منتدى زراعة بنها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» سلالات جديدة للدواجن وإنتاج البيض في دراسة بزراعة مشتهر
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2017-06-06, 2:46 am من طرف m.sakr

» مبادرة مصر اولا المبادرة المثالية
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2013-11-20, 12:57 am من طرف m.sakr

» مؤتمر بعنوان "أزمة علاج الموازنة العامة للدولة وتحسين الوضع الإقتصادي"
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2013-11-12, 1:10 am من طرف m.sakr

» نتائج كليات جامعة بنها ترم ثانى 2013
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2013-05-22, 2:22 am من طرف m.sakr

» كتاب غـــينيس العـالمي للأرقـام القياسيـة - إصدار 2008 *(مترجم إلى العربية)*
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2012-04-23, 12:22 pm من طرف asados

» منحة الرخصة الدولية للتدريب
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2012-01-06, 3:54 pm من طرف ح

» اصناف البطاطا
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:24 am من طرف faris farangana

» فوائد البطاطا
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:22 am من طرف faris farangana

» زراعه وانتاج البطاطا الحلوه
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:18 am من طرف faris farangana

» العمليات الزراعيه على محصول البطاطا
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:17 am من طرف faris farangana

» البطاط الحلوه للاوقات الحلوه
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:13 am من طرف faris farangana

» البطاطا وعمليات الخدمه
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:12 am من طرف faris farangana

» انتاج البطاطا
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-25, 4:09 am من طرف faris farangana

» انتاج الخرشوف
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-12-12, 9:01 am من طرف elmasry13743

» جامعة بنها فى المركز الأول فى تقييم البوابات الإلكترونية على مستوى الجامعات المصرية
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-11-10, 1:09 am من طرف dody 1

» جائزة الجامعة التشجيعية لجامعة بنها
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-07-28, 1:25 pm من طرف Admin

» تكريم رئيس جامعة بنها ونائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-07-28, 1:24 pm من طرف Admin

» إعلان عن تقدم الطلاب الوافدين للمرحلة الجامعية بالجامعات والمعاهد المصرية
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-07-05, 12:12 pm من طرف Admin

» متوافر بمزرعة دواجن كلية الزراعة بمشتهر سلالات أرانب متنوعة
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-07-05, 12:11 pm من طرف Admin

» جامعة بنها تتواصل مع طلابها وتتلقى شكاويهم
المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) I_icon_minitime2011-06-13, 3:31 am من طرف m.sakr

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 23 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 23 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 156 بتاريخ 2011-04-21, 6:44 pm

المناظر أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه)

اذهب الى الأسفل

المناظر  أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه) Empty المناظر أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري (البقيه)

مُساهمة من طرف karremmtm 2010-01-07, 5:58 am

فيكون
الجو قبل طلوع الشمس لأنه مقابل لها وهي غير مستترة عنه في ذلك
الوقت وإنما هي مستترة في تلك الحال عن وجه الأرض فقط‏.‏


فيكون
الضوء ممتداً من جرم الشمس في الجو المضيء على سموت مستقيمة ثم
هذا الجو المضيء بضوء الشمس يشرق منه أيضاً ضوء على المواضع المقابلة له من سطح الأرض
على سموت مستقيمة أيضاً وما دام يسير ضعيفاً فضوؤه الذي يشرق منه على الأرض يكون
خفياً فإذا قوي واشتد قوي الضوء الذي يشرق على وجه الأرض وظهر‏.‏


وكذلك
ضوء العشاء يكون الجزء المقابل للشمس بعد غروبها مضيئاً بضوئها
وضوؤها يمتد على السموت المستقيمة ويكون الضوء الذي يشرق من الجو المضيء على المواضع
المقابلة له من وجه الأرض وما دام ضوء الجو قوياً فالأرض مضيئة والضوء فيها بين
فإذا ضعف الضوء الذي في الجو ضعف الضوء الذي على وجه الأرض إلى أن يخفى ويظلم وجه
الأرض‏.‏



وكذلك
أضواء المساكن وأفنية الجدران المستترة عن الشمس وجميع الأظلال
التي توجد مضيئة بالنهار قبل طلوع الشمس وبعد طلوعها وبعد غروبها وفي سائر النهار
إما هي أضواء ترد إليها من الجو المضيء المقابل لها ومن الجدران المضيئة أيضاً
ومن سطح الأرض المقابل لها المضيء بضوء النهار‏.‏


فعلى
هذه الصفة يكون النهار وأضواء المواضع المستظلة عن الشمس وكذلك المواضع
المضيئة بضوء القمر التي هي مستترة عن القمر وكذلك ضوء النار‏.‏


وقد
يمكن أن يعتبر هذا المعنى إشراق الأضواء عن الأضواء العرضية على السموت
المستقيمة اعتباراً محرراً يقع معه اليقين‏.‏


أما
ضوء الصباح فيعتبر كما أصف‏:‏ يعتمد المعتبر بيتاً في داخله بيت ويكون
وضعهما بين المشرق والمغرب ولا يكون للضوء إليهما سبيل إلا من الباب ويكون الحائط
الشرقي من البيت منكشفاً‏.‏


ويثقب
في أعلى هذا الحائط ثقب كأحد الثقوب التي تكون في جدران البيوت
لدخول الضوء وليكن مستديراً قطره ليس بأقل من قدم في مثله ويكون مخروطاً داخله
أوسع من خارجه فيكون هذا الثقب مواجهاً للجهة الشرقية من السماء‏.‏


وليثقب
في الحائط المقابل للثقب المشترك للبيتين ثقبين مستديرين مقابلين
للثقب الأول فيفضي هذان الثقبان إلى البيت الغربي وليكن هذان الثقبان أقرب إلى
الأرض من الثقب الأول وبحيث إذا نظر الناظر في كل واحد منهما رأى السماء من الثقب
الأول الأعلى وليكن كل واحد من هذين الثقبين مساوياً للثقب الأول وشبيهاً به‏.‏


وليتحر
في هذين الثقبين أن يكون امتداد كل واحد منهما في سمك الحائط على
استقامة الخطوط المستقيمة التي تتوهم ممتدة من النهاية الخارجة من الثقب الأول إلى
النهاية المقابلة لها من الثقب الثاني‏.‏


وملاك
الأمر أن يكون هذا الحائط جسيماً ليكون للثقبين امتداد مقتدر في
جسم الحائط حتى لا ينخرط الضوء الخارج من هذين الثقبين انخراطاً مسرفاً‏.‏


وينبغي
أن يكون امتداد كل واحد من هذين الثقبين في جسم الحائط امتداداً
متشابهاً لا منخرطاً‏.‏


ثم
يمد خيط من الثقب الأول الأعلى إلى أحد الثقبين وليتحر أن يمر الخيط
بنقطة من النهاية الخارجة من الثقب الأعلى والنقطة النظيرة لها من النهاية الخارجة
من الثقب المقابل له‏.‏


ويداخل
الخيط في الثقب وليكن طرف الخيط الذي يلي الثقب الأعلى مشدوداً
بمسمار من خارج الثقب‏.‏


ويدخل
المعتبر إلى داخل البيت الغربي ويمد الخيط إلى أن ينتهي طرفه إلى
موضع من البيت إما أرضه أو بعض جدرانه ثم يمد الخيط مداً شديداً حتى يصح استقامته
ووضعه‏.‏



فإذا
صح وضعه وامتداده واستقامته يعلم على موضع طرفه من البيت علامة فيكون
هذا الموضع على استقامة المسافة المستقيمة الممتدة من الثقب الأول الأعلى إلى الثقب
الأخفض المقابل له‏.‏


ثم
يخرج الخيط من هذا الثقب ويداخل في الثقب الآخر ويفعل به مثل ما فعل
بالثقب الذي قبله ويمده حتى ينتهي إلى موضع آخر من البيت أيضاً ويتعلم على موضع نهايته
فيكون هذا الموضع الثاني على استقامة المسافة المستقيمة الممتدة من الثقب الأعلى
أيضاً إلى الثقب الأعلى أيضاً إلى الثقب الأخر‏.‏


فإذا
تعين هذان الموضعان من البيت تحرى المعتبر ليلة من الليالي السود
وتكون مع ذلك مصحية‏.‏


فإذا
أظلم الليل دخل المعتبر إلى داخل البيت واغلق الباب ولم يترك في
البيتين شيئاً من الضوء فإن الثقبين في هذه الحال يكونان مظلمين‏.‏


ثم
يدخل إلى البيت الغربي وينتظر من أحد الثقبين إلى أن يرى السماء من
الثقب الأعلى ويتحرى ألا يكون مقابلاً للثقب شيء من الكواكب الكبار توقف إلى أن يزول
الكوكب عن مقابلة الثقب‏.‏


وكذلك
ينظر في الثقب الآخر إلى أن يرى السماء من الثقب الأعلى ولا يكون
مقابلاً له من الآخر إلى أن يرى السماء من الثقب الأعلى ولا يكون مقابلاً له شيء
من الكواكب الكبار‏:‏ فإنه يرى الجو من الموضعين اللذين عينهما فيجدهما مظلمين ليس
فيهما ضوء ظاهر ويجد جميع البيت مظلماً ليس فيه شيء من الضوء إلا ما لا يعتد به من
ضوء السماء الذي هو في غاية الضعف‏.‏


ثم
ينتظر الصباح فإذا انفجر الصبح ونظر من الثقبين المتقابلين إلى أن
يرى الجو مضيئاً تحرك من الموضع الذي هو فيه حتى يزول عن مقابلة الثقب ونظر إلى كل
واحد من الموضعين المقابلين للثقبين اللذين كان عينهما‏:‏ فإنه يجدهما مضيئين بضوء
يسير بحسب قوة الضوء الذي في الجو‏.‏


فإن
لم يظهر في البيت ضوء توقف يسيراً من الزمان إلى أن يقوى ضوء الصباح
فإذا قوي ضوء الصباح تأمل الموضعين‏:‏ فإنه يجدهما مضيئين ويجد الضوء في كل واحد
من الموضعين مستديراً ويجده أوسع من الثقب بحسب ما يقتضيه انخراط الضوء ولا يجد
في هذه الحال في بقية البيت شيئاً من الضوء وإن وجد فيه ضوءاً فضعيف خفي بحسب ما
يصح أن يصدر عن الضوء الذي يظهر في الموضعين المقابلين للثقبين‏.‏


ثم
إن ستر أحد الثقبين بطل الضوء من الموضع المقابل له وبقي الأخر وإن
رفع الساتر عاد الضوء إلى موضعه‏.‏


ثم
يعتمد المعتبر المسافة المستقيمة التي بين أحد الثقبين وبين الموضع
الذي يصير إليه الضوء من ذلك الثقب فيقطعها بجسم كثيف‏:‏ فإنه يجد الضوء يظهر
على الجسم الكثيف ويبطل من الموضع المقابل لذلك الثقب‏.‏


ثم
يحرك هذا الجسم على سمت المسافة المستقيمة‏:‏ فإنه يجد الضوء أبداً
عليه‏.‏



وقد
يمكن أن تحد هذه المسافة بعود مستقيم ومسطرة طويلة وتلصق المسطرة
بمحيط الثقب فتتحرر بها المسافة المستقيمة‏.‏


ثم
إذا رفع الجسم الكثيف الساتر عاد الضوء إلى الموضع الذي كان فيه وكذلك
إذا قطع المسافة المستقيمة التي بين الثقب الأول الأعلى وبين أحد الثقبين من البيت
الأول فإنه يجد الضوء يظهر على الجسم الذي يقطع تلك المسافة ويبطل من البيت الثاني
وإذا رفع الساتر عاد الضوء إلى موضعه‏.‏


وكذلك
إذا اعتبر الضوء الذي في الثقب الآخر في البيتين جميعاً وجده على
هذه الصفة‏.‏



وإن
ثقب في الحائط الثاني عدة ثقوب وتحرى في كل واحد منها أن يكون مقابلاً
للثقب الأول على استقامة وعلى مثل ما وصفناه في الثقبين المتقدمين وجد في البيت
الثاني أضواء متفرقة بعدد تلك الثقوب‏.‏


ومقابلة
لها كل واحد منها للثقب الأول الأعلى على استقامة‏.‏


فيتبين
من هذا اعتبار بياناً واضحاً بياناً أن الهواء المضيء بضوء الصباح
يخرج منه ضوء إلى المواضع المقابلة وان خروجه على سموت مستقيمة وأن ضوء النهار
المشرق على الأرض قبل طلوع الشمس وبعد غروبها إنما هو ضوء يشرق عليها من الجو
المضيء بضوء الشمس المقابل لوجه الأرض‏.‏


وإن
اعتبر المعتبر الجو المضيء في سائر النهار أيضاً بهذا الوجه من الاعتبار
وجد الضوء يشرق منه على سموت مستقيمة‏.‏


وإذا
كان الهواء المضيء يصدر منه ضوء إلى المواضع المقابلة له فإن كل
جزء من أجزاء الهواء المضيء بأي ضوء كان فإنه يصدر منه ضوء إلى كل جهة مقابلة له ويكون
الضوء الذي يصدر عنه أضعف من الضوء الذي فيه وتكون قوة الضوء الذي يصدر عنه بحسب
قوة الضوء الذي فيه وبحسب مقدار مساحة ذلك الجزء المضيء من الهواء‏.‏


وأيضاً
فإن الهواء الذي في داخل البيت الثاني والهواء الذي في البيت الأول
متصلان من الثقب الأول بالهواء المضيء الخارج منه ورد الضوء إلى داخل البيت الثاني‏.‏


ويصح
أن يوجد في هذا الهواء مسافات كثيرة منحنية ومتعرجة بين الجو المضيء
وبين البت الثاني تمر بالثقوب ولا يقطعها شيء من الأجسام الكثيفة‏.‏


وكذلك
إذا سد أحد الثقبين وبطل الضوء المقابل للثقب المسدود فإن بين ذلك
الموضع الذي بطل منه الضوء وبين الثقب الأول والهواء الخارج هواءً متصلاً من الثقب
الآخر الذي لم يسد ومسافات كثيرة غير مستقيمة‏.‏


فلو
كان الضوء يخرج على غير السموت المستقيمة وكان الهواء المضيء ينبسط
الضوء منه في جميع ما يتصل به ن الهواء من غير السموت المستقيمة لقد كان البيت
القاصي يضيء جميعه ضوءاً متشابهاً عند إضاءة الجو بضوء الصباح لاتصال الهواء فيه
بالجو المضيء في الوقت الذي يدخل الضوء من الثقوب إلى البيت وفي الوقت الذي يسد أحد
الثقبين أيضاً‏.‏


وليس
يوجد في وقت الاعتبار في داخل البيت القاصي ضوء سوى الأضواء المقابلة
للثقوب التي كل واحد منها هو والثقبان المتقابلان المقابلان له اللذان في حائطي
البيتين والجو الخارج المضيء على سمت مستقيم أو في المسافة الممتدة بين الثقب وبين
الموضع المضيء على استقامة الثقبين المتقابلين أو ما يشرق من هذا الضوء في بقية
البيت‏.‏



والذي
به يظهر أن الضوء اليسير الذي يشرق في بقية البيت إنما هو ضوء يصدر
عن الضوء الذي في داخل البيت المقابل للثقب لا من غيره هو أنه إذا سد أحد الثقبين
وقطعت المسافة المستقيمة التي بين الثقب الباقي وبين الضوء الذي نفذ منه بجسم
كثيف وقرب الجسم الكثيف من الثقب وبطل الضوء من الموضع الذي كان يظهر فيه خفي ما
كان يظهر في بقية البيت من الضوء اليسير الذي كان يشرق من هذا الضوء‏.‏


وليس
ينقطع بهذا الفعل اتصال الهواء الذي في داخل جميع البيت بالهواء
الخارج المضيء إذا لم يكن الجسم الكثيف الذي قطعت به المسافة المستقيمة ملتصقاً
بالثقب‏.‏



فتبين
من هذا الاعتبار أن الضوء ليس يخرج من الهواء المضيء إلا على سمت
مستقيم فقط وأن الضوء يشرق من كل جزء من الهواء المضيء في كل جهة تقابله على السمت
الاستقامة إذ الأضواء المتفرقة التي تظهر في داخل البيت القاصي تقابل من الهواء
المضيء الخارج أجزاء مختلفة ولأن أجزاء الهواء أيضاً المتشابهة الضوء متشابهة
الحال‏.‏



فعلى
هذه الصفة يمكن أن يعتبر ضوء النهار ويظهر أنه من ضوء الجو المضيء
وأنه يرد من الجو على سموت مستقيمة‏.‏


وقد
يمكن أن يعترض على هذا المعنى فيقال‏:‏ إن جميع الهواء مقابل لجرم
الشمس أبداً وفي طول الليل وإنما المحتجب عن جرم الشمس هو ظل الأرض فقط وهذا الظل
هو مخروط مستدق وهو جزء يسير من جملة الهواء والذي يظهر من الجو وهو مقابل لوجه
الأرض في سائر الأوقات هو نصف جميع الهواء والذي يقابل الأرض في طول الليل من الجو
هو نصفه والجزء المحتجب عن الشمس في الليل هو جزء يسير من هذا النصف ومعظم الهواء
الذي يظهر في طول الليل الذي هو مقابل لوجه الأرض هو مضيء بضوء الشمس فلو كان
الضوء الذي يظهر في الجو عند الصباح وعند العشاء ويشرق على وجه الأرض هو المقابل
للشمس المضيء بضوء الشمس لكان الضوء الذي يظهر في الجو ويشرق على وجه الأرض في
طول الليل لأن الهواء المقابل لوجه الأرض في طول الليل معظمه مضيء‏.‏


وليس
يظهر في طول الليل شيء من الضوء في الجو أو على وجه الأرض‏.‏


فليس
الضوء الذي يظهر في الجو وعلى وجه الأرض عند الصباح وعند العشاء
هو ضوء الهواء المقابل للشمس المضيء بضوء الشمس‏.‏


فنقول
في جواب هذا الاعتراض إن جميع الهواء مضيء بضوء الشمس في سائر الأوقات
وليس شيء من الهواء مظلماً ومحتجباً عن الشمس إلا مخروط الظل الذي هو ظل الأرض
فقط إلا أن الضوء الذي يصدر عن الهواء المضيء يكون ضعيفاً وكلما بعد في امتداده
ازداد ضعفاً لأن ذلك هو خاصة الضوء فالهواء المضيء بضوء الشمس يشرق منه أبداً
ضوء يمتد في جميع الجهات وينفذ في الهواء المستظل بظل الأرض إلا أنه كلما بعد هذا
الضوء عن الهواء المضيء بضوء الشمس الذي منه يمتد ضعف‏.‏


وإذا
كان ذلك كذلك فالجزء من ظل الأرض المماس للهواء المضيء والقريب من
هذا المماس الذي هو حواشي الظل يكون الضوء الذي شرق عليه من الهواء المضيء المجاور
له فيه بعض القوة فإذا بعد هذا الضوء عن حواشي الظل وانتهى إلى وسط الظل وقريباً
من الوسط ضعف ضعفاً شديداً‏.‏


والشمس
في سائر الليل بعيدة عن محيط الأفق والموضع الذي يجن عليه الليل
من وجه الأرض هو في أكثر الليل في وسط ظل الأرض وقريب من الوسط فإذا قربت الشمس
من الأفق مال مخروط الظل وقرب محيط قاعدة الظل المحيطة بالأرض من الموضع الذي قربت
الشمس من محيط أفقه فيصير الموضع الذي قد قربت الشمس من محيط أفقه في محيط الظل
وقريباً من حاشية الظل ويصير الضوء الخارج من الشمس الممتد في طول الظل المماس لطول
الظل قريباً من وجه الأرض ويكون الضوء الذي يصل من هذا الهواء إلى وجه الأرض فيه
بعض القوة فلذلك يدرك البصر الضوء في الهواء عند قرب الصباح ويصل الضوء إلى إلى الأرض
عند الصباح‏.‏



ثم
كلما قربت الشمس من الأفق قربت حاشية الظل من وجه الأرض وقرب الهواء
المضيء من البصر وقوي الضوء الذي يصل إلى وجه الأرض‏.‏


فلذلك
كلما قربت الشمس من الأفق ازداد الضوء الذي يظهر على وجه الأرض
قوة ووضوحاً إلى أن ينتهي محيط جرم الشمس إلى محيط الأفق فيصير حاشية الظل ونهايته
والهواء المضيء بضوء النهار في هذا الوقت مماساً لوجه الأرض‏.‏


والهواء
المماس لوجه الأرض والقريب منه المضيء بضوء النهار قرب الشمس
من الأفق وقبل طلوعها هو من جملة مخروط ظل الأرض وإضاءته إنما هي لقرب هذا الهواء
من الهواء المضيء المقابل للشمس لأن كل موضع تكون الشمس تحت أفقه وغير مقابلة
له فهو في داخل مخروط الظل إلا أن هذا الهواء المضيء هو حواشي الظل ومحيطه المجاور
للهواء المضيء المقابل للشمس‏.‏


فالعلة
التي من أجلها ليس يظهر الضوء في الهواء في سائر الليل هو بعد
الهواء المضيء المقابل للشمس عن وجه الأرض وضعف الضوء الذي يصدر عن الضوء الذي في
هذا الهواء المضيء وقصور قوته عن الوصول إلى وسط الأرض‏.‏


والعلة
التي من أجلها يظهر الضوء في الهواء عند الفجر وفي أول الليل ويشرق
على وجه الأرض عند الصباح وعند العشاء هو قرب الهواء المضي المقابل للشمس من البصر
وقرب حاشية الظل في هذه الأوقات من وجه الأرض‏.‏


ولهذه
العلة اعني القرب صار أول ما يظهر من الفجر يظهر مستدقاً مستطيلاً
لأن أقرب حواشي الظل من البصر في هذا الوقت هو خط واحد مستقيم وهو الخط المستقيم
الممتد في سطح مخروط الظل الذي يمر بأقرب النقط من محيط قاعدة الظل إلى البصر
في ذلك الوقت إذ البصر في هذه الحال هو في وسط مخروط الظل التي تلي جهة الشمس فالنقطة
التي هي طرف قطر قاعدة الظل الذي يمر بموضع البصر في هذه الحال التي تلي جهة
الشمس هي اقرب إلى البصر من جميع النقط التي على محيط قاعدة الظل‏.‏


وأريد
بقاعدة الظل ها هنا السطح الذي يمر بموضع البصر ويقطع مخروط الظل‏.‏


والخط
الذي يخرج من هذه النقطة ويمتد في سطح مخروط الظل هو أقرب الخطوط
التي في سطح المخروط في هذه الحال من البصر‏.‏


فقد
تبينت العلة التي من اجلها يظهر الضوء في الجو وعلى وجه الأرض عند
الصباح وعند العشاء ولا يظهر في سائر الليل‏.‏


وقد
بقي أن يقال‏:‏ إذا كان الضوء الذي يدركه البصر في الجو عند الصباح
وعند العشاء هو ضوء في الهواء وإنما يدركه البصر عند الصباح وعند العشاء من أجل
قربه من البصر فقد كان يدرك البصر الضوء في الهواء الذي بين الجدران وفي دواخل البيوت
في سائر النهار إذ هذا الهواء مضيء في سائر النهار وقريب من البصر وليس يدرك البصر
الضوء في هذه الأهوية بل إنما يدرك البصر الضوء على جدران البيوت ولا يدرك في الهواء
الذي فيما بين الجدران شيئاً من الضوء فليس الضوء الذي يدركه البصر في الجو عند
الصباح وعند العشاء ضوءاً في الهواء‏.‏


فنقول
في جواب هذا القول‏:‏ إن الهواء جسم مشف شديد الشفيف إلا أنه ليس
في غاية الشفيف بل فيه غلظ يسير‏.‏


فإذا
أشرق عليه ضوء الشمس نفذ الضوء فيه بحسب شفبفه وثبت فيه من الضوء
قدر يسير بحسب ما فيه من الغلظ اليسير‏.‏


فالمقدار
اليسير من الهواء القليل المساحة يكون الضوء الذي يثبت فيه يسيراً
جداً من أجل صغر مساحته ومن اجل شدة شفيفه وقلة غلظه وضعف كيفية الضوء الذي يثبت
فيه‏.‏



والهواء
العظيم المساحة في السمك يكون الضوء الذي فيه كثيراً من أجل عظم
مساحته‏.‏



وإن
كانت كيفية الضوء الذي في كل جزء يسير منه ضعيفة والهواء الذي بين
الجدران وفي دواخل البيوت يسير قليل المساحة فالضوء الذي فيه يسير من جهتين‏:‏ من
اجل صغر مساحته ومن أجل ضعف كيفيته‏.‏


والمسافة
التي يدركها البصر من الجو المضيء التي يمتد فيها البصر في وقت
إدراكه لضوء الصباح وضوء العشاء عظيمة المقدار في السمك الممتد في مقابلة البصر وجميع
الهواء الممتد في هذا السمك مضيء في ذلك الوقت وكل جزء يسير من الهواء الذي في
هذا السمك فيه ضوء يسير ضعيف والأجزاء المقتدرة المضيئة المقابلة للبصر من هذا الهواء
في حال إدراك البصر للضوء الذي فيه التي كل واحد منها مساو لمقدار الهواء الذي
بين الجدران الذي لا يظهر فيه الضوء التي هي ممتدة في السمك على السمت المستقيم
المقابل للبصر كثيرة مسرفة الكثرة إذا قدرناها بالتخيل لعظم مساحة هذا الهواء
وعظم سمكه‏.‏



فإذا
كانت هذه الأجزاء كثيرة مسرفة الكثرة وكلن في كل واحد منها ضوء يسير
وكانت هذه الأجزاء الكثيرة ممتدة في مقابلة البصر على سمت مستقيم تضاعفت الأضواء
التي كل واحد منها يسير وتضاعفت قوتها أضعافاً كثيرة مسرفة الكثرة لأن البصر
يدرك جميعها من سمت واحد‏.‏


وإذا
تضاعف الضوء اليسير أضعافاً كثيرة قوي وظهر للحس فلذلك يظهر الضوء
للبصر في الجو المضيء وليس يظهر للبصر الضوء الذي في الهواء اليسير الذي في دواخل
البيوت وفيما بين الجدران وفي أودية الجبال والذي بين البصر وسطح الأرض وكل ما
كان يسير المساحة من الهواء‏.‏


فقد
انجلت الشبهة وصح أن الضوء الذي يدركه البصر في الجو عند الصباح وعند
العشاء هو ضوء الهواء المقابل للشمس المضيء بضوء الشمس وان الضوء المشرق على وجه
الأرض قبل طلوع الشمس وبعد غروبها هو ضوء يرد من الضوء الذي في الهواء المقابل للشمس
المضيء بضوء الشمس‏.‏


فأما
الأضواء العرضية التي تظهر على الأجسام الكثيفة فقد يمكن أن تعتبر
الأضواء التي تشرق منها على الأجسام المقابلة لها اعتباراً محرراً‏.‏


وذلك
يكون كما نصف‏:‏ يعتمد المعتبر حائطاً أبيض نقي البياض منكشفاً لضوء
النهار ولضوء الشمس وضوء القمر ويكون مقابلاً له وموازياً له وبالقرب منه حائط آخر
ويكون من وراء كل واحد من الحائطين بيت ليس للضوء إليه منفذ إلا من بابه‏.‏


ثم
يعمد المعتبر قطعة من الخشب طولها ليس بأقل من عظم الذراع وعرضها مساو
لطولها أيضاً ويسوى سطوحها حتى تصير مسطحة ومتوازية بغاية ما يمكن وتكون نهاياتها
مستقيمة ومتوازية‏.‏


ثم
يخط في وسط سطحين متقابلين من سطوحها خطين مستقيمين متوازيين وكل واحد
منهما مواز لنهايتي السطح الذي هو فيه‏.‏


ثم
يفصل من طرفي كل واحد من هذين الخطين خطين متساويين يكون كل واحد منهما
ليس بأكثر من عرض إصبعين فيحصل في كل واحد من الخطين نقطتان‏.‏


ثم
يدير على النقطتين اللتين على أحد الخطين دائرتين متساويتين قطر كل
واحدة منهما بمقدار عرض إصبع واحدة مقتدرة‏.‏


ثم
يدير على إحدى النقطتين من الخط الآخر دائرة أخرى مساوية لكل واحدة
من الدائرتين الأوليين ثم يقسم هذا الخط الذي أدار عليه الدائرة الواحدة الذي بين
مركز الدائرة وبين النقطة الأخرى الباقية المفروضة على هذا الخط بقسمين يكون نسبة
الصغر منهما إلى الأعظم كنسبة سمك الخشبة إلى المسافة التي بين الحائطين‏.‏


وليحرر
هذه المسافة بعود مستقيم يمد بين الحائطين ويتحرى أن يكون قائماً
على كل واحد منهما قياماً معتدلاً‏.‏


فإذا
قسم هذا الخط على هذه النسبة فليكن القسم الأعظم النظير للمسافة
التي بين الحائطين يلي مركز الدائرة المرسومة على هذا الخط فإذا تحررت هذه القسمة
فليدر على نقطة القسمة دائرة أخرى مساوية لكل واحدة من الدوائر التي تقدمت‏.‏


فيكون
نسبة الخط الذي بين مركزي الدائرتين المتباعدتين اللتين على الخط
الأول الغير مقسوم إلى الخط الذي بين مركزي الدائرتين المتقاربتين اللتين على الخط
المقسوم كنسبة سمك الخشبة مع بعد المسافة التي بين الحائطين إلى هذا البعد بعينه
على التركيب‏.‏



ثم
ينبغي لهذا المعتبران يثقب في الخشبة ثقبين أحدهما من الدائرة المتطرفة
من الدائرتين المتقاربتين إلى الدائرة المتطرفة المقابلة لها من الدائرتين المتباعدتين
في السطح الآخر‏.‏


وليكن
الثقب مستديراً أسطوانياً ويكون محيطه مع محيطي الدائرتين المتقابلتين
فيكون هذا الثقب قائماً على السطحين المتوازيين على زوايا قائمة‏.‏


وليكن
الثقب الآخر ممتداً من الدائرة التي في موضع قسمة الخط إلى الدائرة
الأخرى المتطرفة أيضاً عن الدائرتين المتباعدتين اللتين في السطح الآخر ويكون
محيط هذا الثقب مع محيطي الدائرتين فيكون هذا الثقب مائلاً على السطحين المتوازيين‏.‏


فإذا
تحرر هذان الثقبان فليثقب في الحائط المقابل للحائط الأبيض ثقباً
مربعاً بمقدار تربيع الخشبة ويركب الخشبة في هذا الثقب ويجعل السطح الذي فيه الدائرتان
المتقاربتان مما يلي خارج البيت ويتحرى عند تركيب الخشبة أن يكون سطحها موازياً
لسطح الحائط الأبيض ويكون بعد سطحها عن سطح الحائط الأبيض هو بمقدار البعد الذي
بين الحائطين الذي بحسبه كانت قسمة الخط على التحرير‏.‏


فإذا
تحرر وضع الخشبة سد ما يفضل من الخلل حول الخشبة ومكنت الخشبة في
موضعها تمكيناً وثيقاً‏.‏


وإن
فضل سمك الحائط على سمك الخشبة حذف ما يفضل من داخل البيت على الاريب
حتى يصير بقية الثقب منخرطاً وإن حصل سمك الخشبة من أول الأمر مساوياً لسمك الحائط
كان أجود‏.‏



فإذا
أحكم تركيب الخشبة فليعتمد المعتبر عوداً مستقيماً في غاية الاستقامة
ويكون غلظه مساوياً لغلظ الثقب القائم الذي في الخشبة‏.‏


وإن
اعتمد عوداً مستقيماً أغلظ من سعة الثقب وخرطه في الشهر حتى يصير
غلظه بمقدار سعة الثقب على التحرير كان أولى ويكون متساوي الغلظ‏.‏


فإذا
تحرر هذا العود فليحدد طرفه تحديداً منخرطاً حتى يصير نقطة رأسه
هي طرف سهم العود بالقياس إلى الحس‏.‏


ثم
يداخل هذا العود في الثقب القائم ويحركه في الثقب إلى أن يلقى طرفه
الحاد سطح الحائط الأبيض‏.‏


فإذا
لقي سطح هذا الحائط يعلم على موضع طرفه نقطة فتكون هذه النقطة على
استقامة سهم الثقب القائم‏.‏


فإذا
علم هذه النقطة فليخرج العود من الثقب‏.‏


ثم
يدخل المعتبر البيت الذي يفضي إليه هذا الثقب ويجعل بصره عند محيط
الثقب القائم وينظر إلى الحائط الأبيض ويتفقد نهاية ما يدركه بصره من ذلك الحائط
وابعد موضع يدركه عن النقطة المفروضة على الحائط الأبيض التي على استقامة سهم
الثقب القائم‏.‏



فيتقدم
إلى من يتعلم على ذلك الموضع ويشير إليه بالصفة نقطة‏.‏


ثم
إن أدار المعتبر بصره حول محيط الثقب ونظر من كل ناحية منه إلى الحائط
الأبيض وتفقد أبعد موضع يدركه من سطح الحائط عن النقطة المفروضة فإنه يجد أبعد
الأبعاد التي يدركها بصره عن النقطة المفروضة المقابلة لمركز الثقب أبداً متساوية
لأن هذه خاصة الثقوب المستديرة‏.‏


وليجعل
المعتبر النقطة الأولى من الحائط الأبيض مركزاً ويدير ببعد البعد
الأبعد الذي يدركه ثم يجعل بصره ثانية على محيط الثقب وينظر إلى الدائرة المرسومة‏:‏
فإنه يدرك محيط الدائرة ولا يدرك زيادة عليه‏.‏


وليدر
بصره حول محيط الثقب وينظر إلى محيط الدائرة المرسومة‏:‏ فإن لم
ير غير محيط الدائرة فالدائرة في حقها وإن أدرك بصره زيادة على محيط الدائرة أو لم
يدرك محيط الدائرة من بعض الجهات أو من جميع الجهات فليس الدائرة في حقها‏.‏


فإن
عرض ذلك فليغير الدائرة ويعتبرها ببصره إلى أن يتحرر وضعها ويكون
إذا أدار بصره حول محيط الثقب رأي محيط الدائرة ولم ير زيادة عليه‏.‏


فإذا
تحرر وضع هذه الدائرة فلينتقل إلى الثقب المائل فيجعل بصره عند محيط
هذا الثقب وينظر إلى الحائط الأبيض‏:‏ فإنه يدرك الدائرة المرسومة في هذا الحائط
ويدرك محيطها ولا يدرك زيادة عليها‏.‏


وإذا
أدار بصره حول محيط الثقب المائل ونظر إلى الدائرة وإلى أبعد موضع
يدركه من الحائط أدرك الدائرة وأدرك محيطها ولم يدرك زيادة عليها ولا نقصاناً منها‏.‏


وذلك
أن نسبة الخط الذي بين مركزي الدائرتين المتباعدتين اللتين في السطح
الداخل من الخشبة إلى الخط الذي بين مركزي الدائرتين المتقابلتين اللتين في السطح
الخارج من الخشبة كنسبة الخط الممتد على استقامة سهم الثقب القائم من مركز الدائرة
الداخلة إلى سطح الحائط الأبيض إلى القسم من هذا الخط الذي بين
الحائطين‏.‏



فيكون
سهم الثقب المائل إذا امتد على استقامة فإنه يلقى سهم الثقب القائم
على النقطة بعينها التي عليها يلقى سهم الثقب القائم على السطح الأبيض‏.‏


ومركز
الدائرة المرسومة في الحائط الأبيض هي النقطة التي عليها يلقى سهم
الثقب القائم سطح الحائط الأبيض‏.‏


فسهم
الثقب المائل إذا امتد على استقامة فإنه يلقى سطح الحائط الأبيض
على مركز الدائرة المرسومة في الحائط بعينها‏.‏


وإذا
كان ذلك كذلك كانت نسبة الخط الذي بين مركز الدائرة المرسومة في
سطح الحائط وبين منتصف سهم الثقب المائل إلى النصف الآخر من سهم الثقب المائل كنسبة
الخط الذي ين مركز الدائرة المرسومة في الحائط وبين منتصف سهم الثقب القائم إلى
النصف الآخر من سهم الثقب القائم لأن الخط الذي يصل بين منتصفي السهمين مواز للخط
الذي يصل بين مركزي الدائرتين‏.‏


وهذه
النسبة هي نسبة نصف قطر الدائرة المرسومة في الحائط إلى نصف قطر
دائرة الثقب القائم التي تلي داخل البيت لأن محيط الدائرة المرسومة في الحائط يظهر
للبصر من محيط دائرة هذا الثقب والبصر ليس يدرك شيئاً إلا على سموت الخطوط المستقيمة
فهو يدرك محيط الدائرة التي في الحائط على سموت الخطوط المستقيمة التي تمر
بالنقط المتقاطرة في محيطي دائرتي الثقب وتنتهي إلى محيط الدائرة التي في الحائط‏.‏


والبصر
يدرك محيط الدائرة التي في الحائط من جميع محيط دائرة الثقب القائم‏.‏


فتكون
جميع الخطوط المستقيمة التي تمر بمحيطي دائرتي الثقب القائم ومحيط
الدائرة التي في الحائط تتقاطع عند وسط سهم هذا الثقب لأن دائرتي الثقب متساويتان
والخطوط المتقاطرة تتقاطع على وسط سهم الثقب‏.‏


فلذلك
تكون نسبة الخط الذي بين مركز الدائرة المرسومة في الحائط وبين
منتصف سهم الثقب القائم إلى نصف سهم الثقب القائم كنسبة نصف قطر الدائرة التي في
الحائط إلى نصف دائرة الثقب الداخلة‏.‏


ونسبة
الخط الذي بين مركز الدائرة المرسومة في الحائط وبين منتصف سهم
الثقب القائم إلى نصف سهم الثقب القائم كنسبة الخط الذي بين مركز الدائرة التي في
الحائط وبين منصف سهم الثقب المائل إلى نصف سهم الثقب المائل‏.‏


فتكون
نسبة الخط الذي بين مركز الدائرة التي في الحائط وبين منتصف سهم
الثقب المائل كنسبة نصف قطر الدائرة المرسومة في الحائط إلى نصف قطر الدائرة الداخلة
من الثقب المائل لن دائرة الثقب المائل مساوية لدائرة الثقب القائم‏.‏


وإذا
كان كذلك فغاية ما يظهر للبصر من سطح الحائط عند كون البصر على محيط
الثقب المائل هو محيط الدائرة المرسومة على سطح الحائط المقابلة للثقب القائم‏.‏


فإن
أدرك المعتبر عند وضع بصره على محيط الثقب المائل شيئاً من الحائط
خارجاً عن الدائرة فإن ذلك لأن سطح الخشبة ليس بمواز لسطح الحائط أو البعد الذي
بين الخشبة وبين الحائط ليس هو البعد بعينه الذي بحسبه كانت قسمة الخط الذي بين
سطح الخشبة‏.‏



فإن
كان ذلك فليحرر وضع الخشبة وينظر في الثقبين القائم والمائل إلى أن
يصح وضع الخشبة ويصير الذي يدركه البصر من الثقبين جميعاً هو الدائرة المرسومة في
سطح الحائط من غير زيادة ولا نقصان‏.‏


لأنه
إذا تحرر وضع الخشبة لم يمكن أن يدرك البصر من الثقبين إلا الدائرة
بعينها التي في الحائط فقط من غير زيادة ولا نقصان‏.‏


فإذا
تحرر وضع الخشبة وأحكم تركيبها في الثقب الذي هي فيه واستوثق منها
فليثقب المعتبر في الحائط الأبيض في نفس الدائرة المرسومة فيه ثقباً مستديراً نافذاً
إلى البيت الذي من وراء هذا الحائط يكون محيطه محيط الدائرة المرسومة في سطح الحائط
ويكون امتداده في جسم الحائط منخرطاً كلما دخل اتسع‏.‏


فإذا
فرغ المعتبر من هذا الثقب فليسده بجسم أبيض نقي البياض كثيفاً كثوب
أبيض أو حجر أو قرطاس ولا يكون هذا الجسم ثقيلاً ويسد به جميع ثم يراعي المعتبر
ضوء الصباح فإذا أضاء النهار وقوي الضوء على الحائط الأبيض المنكشف للضوء وقبل
أن يشرق عليه ضوء الشمس دخل البيت الذي فيه الثقبان واغلق الباب وأسبل على الباب
ستراً صفيقاً حتى لا يدخل من الباب ولا من ثقوبه شيء من الضوء ثم يسد الثقب المائل
حتى لا يبقى في البيت ضوء إلا الضوء الذي يدخل من الثقب القائم فقط ثم يقابل هذا
الثقب بجسم كثيف نقي البياض‏:‏ فإنه يجد عليه ضوءاً ما بحسب قوة الضوء الذي على الحائط
الأبيض وعلى الجسم الأبيض الذي سد به الثقب ويجد الضوء الذي يظهر على الجسم الكثيف
مستديراً ومنخرطاً كمثل انخراط الضوء الذاتي الذي يخرج من الأجسام المضيئة من
ذواتها وينفذ في الثقوب الأسطوانية‏.‏


وإذا
جعل المعتبر بصره في موضع من هذا الضوء الذي يظهر على الجسم الكثيف
في داخل البيت ونظر إلى الحائط الأبيض فليس يرى إلا الجسم الأبيض الذي يسد به
الثقب الذي في الحائط فقط‏.‏


فإذا
تبين للمعتبر هذا الضوء فليتقدم بان يرفع الجسم الأبيض الذي سد به
الثقب ويغلق باب البيت الذي ينفذ إليه هذا الثقب‏:‏ فإن الضوء الذي كان يظهر على الجسم
الكثيف الذي في داخل البيت النافذ من الثقب القائم يبطل ولا يظهر منه شيء‏.‏


فإن
ظهر على هذا الجسم شيء من الضوء فهو بحسب ما يصح أن يصدر الضوء الذي
يصل إلى محيط داخل فإذا ظهر على الجسم الكثيف الذي داخل البيت ذي الثقبين في هذه
الحال شيء من الضوء فينبغي للمعتبر أن يصبغ محيط داخل الثقب القائم الذي يعتبر به
الضوء بصبغ أسود لئلا يصدر عن محيط داخل هذا الثقب إلى داخل البيت الذي يليه ضوء ظاهر‏.‏


وإذا
صبغ محيط داخل الثقب القائم بصبغ اسود لم يظهر على الجسم الكثيف
المقابل للثقب القائم عند رفع الجسم الأبيض المضيء الذي كان يسد الثقب المقابل
له شيء من الضوء‏.‏


فإذا
بطل الضوء الذي كان يظهر على الجسم الكثيف المقابل للثقب القائم
عند رفع الجسم المضيء الذي كان يسد الثقب المقابل له فينبغي للمعتبر أن يتقدم
برد ذلك الجسم الأبيض ويسد الثقب الذي كان بالحائط به كما كان‏:‏ فإنه يعود الضوء
ويظهر على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت كما كان يظهر في الحالة الأولى‏.‏


فتبين
من هذا الاعتبار أن الضوء الذي نفذ من الثقب القائم وظهر على الجسم
الكثيف إنما هو ضوء ورد إليه من الضوء العرضي الذي على الجسم الأبيض المقابل فقط‏.‏


وفي
وقت رفع هذا الجسم وفتح الثقب المقابل وبطلان الضوء الذي كان يظهر
على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت يكون بين هذا الجسم الكثيف الذي في داخل البيت
الذي بطل منه وبين بقية الحائط الأبيض المنكشف للضوء من جميع نواحي الحائط وبين
كثير من الجدران المضيئة وبين جميع الجو المضيء هواء متصل ومسافات كثيرة منحنية
ومنعرجة ليس يقطعها شيء من الأجسام الكثيفة‏.‏


ولم
يتغير إلا الموضع المقابل للثقب القائم على سمت الاستقامة فقط‏.‏


ومع
ذلك فليس يظهر الضوء في داخل البيت ما دام الثقب الذي في الحائط مفتوحاً
وليس يقابل الثقب القائم على استقامة جسم كثيف مضيء‏.‏


تابع البحث عن خواص الأضواء


وإذا
رد الجسم الأبيض وسد به الثقب الخارج ظهر الضوء على الجسم الذي في
داخل البيت‏.‏



ثم
إن تحري المعتبر المسافة المستقيمة التي بين الثقب القائم وبين الثقب
الذي في الحائط فيقطعها بجسم كثيف نقي البياض في أي المواضع شاء من المسافة التي
بينهما من خارج الثقب وكان الضوء مشرقاً على هذا الجسم فإن الضوء يظهر على الجسم
الذي في داخل البيت‏.‏


وإن
تحرى المعتبر المسافة المستقيمة التي بين طرف الثقب القائم من داخل
البيت وبين الجسم الذي يظهر عليه الضوء فقطعها بجسم كثيف في أي موضع شاء منها فإن
الضوء يبطل من الجسم الأول ويظهر على الجسم الثاني‏.‏


فمن
الاعتبار بظهور الضوء على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت عند كون
الجسم المضيء بالضوء العرضي في الثقب الذي في الحائط الأبيض وبطلان الضوء من هذا
الجسم الكثيف عند رفع الجسم المضيء الذي في الثقب ويتبين أن الضوء الذي يظهر في داخل
البيت على الجسم الكثيف المقابل للثقب له إنما هو ضوء يرد إليه من الضوء الذي في
ذلك الجسم المضيء الذي في الثقب وانه ليس يرد إليه في تلك الحال ضوء إلا من ذلك الجسم
فقط‏.‏



ومن
الاعتبار بظهور الضوء على الجسم الكثيف الذي فيداخل البيت عند حصول
الجسم المضيء في مقابلته على الاستقامة في وقت كونه في الثقب الذي في الحائط وعند
كونه في أي المواضع كان من المسافة المستقيمة التي بين الثقبين من خارج البيت وبطلان
الضوء الذي على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت عند رفع الجسم المضيء المقابل
له مع وجود الضوء على بقية الحائط الأبيض وفي جميع الهواء المضيء بضوء النهار
المتصل بالهواء الذي في الثقب وعلى كثير من الجدران المضيئة التي بينها وبين الثقب
القائم هواء متصل يتبين أن الضوء الذي يصدر عن الضوء العرضي ليس يصدر إلا على سمت
مستقيم‏:‏ لأن بين الجسم الكثيف الذي في داخل البيت الذي يظهر عليه الضوء وبين بقية
الحائط الأبيض المضيء بضوء النهار وبين كثير من الجدران المضيئة وبين الهواء المضيء
بضوء النهار مسافات كثيرة بلا نهاية منحنية ومنعرجة ومقوسة متصلة بين الجسم الكثيف
الذي في داخل البيت وبين هذه المواضع يصح أن تمتد في الهواء المتصل بينه وبين
المواضع ولم يبطل عند رفع الجسم الأبيض المقابل للثقب إلا الضوء الذي عند أطراف
المسافات المستقيمة فقط التي بين وأيضاً فإن المعتبر إذا تأمل الضوء الذي يظهر
على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت عند حصول الجسم الأبيض مقابلاً له وجده أضعف
من الضوء العرضي الذي في الجسم الخارج المقابل له‏.‏


ثم
إذا باعد المعتبر هذا الجسم الكثيف عن الثقب على سمت المقابلة فإنه
يجد الضوء الذي يظهر عليه إذا بعد عن الثقب قد ضعف‏.‏


وكلما
ازداد بعداً عن الثقب ازداد الضوء الذي يظهر عليه ضعفاً‏.‏


وإذا
اعتبر المعتبر جميع هذه المعاني فليسد الثقب القائم ويفتح الثقب
المائل ويسود سطح داخل الثقب المائل ويقابله بالجسم الكثيف ويسد الثقب الذي في
الحائط الأبيض‏:‏ فإنه يجد الضوء يظهر على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت‏.‏


وكذلك
إن قطه المسافة المستقيمة التي بين الثقب الذي في الحائط وبين الثقب
المائل بالجسم الأبيض في أي موضع شاء منها وكان الضوء مع ذلك مشرقاً على ذلك الجسم
الأبيض فإنه يجد الضوء يظهر على الجسم الكثيف الذي في داخل البيت‏.‏


ثم
إذا رفع الجسم الأبيض المضيء المقابل للثقب المائل من خارج الضوء يبطل
من الجسم الكثيف الذي في داخل البيت ولا يظهر عليه شيء من الضوء‏.‏


وإذا
أعاد الجسم الأبيض إلى الثقب المقابل أو إلى المسافة المستقيمة التي
بينه وبين الثقب المائل عاد الضوء إلى الجسم الكثيف الذي في داخل البيت كمثل الحال
في الثقب القائم‏.‏


فيتبين
من هذا الاعتبار أن الضوء الذي يظهر على الجسم الكثيف الذي في
داخل البيت المقابل للثقب المائل ليس يرد إلا على سمت الاستقامة وأنه ليس يرد إليه
إلا من الجسم المقابل له فقط‏.‏


فإن
باعد المعتبر الجسم الكثيف الذي في داخل البيت عن الثقب المائل أيضاً
عند اعتبار هذا الثقب وجد الضوء الذي يظهر عليه يضعف وكلما بعد عن الثقب ازداد
الضوء الذي عليه ضعفاً‏.‏


ثم
ينبغي للمعتبر أن يفتح الثقبين جميعاً القائم والمائل في وقت واحد
ويقابل كل واحد منهما بجسم كثيف أبيض ويسد الثقب الذي في الحائط بالجسم الأبيض‏:‏
فإنه يجد الضوء يظهر على الجسمين جميعاً المقابلين للثقبين القائم والمائل
في وقت واحد‏.‏



وقد
تبين أن كل واحد من هذين الموضعين ليس يرد إليه ضوء عند كون الجسم
المضيء في الثقب إلا من هذا الجسم بعينه فقط إذا كان الهواء الذي بينه وبين كل
واحد من الثقبين القائم والمائل متصلاً لا يقطعه شي من الأجسام الكثيفة‏.‏


فيتبين
من هذا الاعتبار أن الضوء الذي يظهر في داخل البيت في الموضعين
جميعاً في وقت واحد إنما هو ضوء يرد إلى الموضعين جميعاً معاً من ذلك الجسم
المضيء المقابل لهما الذي في الثقب‏.‏


وكذلك
إن ثقب المعتبر في الخشبة الموضوعة عدة ثقوب كل واحد منها مقابل
للثقب الذي في الحائط الأبيض وعلى النسبة التي تقدم ذكرها وفتح جميع الثقوب وقابل
جميعها بجسم كثيف فسيح وجد على ذلك الجسم أضواء بعدد الثقوب في وقت واحد ويكون
كل واحد من تلك الأضواء مقابلاً لذلك الجسم المضيء الذي في الثقب الخارج على سمت
الاستقامة‏.‏



فيتبين
من هذا الاعتبار أن الضوء يشرق من ذلك الجسم المضيء بضوء النهار
في جميع الجهات التي تقابله على سموت مستقيمة وإن إشراق الضوء منه في جميع الجهات
معاً ودائماً ما دام مضيئاً‏.‏


وإذا
تحرر للمعتبر هذا المعنى من ضوء النهار يراعي حينئذ الموضع إلى أن
يشرق ضوء الشمس على ذلك الحائط فيعتبره على الوجوه التي تقدمت فإنه يجد الحال في ضوء
الشمس كمثل الحال في ضوء النهار إلا أنه يجد الضوء الذي يرد من ضوء الشمس أقوى وأبين‏.‏


وكذلك
إذا اعتبر ضوء القمر وجده على هذه الصفة وكذلك إذا اعتبر ضوء النار
وجده على هذه الصفة أيضاً‏.‏


فإذا
أراد ضوء النار فليعتمد ناراً قوية ويقابل بها الحائط الأبيض ليضيء
على مثل ما تقدم ويغلق باب البيت الذي فيه الثقبان ولا يترك في البيت شيئاً من
الضوء ويعتبر ضوء النار كمثل الاعتبار الذي تقدم‏:‏ فإنه يجد الضوء يشرق من ضوء النار
الذي يظهر على الجسم المسدود به الثقب على مثل إشراق الأضواء ولا يخالفها إلا في
القوة فيتبين من جميع هذه الاعتبارات بياناً واضحاً ان الأضواء العرضية التي في الأجسام
الكثيفة يشرق منها ضوء في جميع الجهات التي تقابلها وأن إشراق الضوء منها ليس
يكون إلا على سموت مستقيمة وأن الضوء الذي يصدر عن الضوء العرضي يكون أضعف منه وكلما
بعد من الضوء الذي يصدر ازداد ضعفاً‏.‏


فلنسم
هذه الأضواء أعني الأضواء التي تصدر عن الأضواء العرضية على طريق
الانعكاس كما تنعكس عن الأجسام الصقيلة بل إنما تصدر عنها الأضواء الأول الذاتية
عن الأجسام المضيئة من ذواتها وما كان من هذه الأجسام صقيلاً أو كانت فيه أجزاء
صقيلة وأشرق عليها ضوء ما فإن ذلك الضوء ينعكس منها ومع ذلك يصدر عنها ضوء ثان
كما يصدر عن الأجسام المضيئة من ذواتها‏.‏


فلنبين
الآن هذه الحال أيضاً بالاستقراء والاعتبار وذلك كما نصف‏:‏ يتحرى
المعتبر بيتاً يدخل إليه ضوء الشمس من ثقب مقتدر ليس بكل الفسيح ويكون الضوء مع
ذلك ينتهي إلى أرض البيت ويراعي دخول ضوء الشمس إلى هذا البيت‏.‏


فإذا
دخل ضوء الشمس وظهر في أرض البيت أغلق الباب ولم يترك للضوء سبيلاً
إلى البيت إلا الضوء الذي يدخل من الثقب‏:‏ فإنه يجد البيت في هذه الحال مضيئاً
بذلك الضوء ويجد الضوء في جميع نواحيه ويجد كلما كان من جدران البيت قريباً من
ذلك الضوء فإن الضوء الذي ظهر عليه يكون أقوى وكلما كان من الجدار بعيداً فإن الضوء
الذي يظهر عيه يكون أضعف‏.‏


ثم
يعتمد المعتبر مكوكاً أو جسماً أجوف فيتلقى به ذلك الضوء ليصير جميع
الضوء في داخل ذلك الجسم‏.‏


فعند
هذه الحال يجد البيت مظلماً والضوء الذي كان يظهر على الجدار بطل
إلا ما لعله يقابل الضوء الذي في داخل الجسم الأجوف من علو البيت‏.‏

ثم إذا رفع ذلك الجسم عاد
البيت مضيئاً وظهر الضوء على جميع نواحي
البيت‏.‏
karremmtm
karremmtm
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 163
نقاط : 488
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى