الزيتون نسبة عالية من الكلس الفعال عندما تميل درجة حرارة حموضة التربة إلى القلوية قليلاً ( في حدود 7.5 ) دلت بعض الدراسات على إمكانية تحمل شجرة الزيتون مستوى من الأملاح قد يصل إلى 2-3 غرامات في ليتر من محلول التربة، ومن المفضل عدم تجاوز معدل 1 غرام في الكيلوغرام الواحد من التربة. تزداد أهمية الملوحة في الأراضي المروية عامة، لذلك يجب الأخذ بالاعتبار نوعية ماء الري وقوام التربة ونفاذيتها للماء ووجود الصرف الملائم.
2-3 ري الزيتون :
يتطلب ري الزيتون أن تكون التربة ذات نفاذية جيدة للماء كالأتربة الرملية واللومية الطينية المحببة جيدة الصرف وتجدر الملاحظة بأنه كلما ارتفعت نسبة الأملاح في مياه الري يصبح من الضرورة زيادة نفاذية التربة للماء، مع ظروف صرف أكثر فاعلية.
وخلاصة القول فإن زراعة الزيتون تكاد تنجح في جميع أنواع الأراضي تقريباً، وتتحمل مساوئ التربة الناجمة عن سوء التهوية والتربة الفقيرة أو الجبلية أكثر تحمل من غالبية الأشجار المثمرة، ولا تنجح زراعته في الأراضي الطينية الرطبة التي تتشقق خلال فصل الصيف.
الخصائص الفيزيولوجية و البيولوجية لشجرة الزيتون وظاهرة المعاومة
1- بيولوجيا الإزهار وتبادل الحمل ( المعاومة)
1-1 صفات الفروع الأولية الخضرية كعامل محدد للإنتاج :
تحمل أزهار الزيتون في نورات عنقودية مركبة تخرج من آباط الأوراق التي تكونت في موسم النمو السابق و تنمو الفروع الخضرية بأشكال متعددة نتيجة نشاطات مختلفة للبراعم التي تكون هيكل الشجرة و بنيتها يلي ذلك توضع الأزهار على مختلف نماذج الفروع الخضرية التي توجه مستوى الإثمار حيث أمكن تميز فروع خضرية طرفية و أخرى جانبية .
فالفروع الخضرية الطرفية هي امتداد للفرع الخضري ابتداء من القمة النامية و استنادا إلى متوسط طول المسافة بين السلاميات أمكن تميز ثلاثة نماذج للفرع الخضري الطرفي:
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات طويلة .
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات قصيرة .
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات قصيرة جداً .
أما الفروع الخضرية الجانبية فيبدأ نموها من إبط كل ورقة حيث ينمو برعمان:
- احدهما مبكر يتميز بضخامة حجمه و موقعه القريب من عنق الورقة إذا نما في نفس السنة أعطى فرعاً مبكراً و قد يبقى ساكناً ليعطي في السنة التالية و بعد التحريض الزهري نورة زهرية أو قد يسقط في وقت لاحق إذا لم تتوفر ساعات البرودة اللازمة .
- أما البرعم الأخر فيسمى متأخرا و يقع ناحية محور الفرع الخضري صغير الحجم قد يبقى ساكناً مدة سنتين أو ثلاث ليعطي بعد ذلك فرعاً خضرياً متأخرا و هو الفرع البديل الذي يحدد هيكل الشجرة و الفرع المزهر هو فرع نما خلال ربيع و خريف السنة الماضية و يحمل الأزهار و من ثم الثمار في الربيع التالي الذي يلي سنة نموه و قد يصل طوله إلى بضع عشرات من السنتيمترات تبعاً لقوة نمو الشجرة و الصنف و يتميز هذا الفرع المزهر بنسبة أزهار عالية إذ تبلغ البراعم الزهرية فيه 50 – 60% من العدد الكلي للبراعم عليه و تصل هذه النسبة في بعض الأصناف إلى 80% تبعاً لموقع الفرع على الشجرة و الظروف المناخية السائدة خلال السنة .
و تستغرق الدورة البيولوجية لشجرة الزيتون سنتين :
- السنة الأولى تنمو الفروع الخضرية أثر موجتين من النمو :
• الموجة الأولى في الربيع و هي الأقوى و الأهم.
• الموجة الثانية : في الخريف .
السنة الثانية : وهي ذات علاقة بالإنتاج إذ تبدأ في شهري كانون الأول – كانون الثاني بالتحريض الزهري الذي يعقبه تمايز في الربيع و من ثم الإزهار فالعقد و أخيراً نمو و نضج الثمار اللذان يستمران خلال فترة الصيف و يبدأ نضج الثمار في أواخر الخريف و أوائل الشتاء .
يستنتج مما سبق أن شجرة الزيتون تشهد دورتين بيولوجيتين متعاقبتين خلال سنة واحدة و ترتبط بفترتين :
في الشتاء و الربيع: تتحول البراعم الخضرية الى زهرية و يعقب التمايز الأزهار فالعقد فنمو الثمار الصغيرة و يلاحظ في الفترة نفسها موجة نمو خضرية هامة .
في نهاية الصيف و الخريف : نمو الثمار و نضجها و يترافق ذلك مع موجة النمو الخضرية الثانية في الخريف و تتميز هذه الدورة البيولوجية بأمرين :
الأول: نشاط حيوي مكثف خلال فترة من الزمن.
الثاني : يترافق النمو الخضري مع الثمري مما يؤدي إلى منافسة غذائية هامة بينهما تتفتح الزهرة عقب انتهاء تطورها كنتيجة للظواهر الفيزيولوجية و الشكلية التي بدأت في السنة السابقة .
1-2 النورة الزهرية و جنس زهرة الزيتون في الأصناف المحلية :
من المعلوم أن المراجع العلمية تذكر زهرة الزيتون خنثى و أن طبيعة التلقيح فيها خلطية بالرياح و لكن الأبحاث التي أجريت أثبتت أن أزهار ليس بهذا الواقع المبسط وان من الشائع أن تحمل شجرة الزيتون ازهارا وحيدة الجنس إضافة إلى الأزهار الخنثى (أو الكاملة ).
تتشكل أزهار الزيتون على فروع خضرية نمت خلال الربيع والخريف السنة السابقة وتحمل النورة الواحدة يتراوح بين 10-40 زهرة تحمل شجرة زيتون أزهارا كاملة إضافة إلى الأزهار وحيدة الجنس (أو غير كاملة ) وقد تكون مؤنثة لاختزال أسديتها أو مذكرة لاختزال مبايضها .كما أنها على علاقة وطيدة مع تكون النورات ونموذج الفرع الخضري الذي يحملها وقد بينت الدراسات السابقة إن الأفرع المثمرة ذات السلاميات الطويلة الخنثى أو الكاملة مقارنة مع الأفرع المثمرة ذات السلاميات القصيرة وهذا بسري على أصناف زيتون المائدة أو أصناف الزيت على السواء .
وقد درس لبابيدي نشئ من التفصيل الزهرة والنورة باعتبارها من أهم العوامل في تحديد إنتاجية شجرة الزيتون والتي يمكن اعتبارها صفة وراثية ثابتة وباعتبارها أن زهرة الزيتون خنثى أصلا فان ظهور أزهار وحيدة الجنس أكثر حداثة وإنها ستؤثر في الإنتاجية نظرا لان مساهمة الزهرة وحيدة ستتم عن طريق واحد فقط (حبوب الطلع في الأزهار المذكرة والبويضات في الأزهار المؤنثة) بينما تشارك الزهرة الخنثى في عملية التكاثر بحبوب طلعها أو بويضاتها على حد سواء ولكن وجود الأزهار المذكرة على الشجرة يعمل على استهلاك جزء كبير من الغذاء دون أي مساهمة في إنتاجية الشجرة الأمر الذي يؤدي إلى خفض المحصول بنسبة تتوافق مع نسبة الأزهار المذكرة .
تتألف زهرة الزيتون الكاملة من كاس يتكون من أربع سبلات ملتحمة وتويج أنبوبي الشكل التحمت بتلاته الأربع وتركت أعلاها أربعة أسنان تدل عليها والى سداتين ويحتل المركز مبيض ثنائي الحجرة لونه اخضر رصاصي يعلوه قلم قصير سميك ينتهي بميسم عريض يساعد في التقاط حبوب الطلع المحمولة بالهواء . أما الزهرة المذكرة فإنها تتكون من المحيطات الثلاثة الخارجية ويختزل فيها في حين أن الزهرة المؤنثة تغيب فيها السدادتان لضمورها.
كما درس أيضا النورة الزهرية وجنس الزهرة إن كانت كاملة أو مذكرة أو مؤنثة وتقدير متوسط عدد الأزهار في النورة الواحدة للعديد من الأصناف المحلية ويتبين بأن جميع أصناف الزيتون المحلية المدروسة كانت مذكرة وحيدة المسكن و لم تصادف أزهاراً مؤنثة على الإطلاق كما يلاحظ تدني نسبة الإزهار الكاملة في معظم الأصناف.
1-3 التلقيح والإخصاب في الزيتون
تنطلق حبوب الطلع من مآبر الأزهار في حال توفر الحرارة والرطوبة المناسبتين ، وتنقل بواسطة الرياح وتتوضع على المياسم المستقبلية لأزهار نفس الصنف ( تلقيح ذاتي ) أو على صنف آخر
( تلقيح خلطي ) فالتلقيح الخلطي هو القاعدة لضمان إثمار جيد. ولكي يتم الإخصاب بنجاح يجب أن يكون الميسم في حال استقبال مع بقاء البويضات حية لفترة طويلة إضافة إلى قصر فترة نمو الأنبوبة الطلعية وهذا ما يسمى بفترة التلقيح الفعالة فإذا كانت حيوية البويضات ستة أيام بعد تفتح الزهرة وإذا كان نمو الأنبوبة الطلعية ضمن القلم يستغرق خمسة أيام فإن فترة التلقيح الفعالة ستكون يوماً واحداً وبهذا يمكن القول إن أية حبة طلع تصل الميسم في اليوم الأول لها الحظ الكبير في إخصاب البويضة بينما تفشل حبوب الطلع في الأيام التالية في تحقيق ذلك .
يتباين فترة التلقيح الفعالة من صنف لأخر فقد تكون أربعة أيام وتمتد إلى ثمانية أيام ومن أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في بعض أصناف الزيتون ترافق فترة الأزهار بهطول الأمطار أدى إلى زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة النسبية مما يحول دون انتشار حبوب الطلع في هذه الظروف فإن جميع الأزهار الكاملة التي كانت متفتحة خلال اليومين اللذين سبقاً الهطول لن تخصب وتكون فترة التلقيح الفعالة معدومة.
وقد أشارت الأبحاث إلى أن إضافة عنصر الآزوت في نهاية الصيف تطيل فترة التلقيح الفعالة وذلك لما هذا العنصر من تأثير على فترة حياة البويضات ويزيد من فترة الحصول على إثمار غزير، وقد يكون الإثمار مستحيلاً بالتلقيح الذاتي وفي بعض الحالات التلقيح الخلطي في بعض الأنواع بالرغم من كون أعضائها الجنسية كاملة وذلك بسبب ظاهرتي العقم الذكري وعدم التوافق.
تتجلى ظاهرة عدم التوافق بفشل حبوب طلع زهرة ما في إخصاب بويضة الزهرة نفسها (عدم توافق ذاتي ) أو إزهار صنف آخر (عدم توافق خلطي ). وتكمن آلية عدم التوافق الذاتي في أن حبة الطلع تحمل مورث العقم لا تستطيع الإنبات على ميسم يحمل في خلاياه نفس المورث وحتى إذا أنبتت لا تتمكن الأنبوبة الطلعية من التوغل ضمن أنسجته ، يتميز صنف الزيتي المنتشر في محافظة حلب بظاهرة عدم التوافق الذاتي نتيجة فشل الإخصاب وكذلك انخفاض في عاملي الخصوبة الصنفية والحيوية الطلعية حيث توجد ثمار بكرية صغيرة بجانب الثمار الطبيعية يؤدي ارتفاع نسبة الثمار البكرية إلى خفض الإنتاج بنسبة تقدر بـ25%مع صعوبة قطاف هذه الثمار الصغيرة وفقد معظمها في المعاصر عند مرحلة الغسيل إضافة إلى استنزاف قسماً منها لمخزون العناصر الغذائية في الشجرة مما يؤثر على إثمار الموسم المقبل
وقد نفذ لبابيدي تجارب التلقيح الخلطي على صنف الزيتي باستعمال حبوب طلع من أصناف مختلفة بغية اعتماد صنف ملقح مناسب متوافق خلطياً مع صنف الزيتي سعياً لحل مشكلة عدم توافقه الذاتي والحصول على نسبة عالية من الثمار الطبيعية وزيادة إنتاجيته كماً ونوعاً. لقد أظهرت نتائج التلقيح الخلطي على صنف الزيتي ثبات تفوق صنفي الصوراني والقيسي على بقية الأصناف واعتمادها كصنفين ملقحين متوافقين خلطياً مع الصنف الزيتي وذلك بتحقيقهما زيادة في نسبة الإثمار ودليل الإثمار عن بقية معاملات التلقيح.
1-4 تبادل الحمل في الزيتون:
يعزى عدم انتظار حمل الزيتون سنوياً إلى استنفاذ معظم المواد الكربوهيدراتية التي تدخل في تكوين المحصول الغزير الذي يعقد في العام الأول مما يسبب اختلالاً في المستوى الغذائي داخل الشجرة تكون نتيجته قلة تكوين البراعم الزهرية التي ستعطي محصول السنة التالية. ولا يمكن إغفال الحقيقة في أن ظاهرة التبادل ظاهرة وراثية ولا يمكن التحكم فيها كثيراً في بعض الأصناف، يعزى تبادل الحمل إلى أسباب عدة أهمها:
1- عدم قدرة الشجرة على الإزهار وتتدهور هذه القدرة بسبب الحمل الغزير في الموسم السابق والذي سيؤثر على التوازن الغذائي وخاصة العلاقة C/N أي التوازن بين المجموع الخضري وتصنيع المواد الكربوهيدراتية وقدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية الآزوتية في التربة كما أن حلول شتاء دافئ يؤدي إلى فشل تمايز البراعم الزهرية بسبب عدم توفر ساعات البرودة الكافية.
2- تميز بعض الأصناف بظاهرة عدم التوافق الذاتي الكلي أو الجزئي رغم إنتاجه لأزهار كاملة ويتحدد المحصول عندئذ بمدى ما تتعرض أشجار الصنف للتلقيح الخلطي بحبوب طلع من صنف آخر متوافق معه.
3- وجود نسبة عالية من الأزهار وحيدة الجنس وخاصة الأزهار المذكرة.
إن أسباب هذه الظواهر المسؤولة عن تدهور الإنتاجية مجموعة من العوامل:
أ- عوامل وراثية:
تحدد عدداً من عناصر الإنتاج على مستوى الأزهار مثل:
- متطلبات الصنف من ساعات البرودة الضرورية للتحريض الزهري.
- معاناة بعض الأصناف من ظاهرة عدم التوافق الذاتي
- تحمل الأزهار لبعض العوامل المناخية.
ب- عوامل بيئية:
تلحق بعض العوامل البيئية غير الملائمة (كالحرارة – الرطوبة- الرياح) أضراراً بالغة بالبراعم والأزهار ولا شك أن للبيئية تأثير كبير على الإزهار والإثمار فالعوامل المحيطة بالشجرة قبل وبعد الإزهار يكون لها أكبر الأثر على كمية وصفة المحصول ومن هذه العوامل البيئية:
1- عوامل التربة:
إن المواد الغذائية الموجودة في التربة لها تأثير واضح على النبات الغذائية وعموماً يؤثر نقص أي عنصر أو مادة غذائية هامة لتكوين ونمو الأعضاء الزهرية على كمية المحصول الذي نتيجة الأزهار ويعتبر الآزوت من أهم العناصر المحددة نظراً لاستهلاكه بكميات كبيرة في عمليات النمو المختلفة ولذا يجب توفرها أثناء التزهير والعقد ولكن يجب عدم الإسراف [/
مقدمة:
إن الزراعة الناجحة لبساتين الزيتون تعتمد على تأسيسها وفق المفاهيم والأساليب الفنية الحديثة , وقبل البدء بتأسيس بستان الزيتون لا بد من دراسة العوامل المؤثرة في اقتصاديات هذا المشروع في الموقع المراد زراعته أو تأسيسه والتي قد تكون محددة أو مشجعة لهذه الزراعة, لأن مستقبل البستان يتوقف عليها وأهم هذه العوامل:
• خصائص الموقع أو الوسط: وتشمل: العوامل المناخية و التربة
• الأصناف والأصول المختارة.
أن الأخطاء التي قد ترتكب في مرحلة التأسيس والمتعلقة بالعوامل السابقة ستؤدي حتما إلى أضرار لا يمكن تلافيها طالما استمرت الأشجار قائمة.
1-1 خصائص الموقع
على الرغم من أن شجرة الزيتون تستطيع العيش في بيئية وتربة صعبة إلا أن اتخاذ القرار بتأسيس بستان الزيتون لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار خصائص الموقع( مناخ – تربة ) ومعرفة المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون والتي تشمل:
1-1-1 العوامل المناخية:
يمكن لعامل مناخي أو أكثر أن يكون عاملا محددا لزراعة الزيتون لذلك لا بد من تحديد هذه العوامل وقياس ( شدتها – مدتها ) ومقارنتها بمتطلبات الزيتون البيئية.
درجة الحرارة:
تعتبر شجرة الزيتون من أشجار حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تفضل المناخ المعتدل إذ أن متوسط الحرارة في مناطق زراعة الزيتون تتراوح بين (15-20)م وأن الحرارة العظمى المطلقة يمكن أن ترتفع إلى (40 ) م دون حدوث ضرر, كما أن درجة الحرارة الدنيا المطلقة يجب ألا تنخفض عن (5-7)م تحت الصفر. كما يجب تجنب الزراعة في مناطق معرضة لحدوث الصقيع.
تجدر الإشارة هنا الى أن شجرة الزيتون تتطلب بعض البرودة لتثمر بشكل طبيعي ابتداء من شهر كانون الثاني وحتى نيسان وأن احتياجاتها من البرودة تختلف حسب الصنف والتي تقدر بحدود /500-2000/ ساعة على درجة حرارة (+7) م .
كمية الأمطار
تعتبر كمية الأمطار وتوزعها السنوية من أهم العوامل المحددة لزراعة الزيتون حيث تعتبر /300-450/مم سنوياً الكمية الدنيا اللازمة لنجاح زراعة الزيتون.
الرطوبة الجوية:
تعتبر الرطوبة الجوية المنخفضة في المناطق الداخلية عامل مساعد لنمو الزيتون لكن ذلك يزيد من احتياجاتها المائية, كما يمكنها التأقلم والعيش في المناطق الساحلية حيث الرطوبة الجوية العالية. إلا أنها قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الآفات وخاصة قطر عين الطاووس.
الرياح :
يجب الابتعاد عن المناطق المعرضة لهبوب الرياح يشكل دائم أو إقامة مصدات للرياح مناسبة.
الضوء:
شجرة الزيتون محبة للضوء وإن نقصه يؤدب الى ضعف النمو وانخفاض الإنتاج.
الارتفاع عن سطح البحر:
شجرة الزيتون تعطي إنتاج مناسب على ارتفاع يبدا من الصفر وحتى 800 متر عن سطح البحر.
1-1-2 التربة:
تعيش شجرة الزيتون في مختلف أنواع الترب باستثناء الغدقة أو المالحة, لكنها تفضل الأراضي الخفيفة الصفراء المتوضعة على /صخر أم كلسي / والمتمتعة بقدرة مناسب على احتفاظ الرطوبة حتى فصل الجفاف وبتصريف جيد للماء الزائد وهذه التربة منتشرة في أغلب مناطق زراعة الزيتون في ادلب وحلب وهو سر نجاح هذه الزراعة.
1-1-3 اختيار الصنف الملائم:
بعد دراسة الموقع من حيث توفر التربة المناسبة والظروف البيئية الملائمة يتم اختيار الصنف وفق المعايير التالية:
• قابلية الصنف للتأقلم مع ظروف التربة والعوامل المناخية السائدة في منطقة الزراعة .
• الغرض من زراعة الصنف ( أصناف زيت، زيتون مائدة ).
• مدى تحمل الصنف للجفاف وتوفر مياه الري إن دعت الحاجة.
• درجة التكثيف الزراعي وبالتالي قوة النمو وحجم الأشجار.
• مقاومة الصنف للآفات والأمراض وحساسيتها لظاهرة المعاومة .
• موعد النضج وبالتالي تحديد موعد القطاف.
2- المراحل الأساسية لتأسيس بساتين الزيتون.
1- تحضير التربة:
يتم في البداية تنظيف التربة من جميع أنواع المخلفات والحجارة ومن ثم إجراء حراثتين متعامدتين مع تنعيم التربة وإجراء التسوية إذا تطلب الأمر في المناطق السهلية . أما في المناطق المتموجة المرتفعة تكون الحارثة متناسبة مع الخط الكنتوري ومتعامدة مع المنحدر وفي حالة الانحدار الشديد تقام المدرجات لتقليل التعرية وانجراف التربة . وفيما يلي المراحل الواجب إتباعها لتأسيس بستان زيتون وفق المفاهيم الحديثة.
2- تسوية التربة وإقامة المدرجات
تهدف هذه العملية إلى تمهيد سريع لسطح الأرض من أجل إزالة الأماكن المرتفعة وملء الأرض المنخفضة (التضاريس الدقيقة) والحفاظ على مستوى واحد له ولابد من معرفة العوامل التالية التي تؤمن تسوية جيدة•
• ميل الأرض المراد زراعتها•
• التركيب الفيزيائي والكيميائي للتربة
• النظام المائي في المنطقة•
• كثافة الزراعة الملائمة لطبيعة التربة•
وتهدف إقامة المدرجات فهي تخضير الأرض قبل الغرس منعاً للتعرية أو انجراف التربة في آن واحد وذلك في الأراضي التي تتفاوت نسبة انحدارها (10-30 )% ويجب أن تتم هذه العملية خلال فصل الصيف وقبل البدء بتنفيذ المدرجات يجب تحديد مواقع المدرجات تحديد الأبعاد التي ستقام بينها أفقياً.
3- نقب التربة
تعتبر عملية نقب التربة من احد العوامل الهامة لنجاح زراعة الزيتون سواء في الزراعة البعلية أو المروية وتتم عادة خلال فصل الصيف الذي يسبق موسم الزراعة ولعمق 80 – 100 سم ولهذه العملية فوائد عديدة أهمها :
1- كسر الطبقات الصماء والمترامية وخلخلة التربة وتهويتها لتأمين نفاذ الماء ووسط مناسب لانتشار جذور النباتات
2- تخفيف انجراف التربة وتزيد من قدرتها على الاحتفاظ بكميات زائدة من الماء حتى فصل الجفاف وبالتالي مقاومة الجفاف وزيادة الإنتاج.
3- تحسين الوضع الخصوبي للتربة وذلك بزيادة النشاط الحيوي ( والتهوية ) في عمق التربة .
4- تدخل الأشجار في سن الإثمار في وقد مبكر.
5- تساعد على تحسين عمق التربة الزراعية خاصة في الأتربة السطحية.
6- تساعد على إخراج الحجارة المتوضعة في عمق التربة إلى السطح وبالتالي جمعها والتخلص منها .
7- تكاد تكون عملية النقب العامل الوحيد لإدخال المناطق التي تزيد معدلات أمطارها عن 280مم سنوياً ضمن إطار المناطق الصالحة للتشجير بالزيتون.
ويكون نقب التربة على أشكال مختلفة ويتوقف على نوع التربة, الهدف من عملية النقب, مواصفات طبقة التربة وتحت التربة وأهم نماذج النقب :
- نقب التربة مع قلب الطبقة السطحية إلى الأسفل والطبقة السفلية إلى الأعلى.
- نقب التربة مع عدم قلبها.
وغالباً ما تستخدم الحالة الأولى في زراعة الأشجار المثمرة ويجب أن يتم نقب التربة باتجاهين متعامدين وهذا يخفف من عمق الجور مقارنة مع الأراضي غير المنقوبة التي تكون فيها الجور أكثر عمقاً وبالتالي تتطلب عملاً اكبر ويعقب عملية النقب إزالة الأحجار الكبيرة وتمشيط لسطح الأرض بالأمشاط القرصية لتنعيم التربة تمهيداً للزراعة .
4- تسميد بساتين الزيتون قبل الغرس
تُسمَّد بساتين الزيتون قبل غرسها باستخدام الأسمدة العضوية وذلك عند تحضير الأرض وتخلط جيداً بالتربة ثم تخطط الأرض للزراعة حيث تضاف الكميات التالية للدونم:
ــ 10 كغ فوسفور صافي وهذه الكمية تعادل 22 كغ سوبر فوسفات 46%•
ــ 10 كغ بوتاس صافي وهذه الكمية تعادل 20 كغ سلفات بوتاس 50%•
ــ 3م3 سماد عضوي متخمر جيداً•
5- شكل تخطيط البستان
لا يوجد فارق كبير في تخطيط البستان سواءً كانت الأرض المراد زراعتها رباعية او سداسية أو بشكل مستطيل طالما أن كثافة الأشجار واحدة في وحدة المساحة لكن أفضل الأشكال المقترحة هو الشكل المربع كونه يساعد على إجراء العمليات الزراعية بسهولة وفي كلا الاتجاهين وخدمة الأرض بشكل أفضل وإدخال المكننة الزراعية وتعطي للخطوط الاتجاه الجنوبي والشمالي بصورة تستطيع معها أشعة الشمس التعرض لسطح الأوراق بصورة أعظمية هذا في الأرض المستوية أما في المناطق التي يزيد انحدارها عن 3% فتغرس الأشجار حسب خطوط الانحدار وذلك للحد من أضرار السيول ومنع الانجراف وتتم عملية نقب التربة .
6- التكثيف وأبعاد الزراعة :
يتوقف التكثيف وأبعاد الزراعة على عدة اعتبارات يجب على المزارع مراعاتها وهي :
1- نقب التربة : يساعد نقب التربة وتقديم الخدمات الزراعية المختلفة على تقليل أبعاد الزراع وزيادة درجة التكثيف في وحدة المساحة .
2- معدلات الأمطار السنوية كلما زادت الأمطار زاد عدد الأشجار في وحدة المساحة وعندما تقل يقل عدد الأشجار وتزداد أبعاد الزراعة كما هو الحال في تونس ( صفاقس ) حيث تزرع أشجار الزيتون على أبعاد / 24 / م في أراضي رملية معدلات أمطارها السنوية / 150 / مم وتساهم الرطوبة الجوية في تأمين حاجة الشجرة من الماء .
3- خصوبة التربة ومقدرتها على الاحتفاظ بالماء حتى فصل الجفاف ومعدلات الأمطار جيدة تزداد معها كثافة الأشجار .
4- الصنف المزروع : إن طبيعة نمو الصنف وحجم الشجرة يجب أخذه بعين الاعتبار فالأصناف التي تكون أشجارها كبيرة الحجم ( جلط- دان- عبادي ) تزرع على مسافات اكبر من الأصناف التي تكون أشجارها صغيرة الحجم ( صوراني – محزم أبو سطل )
5- المكننة الزراعية: إن مكننة زراعة الزيتون تتطلب الزراعة على أبعاد معينة بحيث تسمح باستخدام الآلات المختلفة فمثلاً تزرع الغراس على مسافة ( 6×7 )م في حال استعمال القطاف الآلي أي بتكثيف قدره / 200-250 / شجرة في الهكتار .
وعموماً تزرع غراس الزيتون على( 8×8 ) م إلى(10×10) م في المناطق الساحلية و (10×10) م إلى (12×10) م في المناطق الداخلية وقد بينت الأبحاث بان أفضل درجة تكثيف زراعي هي ما بين / 20-30 / شجرة في الدونم وهذا ما يمثل زراعة الزيتون على أبعاد (6×6) (6×7)م (7×7) وذلك في بيئات الزيتون المختلفة .
ويراعى تخفيف درجة التكثيف في المناطق القليلة الأمطار ويجب النظر إلى كثافة الأشجار من الناحية الفنية بحيث تؤمن للنبات النور والتربة الكافية لتوفير الغذاء والماء الضروري لنمو الأشجار حيث تبلغ كثافة الأشجار بحدود / 100 / شجرة في الهكتار وتتجاوز المائة في المناطق الممطرة حيث سيكون العدد أعلى بكثير في الزراعة الكثيفة .
7- حفر الجورة وأبعادها :
تحفر الجور في نهاية فصل الصيف أو بداية الخريف عقب الانتهاء من تخطيط الأرض بغية تعرضها لأشعة الشمس بشكل كاف بحيث يوضع تراب الطبقة السطحية في أحد جوانب الجورة و تراب الطبقة السفلية في الاتجاه الأخر و تتوقف أبعاد الجورة على وسيلة التكاثر و نقب التربة.
الارض وسيلة التكاثر أبعاد الجورة/سم/في الاتجاهات الثلاثة
أرض منقوبة قرمة
عقل خضرية مجذرة أو شتول بذرية مطعمة 50 ×50 ×50
40 × 40 × 40
أرض غير منقوبة قرمةاو عقل او شتول بذرية مطعم 80 × 80 × 80
60 × 60 × 60
- اختيار الغراس
يجب على المزارع أن يعتمد إما غراس ناتجة عن عقل خضرية مجذرة في البيوت الزجاجية معروفة الصنف محسنة وراثياً خالية من الآفات أو غراس ناتجة عن شتول بذرية مطعمة ويستبعد زراعة القرم للأسباب التالية :
• احتمال أن تكون مصابة بمرض ذبول الزيتون وصعوبة معرفة ذلك بالعين المجردة
• عدم التأكد من الصنف واحتمال حدوث خلط بالأصناف .
• تأخر الغراس الناتجة عن القرم بالدخول في سن الإثمار .
• صعوبة عمليات التقليم في مرحلة التربية كون الغرسة الناتجة لها سوق عديدة .
9- زراعة الغراس :
هي العملية التي تتم فيها زراعة غراس الزيتون في الأراضي المستديمة أو نقلها إليها .
موعد الزراعة :
تزرع غراس الزيتون خلال فترة سكون النبات اعتباراً من شهر كانون الأول حيث تستفيد الغراس من مياه الأمطار ويفضل التبكير في الغرس كلما قلن معدلات الأمطار والتأخير في المناطق التي يشتد فيها البرد حتى شهر آذار قبيل جريان العصارة كي لا تتضرر الغراس .وإذا كانت التربة مروية يمكن زراعة الغراس في شباط.
تحضير الغراس للزراعة :
قبيل زراعة غراس الزيتون يجب إزالة الأفرع البديلة والجافة والمتشابكة وكذلك الجذور المجروحة والمكسورة التي خرجت من الكيس المزروعة فيه حيث يشق الكيس بشكل شاقولي بواسطة سكين . تجهيز خلطة من المكونات التالية:
• 7 ــ 5 كغ سماد عضوي متخمر جيداً•
• 200 غ سوبر فوسفات 46%•
• 200 غ سلفات بوتاس 50%•
• قسم كبير من تراب الطبقة السطحية للجورة•
عمق الزراعة:
يتوقف عمق الزراعة على:
• وسيلة التكاثر ( قرمة، شتلة، بذرية مطعمة، عقلة خضرية مجذرة)
• طبيعة الأرض منقوبة أم لا
• معدلات الأمطار السنوية في المنطقة.
• نوع التربة•
زراعة غراس الزيتون:
تتلخص طريقة زراعة غراس الزيتون بنفس الأسلوب الذي يطبق على كافة زراعات الغراس المثمرة وذلك في الوقت الذي تكون فيه التربة قليلة الرطوبة كما يلي:
أ ــ توضع التربة الخشنة أسفل الجورة، يليها الخطة السمادية المحضرة، ثم طبقة من تراب الســــطح العلوي بســــماكة /5/سم•
ب ــ يؤتى بالغرسة المزروعة ضمن الكيس سواءً كانت ناتجة عن (عقل خضرية مجذرة في البيوت الزجاجية أو ناتجة عن شتول بذرية مطعمة) وتوضع في منتصف الجورة بعد أن يُزال عنها الكيس وبحيث تكون على نفس استقامة الغراس الأخرى•
ج ــ تثبت الدعامة الخشبية بالقرب من الغرسة بعد أن يطلى القسم المطمور من الدعامة بمحلول 3% سلفات النحاس أو بالزفت•
د ــ يردم بعد ذلك تراب أسفل الجورة حول الغرسة حتى يبلغ منسوب الردم أعلى بـ (10سم) من منسوب تراب الكيس•
هـ ــ يضغط التراب جيداً وبشكل تدريجي لطرد الفراغات الهوائية ثم تربط الغرسة إلى الدعامة الخشبية بواسطة خيوط الرافيا لحمايتها من الرياح•
ملاحظة: إذا كانت غراس الزيتون ناتجة عن شتول بذرية مطعمة يجب مراعاة ما يلي:
1 ـ أن يكون منسوب الطعم أعلى من منسوب تراب سطح الجورة بعد ردمها•
2 ـ أن توضع الغرسة بحيث يكون الطعم من الجهة التي تهب منها الرياح وليس العكس•
أما إذا كانت وسيلة التكاثر القرمة فتزرع بشكل تكون سطحية في المناطق الساحلية خوفاً من كثرة الأمطار وأكثر عمقاً في المناطق الداخلية كي تستفيد من رطوبة أعماق التربة في فصل الصيف•
وجدير بالذكر أن كمية الأسمدة الكيميائية والعضوية المحضرة بالخلطة تتوقف على معدلات الأمطار فإذا كانت كمية الأمطار أقل من /350/مم تقل الكمية إلى النصف وقد يُستغنى عن الأسمدة الكيماوية• إن المعدلات السابقة مقترحة لمناطق تزيد معدلات أمطارها عن /400/مم سنوياً فقد يستغنى عن الأسمدة إذا كانت الأرض قد سُمدت بتسميد أساسي قبيل تخطيط الأرض ويفضل ري غراس الزيتون مباشرةً حيث سيكون النجاح مضموناً أكثر وخاصة إذا أعطيت ( 2-3) رية خلال فصل الصيف ( تموز ، آب ، أيلول ) .
3- خدمة بساتين الزيتون في طور التربية
3-1 الفلاحة :
تحرث بساتين الزيتون في مرحلة التربية بمعدل ( 4-5) فلاحات يمكن تقسيمها وفقاً لزمن إجراؤها إلى
1- فلاحة خريفية.
2- فلاحة ربيعية.
3- فلاحة صيفية سطحية متكررة .
3-1-1 الفلاحة الخريفية:
تتم اعتباراً من شهر تشرين الثاني وحتى كانون الأول وذلك عقب هطول -الأمطار وتساعد هذه الفلاحة على:
- زيادة مقدرة التربة على استيعاب مياه الأمطار في فصلي الخريف والشتاء .
- الاحتفاظ بأكبر كمية من الماء للاستفادة منه في فصل الجفاف .
وهي أعمق نسبياً إذا ما قورنت بالفلاحة الربيعية او الفلاحات الصيفية السطحية المتكررة ويجب توزيع الأسمدة العضوية والكيماوية(بطيئة الذوبان ) قبيل إجرائها لدفن الأسمدة في التربة وتتم إما بالمحراث العادي على الحيوانات أو بواسطة الكلتفاتور ويجب أن يتراوح عمقها بين (12-15) سم
3-1-2 الفلاحة الربيعية :
تتم في فصل الربيع ( آذار – نيسان ) وهذا يختلف من منطقة لأخرى حسب الظروف البيئية وهي اقل عمقاً من الفلاحة الخريفية ويجب ان تكون عمودية على الفلاحة الخريفية ولا يزيد عمقها عن 10سم والغاية منها دفن وقلب الأعشاب النامية في التربة قبل تخشيبها وتقليل الفاقد من الماء نتيجة البخر من التربة .
3-1-3 الفلاحات الصيفية :
تحرث بساتين الزيتون بمعدل /1-2/ فلاحات صيفية سطحية متكررة والغاية منها حفظ الرطوبة المخزونة في التربة لأطول فترة ممكنة ذلك بإعاقة تبخر الماء نتيجة تكسر الأنابيب الشعرية في التربة من جهة والقضاء على الأعشاب من جهة أخرى وهذه الفلاحات اقل عمقاً من فلاحة الخريف والربيع حيث يتراوح عمقها بين ( 6-8 ) سم ولا يزيد عن 10سم وينبغي عدم المغالاة في عدد هذه الفلاحات خاصة في طور الإثمار آخذين بعين الاعتبار الأضرار التي تنجم من جراء هدم المادة المتبقية في التربة وزيادة نعومتها حيث تتعرض للانجراف تحت تأثير أمطار الخريف الغزيرة .
وعموماً يجب اخذ عمق الحرث بعين الاعتبار أثناء كل فلاحة فالحرث العميق من / 20-30 /سم يؤدي إلى الأضرار بالجذور وتزداد هذه الأضرار كلما كانت الجذور سطحية والتي تتكون في الأراضي الثقلية أم في الأراضي الرملية فتكون الجذور أكثر عمقا كما ينبغي تجنب المحاريث القلابة كونها تؤدي إلى تكوين مرتفعات ترابية حول الأشجار وانخفاضات في المسافة البينية الأمر الذي يؤدي إلى تقطيع الجذور وإصابتها بمرض ذبول الزيتون وتعرضها للجفاف.
3-2 تقليم شجرة الزيتون في مرحلة التأسيس
من المعروف أن معظم الأشجار المثمرة تستجيب للتقليم بدرجات مختلفة فهو يساهم في تنظيم الإنتاج وتحسين النوعية. إن المبادئ التي يستند إليها تقليم شجرة الزيتون متطابقة مع غيرها من الأشجار المثمرة في بعض النقاط وتختلف في بعضها الآخر لأنها تتعلق بالصفات الخاصة بكل نوع من أنواع الأشجار المثمرة.
يمكن تمييز في شجرة الزيتون كباقي الأشجار المثمرة تقليم التربية أو تقليم الأشجار الفتية وتقليم الأثمار أو تقليم الأشجار البالغة وأخيراً تقليم التجديد أو تقليم الأشجار الهرمة.
تقليم التربية:
يتم تأسيس بساتين الزيتون عادة أما بواسطة القرم وهي طريقة لا تزال متبعة في بلادنا وفي تونس خاصة أو بواسطة الغراس المطعمة أو المجذرة.
تربية الأشجار المزروعة بواسطة القرم :
يلاحظ لدى استخدام القرم لتأسيس البساتين نمو خلفات عديدة من القرمة الواحدة والتي تتنافس فيما بينها وتحمي بعضها البعض في المراحل الأولى لنمو الأغصان. وتعتمد هذه الأخيرة في غذائها على المدخرات المتوفرة في القرمة. يفضل ترك هذه الخلفات دون حتى السنة الثالثة وربما الخامسة. لان
أي استبعاد لبعض هذه الخلفات يقابله تأخر في نمو الجذور وهذا ما ينبغي تلافيه في السنين الأولى لتأسيس البستان.
واعتبارا من السنة الثالثة يتم اختيار أفضل خلفة لتكوين ساق الشجرة غير انه يلاحظ وجود أكثر من خلفة تتوازن في القوة والاتجاه مع مثليها من الخلفات لذلك يفضل تقليل العدد في السنين المقبلة للتربية إلى 3او 5 وليتم بهدها اختيار الخلفة المناسبة.
يعمل بعض المزارعين إلى إزالة كافة الخلفات النابتة من القرمة دفعة واحدة وترك خلفة واحدة لتكون ساق الشجرة ولو أن هذا ما نطمح بالوصول إليه تدريجيا إلا أن السرعة في إنجاز التربية سيعرض الساق إلى تأثير العوامل الجوية المختلفة.
تميل الزراعة الحديثة للأشجار المثمرة ومنها الزيتون إلى تربية الأشجار على ساق قصير حتى إن بعضهم ارتأى عدم ضرورة وجود الساق و تشعب الأفرع الرئيسية مباشرة من الأرض .
هذه التربية لا تعني مطلقاً تربية المجموع الهوائي للأشجار بصورة مرتفعة عن سطح التربة فالطرق الحديثة في تربية للزيتون تقترح فسح المجال للأفرع والأغصان المحيطة بالتدلي لتكاد تلامس بدورها سطح التربة وبذلك نصل إلى أعلى إنتاج ممكن من الشجرة الواحدة .
إن الشكل المفضل لتربية أشجار الزيتون في بلادنا هو الشكل الكروي مع وجود فجوة خفيفة في وسط الشجرة، وهناك بعض البلاد (ايطاليا)تطبق تربية كاسية على ثلاثة فروع هيكلية على أن يأخذ فرع شكلاً هرمياً تساعد هذه التربية على سهولة دخول النور إلى وسط الشجرة.
تم اقتراح التربية الموجهة للزيتون ولم تستطع هذه التربية الصمود لكثرة اليد العاملة اللازمة و لعدم استجابة شجرة الزيتون لهذه التربية بفعل نمو عدة أغصان عند نقاط الانحناءات و عليه تفضل التربية الحرة في الزيتون على التربية الموجهة.
تربى الأشجار عادة على 3 أو 4 أفرع هيكلية تتشعب بدورها إلى أفرع متدرجة في الصغر و لتنتهي بالأغصان وبسرعة يتشكل هيكل خشبي كبير ينافس الثمار في استهلاك العناصر الغذائية حيث ينعكس ذلك بصورة سلبية على زيادة الإنتاج .
تربية الأشجار بواسطة الغراس المطعمة أو المجذرة:
يلاحظ توزيع الغراس المطعمة أو المجذرة والمعدة لتأسيس البساتين وهي بحجوم متفاوتة و بتربية غير موحدة ،ويفضل تربية الغراس على ساق واحد تتوزع الأفرع الهيكلية عند قمته بصورة متوازنة .لهذه التربية أهمية بالغة في تحقيق تجانس كبير في الأشجار .
تحتل شجرة الزيتون مكانة مرموقة على الصعيد المحلي والدولي لا تضاهيها أية شجرة أخرى وقد شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لهذه الشجرة بشكل يفوق كل التوقعات. أن هذا التوسع العشوائي غير المدروس في زراعة الزيتون ينتابه قلق كبير من الكيفية التي يتم بها ذلك الانتشار العشوائي والذي لا يحمله سوى رغبة المزارع الذي قد يختار صنفاً لا يناسب بيئة الموقع المختار.
إذا أخذنا بعين الاعتبار مدى التكلفة الكبيرة لإنشاء بستان من الزيتون وعدد السنوات اللازم لبلوغ الأشجار مستوى الإنتاج الاقتصادي فإننا نرى أن الخطورة كبيرة من متابعة هذا النهج. لذلك من المهم جداً وقبل التفكير بمثل هذا المشروع يجب أن يكون لدى المزارع فكرة أولية عن المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون ومدى نجاح زراعة شجرة الزيتون في مناطق الانتشار الجديدة.
و نظراً إلى التغيرات التي تؤثر على هذه الزراعة بفعل العوامل البيئية فقد دعت منظمة الأغذية و الزراعة و المجلس الدولي لزيت الزيتون لإجراء دراسات دقيقة لتحديد العوامل البيئية الملائمة لزراعة الزيتون بهدف تحقيق أفضل إنتاج و أعلى جودة ، و قام كثير من الباحثين بإجراء التجارب و الأبحاث و توصلوا إلى معرفة المتطلبات البيئية المثلى لنجاح زراعة الزيتون .
1- العوامل المناخية :
تقع مناطق زراعة الزيتون في المناطق المعتدلة من نصف الكرة الشمالية بين خطي عرض 27 و 44 وفي نصف الكرة الجنوبية بين خطي عرض 15 و 44 إلا أن حوض البحر الأبيض المتوسط هو المنطقة الرئيسية لزراعة الزيتون في العالم إذ يحتوي على 97 % من المساحات المزروعة بالزيتون في العالم .
ينتشر الزيتون في القطر العربي السوري على ارتفاعات متباينة من سطح البحر من 10 أمتار في اللاذقية إلى أكثر من 1000 متر في السويداء ومن طابق بيومناخي متوسطي رطب وحار في صافيتا إلى الطابق الجاف جداً والعذب في تدمر والرقة ومن رطوبة نسبية قدرها 49% في دمشق إلى 67 % في طرطوس ويتراوح معدل هطول الأمطار في مناطق الزيتون بين 274ملم في ازرع إلى أكثر من حوالي 1100 ملم في صافيتا .
وعلى الرغم من انتشار أصناف الزيتون ضمن طوابق بيومناخية متعددة وتحت ظروف بيئية متباينة من حيث درجات الحرارة المنخفضة خلال فصل الشتاء ( كانون الأول – كانون الثاني – شباط ) سواءً على الساحل السوري أو في المناطق الداخلية نجد أن هذه الأصناف تزهر جيداً مما يدل على توفر ساعات البرودة اللازمة لها في مناطق انتشارها وان اختلفت إنتاجيتها والذي قد يعود لأسباب أخرى , الأمر الذي يبين المرونة البيئة التي تتمتع بها شجرة الزيتون.
1-1 الحرارة :
تفضل شجرة الزيتون المناطق المعتدلة كحوض البحر الأبيض المتوسط إلا أنها يمكن أن تنمو بشكل جيد في المناطق الحارة نسبياً. وعلى الرغم من عدم تحمل شجرة الزيتون للبرودة الشديدة ( أقل من -12م ) لما تلحقه من أضرار في الأوراق والأفرع وجذوع الأشجار إلا انه من أكثر الأشجار مستديمة الخضرة تحملاً للبرودة والصقيع .
ويحتاج الزيتون لبرودة الشتاء لما لها من أثر تحريض في تحريض في تحويل البراعم الخضرية الى زهرية وهناك علاقة بين ساعات البرودة التي يتعرض لها وكمية الأزهار والثمار وفي حال نقص ساعات البرودة عن الحد المطلوب يفشل الأزهار .
وتختلف أصناف الزيتون من حيث احتياجاتها من البرودة و يقدر الاحتياج من ساعات البرودة ب 200 – 600 ساعة حسب الأصناف، على أن تكون درجة البرودة أقل من +7 مئوية، كما تقدر درجات الحرارة الموجبة الضرورية من فترة الاستيقاظ النباتي إلى موعد قطاف الزيتون ب/5300/درجة مئوية.
تقاوم شجرة الزيتون درجات الحرارة العالية التي تزيد عن 35 درجة مئوية، حيث تتكيف مع هذه الحرارة بإغلاق المسام، كما تتحمل الحرارة عند درجة /40/مئوية شريطة توفر التغذية و المياه الكافية لها.و فيما يلي المتطلبات الحرارية لشجرة الزيتون خلال أطوارها الفينولوجية ( جدول 4) :
الطور الفينولوجي درجات الحرارة الملائمة
الصفر النباتي 9-10 م
نمو النورات الزهرية 14-15 م
الإزهار 18-19 م
الإخصاب 21-22م
السكون الصيفي 35-38 م
خطر اللفحة أكثر من 40 م
جدول 4 يبين المتطلبات الحرارية لشجرة الزيتون خلال أطوارها الفينولوجية
1-2 الأمطار :
تتميز مناطق زراعة الزيتون بهطولات مطرية سنوية غير منتظمة وان تحمل هذه الشجرة للجفاف ساهم بطريقة فعالة في انتشارها في مناطق بيئية متنوعة وتحت أنظمة مطرية تراوحت من 200 مم إلى أكثر من 800 مم في السنة. و إذا كانت الأمطار ضرورية لشجرة الزيتون، إلا أن توزعها خلال
العام له أيضا دوراً هاما في نمو و إنتاج شجرة الزيتون ، حيث تساعد الأمطار على عقد الثمار إذا هطلت قبل الإزهار أو إذا أعطيت بعض الريات التكميلية في الصيف حيث يتحقق محصول جيد.
إن معدل الهطول المطري السنوي العام الذي تتطلبه شجرة الزيتون هو 450 – 800 مم في السنة إلا أن الكثير من أصناف الزيتون تعطي إنتاجا جيداً ضمن معدلات مناسبة تبدأ من 450 مم فأكثر .
إن للأمطار المبكرة أو الخريفية فوائد تجنيها شجرة الزيتون اثر صيف حار وجاف لكونها احد العوامل التي تزيد من نسبة الأزهار الكاملة التي ستتشكل في العام التالي. كما أن هطول أمطار بكميات معقولة
في أواخر الربيع فإنها تساعد الشجرة على اجتياز جفاف الصيف الحار.
1-3 الضوء
تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المحبة للضوء والتي يرتبط إنتاجها بشكل مباشر بتوفر كمية مناسبة من الإضاءة. وقد بينت الدراسات بان الزراعات القائمة على السفوح الجنوبية من المرتفعات والهضاب الجبلية أكثر نجاحا وإنتاجية من الزراعات القائمة على السفوح الغربية والشمالية لهبوب الرياح الباردة بشكل دائم ممل يقلل من فرص نجاحها وإنتاجها . كما تعتبر الوديان المحمية من الرياح الشمالية الباردة من المناطق الصالحة لإنشاء بساتين الزيتون .
1-4 الرطوبــة النسبية:
تخشى شجرة الزيتون الرطوبة الجوية الزائدة والدائمة لأنها تشجع الإصابة بالأمراض الفطرية كما تخشى الرطوبة الأرضية التي تسبب اختناق الجذور.
1-5 الضبـاب :
يضر الضباب بالأزهار إذ كثيراً ما يعيق تلقيحها و يسبب بالتالي سقوطها.
1-6 الثلج و البرد:
ليس للثلج أضراراً تذكر سوى احتمال تكسر بعض الأغصان في بعض الأحيان وبالرغم من ذلك فان الثلج يحمي الشجرة من أثار البرودة الشديدة أما البرد فله أضرار واضحة على تساقط الثمار و تلفها كما أن فروع الشجرة و أغصانها تتعرض أحياناً للجروح مما يعرضها للإصابة ببكتريا مرض سل الزيتون .
1-7 الريـاح :
للرياح القوية الشديدة أثار سلبية على شجرة الزيتون تتمثل في السقوط المبكر للثمار، و تكسر الأغصان ، كذلك يؤدي هذا التأثير إلى تشويه الثمرة الطبيعي و هذا يتعلق بدرجة شدة الرياح كما أن النمو الخضري يضعف في الجهة المعرضة للريح مما يخل في توازن الشجرة ، كما أن للرياح البحرية الحاملة لأثار من الملح تأثير على أوراق الشجرة حيث من الممكن إحداث حروق في أطرافها بذلك ينصح باختيار مواقع مناسبة لزراعة الزيتون بعيداً عن التيارات الهوائية كما ينصح أيضا ًبزراعة مصدات للرياح للتخفيف من أثار الرياح القوية.
2- التربــة:
زرعت أشجار الزيتون في أنواع متباينة من التربة و لا يعني هذا التوزع بأنه لا توجد شروط للتربة المناسبة لنجاح الزيتون نجاحا اقتصاديا ً، و قد لوحظ بأن الأتربة المناسبة لأشجار الزيتون ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام الأمطار، خاصة بالنسبة لبساتين الزيتون البعلية التي تكون الأمطار هي المصدر الوحيد للماء. و عموما وجد بأن ما يتطلب الزيتون بالدرجة الأولى هي تربة ذات نفاذية جيدة مع قدرة معقولة على الاحتفاظ بالماء وكمية هطول مناسبة من الأمطار. وبصورة عامة، تصنف الأتربة من حيث صلاحيتها لزراعة الزيتون تبعاً لخصائصها الفيزيائية والكيميائية.
2-1 الخصائص الفيزيائية:
2-1-1 عمق التربة:
- تزداد فرصة تعمق جذور أشجار الزيتون في الأتربة الخفيفة ذات القدرة الضعيفة على الاحتفاظ بالماء، مما يتيح لها إمكانية الحصول على الماء اللازم لها من أعماق بعيدة وتزداد مسافة الزراعة بين الأشجار مع قلة الهطول لتتمكن الجذور من الامتداد أفقياً ورأسياً لتأمين احتياجاتها المائية.
- عند وجود طبقة صخرية كلسية هشة تحت التربة فإنها تعتبر مستودعاً لفائض التربة من الرطوبة تخترقه جذور الزيتون وتفيد منه.
- أما إذا كانت الطبقة الصخرية قاسية وكانت التربة متدهورة، إن كان لفقرها بالمادة العضوية أو لوفرة كلوريد الصوديوم فيها، فإنها تعاني من نقص الأوكسجين مع بطء حركة الماء في المناطق المجاورة للجذور مما يسبب اختناقها.
- وعندما يكون وسط التربة غنياً بالماء ( عقب أمطار شتوية غزيرة مثلاً) تتكون برك ومستنقعات راكدة فيصبح الوسط مرجعاً يؤدي إلى تثبت الحديد وبالتالي موت الجذور.
2-1-2 قوام ويناء التربة :
ترتبط نفاذية التربة و قدرتها على الاحتفاظ بالماء بقوامها وبنائها , فالتربة الرملية نفاذيتها واحتفاظها بالماء قليل لا تتجاوز 5-6 % من التربة الجافة وبالعكس تكون الأتربة الغضارية والسلتية ثقيلة ونفاذيتها قليلة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء عالية تتراوح من 20-30% من التربة الجافة حسب نسبة وطبيعة الغضار، وفي هذه الحالة لكي ينمو الزيتون بشكل جيد لابد من توفر كميات عالية من الأمطار حسب المعايير التالية :
• 10% غضار لمعدلات أمطار تتراوح من 200-300 مم سنوياً
• 20% غضار لمعدلات أمطار تتراوح من 600 مم سنوياً
• 30% غضار لمعدلات أمطار تتراوح لأكثر من 600 مم/سنوياً .
يتضح مما سبق أن أول شرط أساسي بالنسبة للتربة هو أن يكون نفاذيتها للماء جيدة بحيث تستطيع مياه الأمطار أن تخترق طبقات التربة العليا إلى الأعماق الدنيا بعيدة عن السطح المعرض للحرارة
العالية صيفاً و بعيدة عن عوامل التبخير السريع و يمكن القول بأن تربة الزيتون يجب أن تكون نفاذيتها جيدة و خاصة في المناطق القليلة الأمطار (أقل من 300 مم سنويا)حتى تخزن كامل كمية الأمطار الهاطلة على التربة .
2-1-3 ميل الأرض :
إن ميل الأرض يقرر إلى حد بعيد كمية الأمطار التي تخزن في التربة ، و بالتالي تستطيع شجرة الزيتون الاستفادة منها و تدل الدراسات إلى أن الميل إذا تجاوز 5%ي فرض إقامة المدرجات و تسوية التربة بقدر الإمكان ، لحمايتها من الانجراف المائي كما أن تغطية سطح التربة خلال فصل الأمطار عن طريق زراعة بعض البقوليات المناسبة يستطيع أن يمنع أكثر من 95% من انجراف التربة حتى و لو كان ميل التربة يزيد عن 10% ، كما أن إضافة المواد العضوية للتربة أو المحسنات الصناعية لبناء التربة قد أعطت مردوداً جيدا ًفي المحافظة على التربة من الانجراف.
2-2 لخصائص الكيميائية:
من المسلم به أن إنتاجية شجرة الزيتون يرتبط بمدى توفر العناصر الغذائية بتراكيز مناسبة. وفي حال افتقار التربة لبعضها يمكن تعويضه بإضافة الأسمدة اللازمة. تشير بعض الدراسات إلى أن زراعة الزيتون بمعدل 100-200 شجرة في الهكتار تتطلب تميز التربة بخصائص كيميائية توجز كالتالي:
• 60%-65% من خامس أوكسيد الفوسفور في تربة محتواها من الكلس 10%.
• 70%-75% من ذات المركب إذا كان المحتوى من الكلس أكثر من 10%
• 0.4% بوتاسيوم
تتأثر نسبة الآزوت بمحتوى التربة من المادة العضوية وبمدى تحللها لوجود نوعين من الدبال:
• نوع مثبت في التربة وهو الذي يسمح بالمحافظة على ثبات بنية التربة .
• نوع معدني وهو نسبة الدبال الذي يتحول إلى آزوت نشادري ثم آزوت نتراتي تحت تأثير بعض العوامل كالحرارة والرطوبة والتهوية والكائنات الدقيقة.
تقدر النسبة المثلى للآزوت الكلي في التربة من 1-1.5 % مع نسبة من المادة العضوية تبلغ 2-3 % ويلاحظ أن ذوبان الآزوت النتراتي في التربة الخفيفة أكبر منه في التربة الثقيلة .
يتحمل الزيتون نسبة عالية من الكلس الفعال عندما تميل درجة حرارة حموضة التربة إلى القلوية قليلاً ( في حدود 7.5 ) دلت بعض الدراسات على إمكانية تحمل شجرة الزيتون مستوى من الأملاح قد يصل إلى 2-3 غرامات في ليتر من محلول التربة، ومن المفضل عدم تجاوز معدل 1 غرام في الكيلوغرام الواحد من التربة. تزداد أهمية الملوحة في الأراضي المروية عامة، لذلك يجب الأخذ بالاعتبار نوعية ماء الري وقوام التربة ونفاذيتها للماء ووجود الصرف الملائم.
2-3 ري الزيتون :
يتطلب ري الزيتون أن تكون التربة ذات نفاذية جيدة للماء كالأتربة الرملية واللومية الطينية المحببة جيدة الصرف وتجدر الملاحظة بأنه كلما ارتفعت نسبة الأملاح في مياه الري يصبح من الضرورة زيادة نفاذية التربة للماء، مع ظروف صرف أكثر فاعلية.
وخلاصة القول فإن زراعة الزيتون تكاد تنجح في جميع أنواع الأراضي تقريباً، وتتحمل مساوئ التربة الناجمة عن سوء التهوية والتربة الفقيرة أو الجبلية أكثر تحمل من غالبية الأشجار المثمرة، ولا تنجح زراعته في الأراضي الطينية الرطبة التي تتشقق خلال فصل الصيف.
الخصائص الفيزيولوجية و البيولوجية لشجرة الزيتون وظاهرة المعاومة
1- بيولوجيا الإزهار وتبادل الحمل ( المعاومة)
1-1 صفات الفروع الأولية الخضرية كعامل محدد للإنتاج :
تحمل أزهار الزيتون في نورات عنقودية مركبة تخرج من آباط الأوراق التي تكونت في موسم النمو السابق و تنمو الفروع الخضرية بأشكال متعددة نتيجة نشاطات مختلفة للبراعم التي تكون هيكل الشجرة و بنيتها يلي ذلك توضع الأزهار على مختلف نماذج الفروع الخضرية التي توجه مستوى الإثمار حيث أمكن تميز فروع خضرية طرفية و أخرى جانبية .
فالفروع الخضرية الطرفية هي امتداد للفرع الخضري ابتداء من القمة النامية و استنادا إلى متوسط طول المسافة بين السلاميات أمكن تميز ثلاثة نماذج للفرع الخضري الطرفي:
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات طويلة .
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات قصيرة .
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات قصيرة جداً .
أما الفروع الخضرية الجانبية فيبدأ نموها من إبط كل ورقة حيث ينمو برعمان:
- احدهما مبكر يتميز بضخامة حجمه و موقعه القريب من عنق الورقة إذا نما في نفس السنة أعطى فرعاً مبكراً و قد يبقى ساكناً ليعطي في السنة التالية و بعد التحريض الزهري نورة زهرية أو قد يسقط في وقت لاحق إذا لم تتوفر ساعات البرودة اللازمة .
- أما البرعم الأخر فيسمى متأخرا و يقع ناحية محور الفرع الخضري صغير الحجم قد يبقى ساكناً مدة سنتين أو ثلاث ليعطي بعد ذلك فرعاً خضرياً متأخرا و هو الفرع البديل الذي يحدد هيكل الشجرة و الفرع المزهر هو فرع نما خلال ربيع و خريف السنة الماضية و يحمل الأزهار و من ثم الثمار في الربيع التالي الذي يلي سنة نموه و قد يصل طوله إلى بضع عشرات من السنتيمترات تبعاً لقوة نمو الشجرة و الصنف و يتميز هذا الفرع المزهر بنسبة أزهار عالية إذ تبلغ البراعم الزهرية فيه 50 – 60% من العدد الكلي للبراعم عليه و تصل هذه النسبة في بعض الأصناف إلى 80% تبعاً لموقع الفرع على الشجرة و الظروف المناخية السائدة خلال السنة .
و تستغرق الدورة البيولوجية لشجرة الزيتون سنتين :
- السنة الأولى تنمو الفروع الخضرية أثر موجتين من النمو :
• الموجة الأولى في الربيع و هي الأقوى و الأهم.
• الموجة الثانية : في الخريف .
السنة الثانية : وهي ذات علاقة بالإنتاج إذ تبدأ في شهري كانون الأول – كانون الثاني بالتحريض الزهري الذي يعقبه تمايز في الربيع و من ثم الإزهار فالعقد و أخيراً نمو و نضج الثمار اللذان يستمران خلال فترة الصيف و يبدأ نضج الثمار في أواخر الخريف و أوائل الشتاء .
يستنتج مما سبق أن شجرة الزيتون تشهد دورتين بيولوجيتين متعاقبتين خلال سنة واحدة و ترتبط بفترتين :
في الشتاء و الربيع: تتحول البراعم الخضرية الى زهرية و يعقب التمايز الأزهار فالعقد فنمو الثمار الصغيرة و يلاحظ في الفترة نفسها موجة نمو خضرية هامة .
في نهاية الصيف و الخريف : نمو الثمار و نضجها و يترافق ذلك مع موجة النمو الخضرية الثانية في الخريف و تتميز هذه الدورة البيولوجية بأمرين :
الأول: نشاط حيوي مكثف خلال فترة من الزمن.
الثاني : يترافق النمو الخضري مع الثمري مما يؤدي إلى منافسة غذائية هامة بينهما تتفتح الزهرة عقب انتهاء تطورها كنتيجة للظواهر الفيزيولوجية و الشكلية التي بدأت في السنة السابقة .
1-2 النورة الزهرية و جنس زهرة الزيتون في الأصناف المحلية :
من المعلوم أن المراجع العلمية تذكر زهرة الزيتون خنثى و أن طبيعة التلقيح فيها خلطية بالرياح و لكن الأبحاث التي أجريت أثبتت أن أزهار ليس بهذا الواقع المبسط وان من الشائع أن تحمل شجرة الزيتون ازهارا وحيدة الجنس إضافة إلى الأزهار الخنثى (أو الكاملة ).
تتشكل أزهار الزيتون على فروع خضرية نمت خلال الربيع والخريف السنة السابقة وتحمل النورة الواحدة يتراوح بين 10-40 زهرة تحمل شجرة زيتون أزهارا كاملة إضافة إلى الأزهار وحيدة الجنس (أو غير كاملة ) وقد تكون مؤنثة لاختزال أسديتها أو مذكرة لاختزال مبايضها .كما أنها على علاقة وطيدة مع تكون النورات ونموذج الفرع الخضري الذي يحملها وقد بينت الدراسات السابقة إن الأفرع المثمرة ذات السلاميات الطويلة الخنثى أو الكاملة مقارنة مع الأفرع المثمرة ذات السلاميات القصيرة وهذا بسري على أصناف زيتون المائدة أو أصناف الزيت على السواء .
وقد درس لبابيدي نشئ من التفصيل الزهرة والنورة باعتبارها من أهم العوامل في تحديد إنتاجية شجرة الزيتون والتي يمكن اعتبارها صفة وراثية ثابتة وباعتبارها أن زهرة الزيتون خنثى أصلا فان ظهور أزهار وحيدة الجنس أكثر حداثة وإنها ستؤثر في الإنتاجية نظرا لان مساهمة الزهرة وحيدة ستتم عن طريق واحد فقط (حبوب الطلع في الأزهار المذكرة والبويضات في الأزهار المؤنثة) بينما تشارك الزهرة الخنثى في عملية التكاثر بحبوب طلعها أو بويضاتها على حد سواء ولكن وجود الأزهار المذكرة على الشجرة يعمل على استهلاك جزء كبير من الغذاء دون أي مساهمة في إنتاجية الشجرة الأمر الذي يؤدي إلى خفض المحصول بنسبة تتوافق مع نسبة الأزهار المذكرة .
تتألف زهرة الزيتون الكاملة من كاس يتكون من أربع سبلات ملتحمة وتويج أنبوبي الشكل التحمت بتلاته الأربع وتركت أعلاها أربعة أسنان تدل عليها والى سداتين ويحتل المركز مبيض ثنائي الحجرة لونه اخضر رصاصي يعلوه قلم قصير سميك ينتهي بميسم عريض يساعد في التقاط حبوب الطلع المحمولة بالهواء . أما الزهرة المذكرة فإنها تتكون من المحيطات الثلاثة الخارجية ويختزل فيها في حين أن الزهرة المؤنثة تغيب فيها السدادتان لضمورها.
كما درس أيضا النورة الزهرية وجنس الزهرة إن كانت كاملة أو مذكرة أو مؤنثة وتقدير متوسط عدد الأزهار في النورة الواحدة للعديد من الأصناف المحلية ويتبين بأن جميع أصناف الزيتون المحلية المدروسة كانت مذكرة وحيدة المسكن و لم تصادف أزهاراً مؤنثة على الإطلاق كما يلاحظ تدني نسبة الإزهار الكاملة في معظم الأصناف.
1-3 التلقيح والإخصاب في الزيتون
تنطلق حبوب الطلع من مآبر الأزهار في حال توفر الحرارة والرطوبة المناسبتين ، وتنقل بواسطة الرياح وتتوضع على المياسم المستقبلية لأزهار نفس الصنف ( تلقيح ذاتي ) أو على صنف آخر
( تلقيح خلطي ) فالتلقيح الخلطي هو القاعدة لضمان إثمار جيد. ولكي يتم الإخصاب بنجاح يجب أن يكون الميسم في حال استقبال مع بقاء البويضات حية لفترة طويلة إضافة إلى قصر فترة نمو الأنبوبة الطلعية وهذا ما يسمى بفترة التلقيح الفعالة فإذا كانت حيوية البويضات ستة أيام بعد تفتح الزهرة وإذا كان نمو الأنبوبة الطلعية ضمن القلم يستغرق خمسة أيام فإن فترة التلقيح الفعالة ستكون يوماً واحداً وبهذا يمكن القول إن أية حبة طلع تصل الميسم في اليوم الأول لها الحظ الكبير في إخصاب البويضة بينما تفشل حبوب الطلع في الأيام التالية في تحقيق ذلك .
يتباين فترة التلقيح الفعالة من صنف لأخر فقد تكون أربعة أيام وتمتد إلى ثمانية أيام ومن أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في بعض أصناف الزيتون ترافق فترة الأزهار بهطول الأمطار أدى إلى زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة النسبية مما يحول دون انتشار حبوب الطلع في هذه الظروف فإن جميع الأزهار الكاملة التي كانت متفتحة خلال اليومين اللذين سبقاً الهطول لن تخصب وتكون فترة التلقيح الفعالة معدومة.
وقد أشارت الأبحاث إلى أن إضافة عنصر الآزوت في نهاية الصيف تطيل فترة التلقيح الفعالة وذلك لما هذا العنصر من تأثير على فترة حياة البويضات ويزيد من فترة الحصول على إثمار غزير، وقد يكون الإثمار مستحيلاً بالتلقيح الذاتي وفي بعض الحالات التلقيح الخلطي في بعض الأنواع بالرغم من كون أعضائها الجنسية كاملة وذلك بسبب ظاهرتي العقم الذكري وعدم التوافق.
تتجلى ظاهرة عدم التوافق بفشل حبوب طلع زهرة ما في إخصاب بويضة الزهرة نفسها (عدم توافق ذاتي ) أو إزهار صنف آخر (عدم توافق خلطي ). وتكمن آلية عدم التوافق الذاتي في أن حبة الطلع تحمل مورث العقم لا تستطيع الإنبات على ميسم يحمل في خلاياه نفس المورث وحتى إذا أنبتت لا تتمكن الأنبوبة الطلعية من التوغل ضمن أنسجته ، يتميز صنف الزيتي المنتشر في محافظة حلب بظاهرة عدم التوافق الذاتي نتيجة فشل الإخصاب وكذلك انخفاض في عاملي الخصوبة الصنفية والحيوية الطلعية حيث توجد ثمار بكرية صغيرة بجانب الثمار الطبيعية يؤدي ارتفاع نسبة الثمار البكرية إلى خفض الإنتاج بنسبة تقدر بـ25%مع صعوبة قطاف هذه الثمار الصغيرة وفقد معظمها في المعاصر عند مرحلة الغسيل إضافة إلى استنزاف قسماً منها لمخزون العناصر الغذائية في الشجرة مما يؤثر على إثمار الموسم المقبل
وقد نفذ لبابيدي تجارب التلقيح الخلطي على صنف الزيتي باستعمال حبوب طلع من أصناف مختلفة بغية اعتماد صنف ملقح مناسب متوافق خلطياً مع صنف الزيتي سعياً لحل مشكلة عدم توافقه الذاتي والحصول على نسبة عالية من الثمار الطبيعية وزيادة إنتاجيته كماً ونوعاً. لقد أظهرت نتائج التلقيح الخلطي على صنف الزيتي ثبات تفوق صنفي الصوراني والقيسي على بقية الأصناف واعتمادها كصنفين ملقحين متوافقين خلطياً مع الصنف الزيتي وذلك بتحقيقهما زيادة في نسبة الإثمار ودليل الإثمار عن بقية معاملات التلقيح.
1-4 تبادل الحمل في الزيتون:
يعزى عدم انتظار حمل الزيتون سنوياً إلى استنفاذ معظم المواد الكربوهيدراتية التي تدخل في تكوين المحصول الغزير الذي يعقد في العام الأول مما يسبب اختلالاً في المستوى الغذائي داخل الشجرة تكون نتيجته قلة تكوين البراعم الزهرية التي ستعطي محصول السنة التالية. ولا يمكن إغفال الحقيقة في أن ظاهرة التبادل ظاهرة وراثية ولا يمكن التحكم فيها كثيراً في بعض الأصناف، يعزى تبادل الحمل إلى أسباب عدة أهمها:
1- عدم قدرة الشجرة على الإزهار وتتدهور هذه القدرة بسبب الحمل الغزير في الموسم السابق والذي سيؤثر على التوازن الغذائي وخاصة العلاقة C/N أي التوازن بين المجموع الخضري وتصنيع المواد الكربوهيدراتية وقدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية الآزوتية في التربة كما أن حلول شتاء دافئ يؤدي إلى فشل تمايز البراعم الزهرية بسبب عدم توفر ساعات البرودة الكافية.
2- تميز بعض الأصناف بظاهرة عدم التوافق الذاتي الكلي أو الجزئي رغم إنتاجه لأزهار كاملة ويتحدد المحصول عندئذ بمدى ما تتعرض أشجار الصنف للتلقيح الخلطي بحبوب طلع من صنف آخر متوافق معه.
3- وجود نسبة عالية من الأزهار وحيدة الجنس وخاصة الأزهار المذكرة.
إن أسباب هذه الظواهر المسؤولة عن تدهور الإنتاجية مجموعة من العوامل:
أ- عوامل وراثية:
تحدد عدداً من عناصر الإنتاج على مستوى الأزهار مثل:
- متطلبات الصنف من ساعات البرودة الضرورية للتحريض الزهري.
- معاناة بعض الأصناف من ظاهرة عدم التوافق الذاتي
- تحمل الأزهار لبعض العوامل المناخية.
ب- عوامل بيئية:
تلحق بعض العوامل البيئية غير الملائمة (كالحرارة – الرطوبة- الرياح) أضراراً بالغة بالبراعم والأزهار ولا شك أن للبيئية تأثير كبير على الإزهار والإثمار فالعوامل المحيطة بالشجرة قبل وبعد الإزهار يكون لها أكبر الأثر على كمية وصفة المحصول ومن هذه العوامل البيئية:
1- عوامل التربة:
إن المواد الغذائية الموجودة في التربة لها تأثير واضح على النبات الغذائية وعموماً يؤثر نقص أي عنصر أو مادة غذائية هامة لتكوين ونمو الأعضاء الزهرية على كمية المحصول الذي نتيجة الأزهار ويعتبر الآزوت من أهم العناصر المحددة نظراً لاستهلاكه بكميات كبيرة في عمليات النمو المختلفة ولذا يجب توفرها أثناء التزهير والعقد ولكن يجب عدم الإسراف [/
عدل سابقا من قبل محمود حمدى شريف في 2009-12-29, 11:34 am عدل 1 مرات (السبب : انا حر)
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-06-06, 2:46 am من طرف m.sakr
» مبادرة مصر اولا المبادرة المثالية
2013-11-20, 12:57 am من طرف m.sakr
» مؤتمر بعنوان "أزمة علاج الموازنة العامة للدولة وتحسين الوضع الإقتصادي"
2013-11-12, 1:10 am من طرف m.sakr
» نتائج كليات جامعة بنها ترم ثانى 2013
2013-05-22, 2:22 am من طرف m.sakr
» كتاب غـــينيس العـالمي للأرقـام القياسيـة - إصدار 2008 *(مترجم إلى العربية)*
2012-04-23, 12:22 pm من طرف asados
» منحة الرخصة الدولية للتدريب
2012-01-06, 3:54 pm من طرف ح
» اصناف البطاطا
2011-12-25, 4:24 am من طرف faris farangana
» فوائد البطاطا
2011-12-25, 4:22 am من طرف faris farangana
» زراعه وانتاج البطاطا الحلوه
2011-12-25, 4:18 am من طرف faris farangana
» العمليات الزراعيه على محصول البطاطا
2011-12-25, 4:17 am من طرف faris farangana
» البطاط الحلوه للاوقات الحلوه
2011-12-25, 4:13 am من طرف faris farangana
» البطاطا وعمليات الخدمه
2011-12-25, 4:12 am من طرف faris farangana
» انتاج البطاطا
2011-12-25, 4:09 am من طرف faris farangana
» انتاج الخرشوف
2011-12-12, 9:01 am من طرف elmasry13743
» جامعة بنها فى المركز الأول فى تقييم البوابات الإلكترونية على مستوى الجامعات المصرية
2011-11-10, 1:09 am من طرف dody 1
» جائزة الجامعة التشجيعية لجامعة بنها
2011-07-28, 1:25 pm من طرف Admin
» تكريم رئيس جامعة بنها ونائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث
2011-07-28, 1:24 pm من طرف Admin
» إعلان عن تقدم الطلاب الوافدين للمرحلة الجامعية بالجامعات والمعاهد المصرية
2011-07-05, 12:12 pm من طرف Admin
» متوافر بمزرعة دواجن كلية الزراعة بمشتهر سلالات أرانب متنوعة
2011-07-05, 12:11 pm من طرف Admin
» جامعة بنها تتواصل مع طلابها وتتلقى شكاويهم
2011-06-13, 3:31 am من طرف m.sakr