اول محضرة الحشرات

من طرف **memoالغزولى** 2010-03-06, 12:13 pm

مقدمة
شعبة مفصليات الأرجل هي أكبر شُعب عالم الحيوان فثلاثة أرباع الأنواع الحيوانية المعروفة تتبعها ، لها صفاتها العامة وهي : جانبية التناظر ، ثلاثية الطبقات السيلومية ، لها زوائد متمصلة زوجية ، ويغطي الجسم غلاف كيتيني صلب لها جهاز دوري مفتوح وتتنفس إما بالخياشيم أو بالقصبات الهوائية ... الخ .
صائفة الحشرات هي مفصلية أرجل أرضية تتنفس بالقصبات سميت بسداسية الأرجل وينقسم الجسم فيها إلى رأس وصدر وبطن أما الرأس يتكون من عُقل مندمجة تحمل زوجاُ من قرون الاستشعار والعيون المركبة والصدر يتألف من ثلاث حلقات تحمل أرجل الحشرة الستة والبطن يتألف من عُقد لا تتجاوز الأحدى عشر ، نلاحظ في الحشرات نمطان من التحول :
أ – التحول التام يتكون من : بيض ، يرقة ، عذارء داخل شرنقة ، حشرة يافعة .
ب – التحول الناقص يتكون من : بيض ، حورية ، حشرة يافعة .

نشأة الحشرات ومفصليات الأرجل

الحشرات عالم كبير متعدد الرتب والأنواع ، تفوق أعداد أنواعه أي مجموعة تحمل خصائص وراثية محددة كما هو الحال في هذه المجموعة والحشرات تنتمي إلى شعبة مفصليات الأرجل بالمملكة الحيوانية ، وهي شعبة كبيرة تحتوي على العديد من الأشكال المشابهة للحشرات ومن أهم مزايا هذه الشعبة هو احتواؤها على الزوائد المفصلية حيث تم اشتقاق اسم الشعبة .
ويشير العلماء إلى أن هذه الشعبة قد نشأت من أسلاف دودية الشكل تشبه إلى حد كبير في مظهرها شعبة الديدان الحلقية ويتكون جسم هذا السلف من مجموعة من الحلقات المتمائلة ، كل منها يكون حلقة جسمية متكاملة . الرأس عبارة عن جسم بسيط لا يحمل سوى بعض الشعيرات الحسية العاملة ، بينما يقع الفم في الجهة البطنية ما بين الرأس والحلقة الأولى من الجسم . وقد أشار العالم بأن سلف الحشرات قد اختلف عن حشرات الوقت الحاضر بالعديد من الخصائص . ففي السلف يبدو أن كل حلقة من الجسم تحتوي على تجويف مستقل عن الحلقات الأخرى ويفصل بين الحلقات المتلاحقة جدار فاصل كما أن كل حلقة تحتوي على جهاز خارجي إخراجي مستقل يفتح إلى الخارج عن طريق فتحات عبر قنوات فردية ، أما الأرجل فإن وجدت فهي عبارة عن زوائد بدائية بسيطة . كما هو موضح في وهو افتراضي توضيحي يشير إلى التطور الذي حدث على هذا السلف حتى وصل إلى مجموعة اللافقاريات بصفة عامة ويهمنا الحشرات منها على وجه الخصوص

المراحل الافتراضية لنمو مناطق الجسم والزوائد السلف إلى الحشرة .
والخطوة الأولى من خطوات هذا التطور هو ظهور الزوائد البطنية وهي زوج بكل حلقة من حلقات الجسم ، ووظيفة هذه الزوائد هي المساعدة في الحركة ويبدو أن الحلقة الأخيرة حاملة فتحة الشرج لم تظهر لها زوائد كبقية الجسم . والخطوة الثانية من خطوات التطور هي اندماج زوائد حلقة الجسم الأولى لتكون الشفا العليا وهي عبارة عن قطعة معلقة وظيفتها توجيه الغذاء إلى فتحة الفم . بينما تحركت زوائد الحلقة الثانية إلى الجهة الظهرية لتصبح قرون استشعار أما زوائد الحلقة الثالثة والتي يمكن مشاهدتها بمراحل الجنين المبكرة إلا أنها لا تبدو أن تدخل في تكوين أي عضو في المراحل الأخيرة من النمو الجنيني فهي إذا قد أصبحت زوائد مقحمة في أعضاء أخرى . وبالتالي فإن الحلقات الثلاثة الأولى قد أطلق عليها حلقة الشفا العليا ، حلقة قرون الاستشعار والحلقة المقحمة.
وقد اندمجت هذه الحلقات بمنطقة الرأس كما أن العقد العصبية للحلقات المذكورة قد اندمجت هي الأخرى بدماغ السلف مكونة كبسولة الرأس في اللافقاريات . وقد صاحب هذا التغير التطوري في الرأس والدماغ تطور آخر يختص بعمليات الغذاء فقد حدثت عدة تحورات أخرى على موقع الفم ، حيث أنه قد تحرك من مكانه المذكور سالفاً ليصبح خلف قطعة الشفا العليا ثم خلف الحلقة المقحمة .بينما قد حدثت بعض التحورات على الزوائد التالية لكي تساعد في عمليات التغذية ، وبهذه التغيرات على موقع فتحة الفم وبعض التغييرات الأخرى المصاحبة فقد أصبح موقع فتحة الفم ما بين الحلقة الثالثة والحلقة الرابعة . وأثناء هذه التغيرات الوراثية فقد حدثت تغيرات مصاحبة على زوائد الحلقة الرابعة . بحيث تطورت لتصبح أداة جمع وكسر الطعام وهي الفكوك العليا في هذه المرحلة من مراحل تطور سلف اللافقاريات برزت ثلاث شعب .
واستمر التطور التدريجي على السلف في طريقة إلى بقية اللافقاريات ، وفي هذه المرحلة حدثت عدة تغيرات ذات جدوى لحياة السلف وهي :
1 – الأرجل أصبحت متمفصلة وتتكون من حلقات وهذا ما أدى إلى تحسين كبير في الحركة .
2 – تصلب أجزاء كبيرة من جدار الجسم والتنوات الداخلية هذه التنوات قد أصبحت مناطق لتماسك العضلات الداخلية التي تؤمن حركة السلف .
3 – تحور زوائد بعض الحلقات الخلفية من الفم لتساعد على حركة ودفع الغذاء إلى فتحة الفم . ومع وصول السلف إلى مرحلة هذا التطور فقد أصبح يحتوي على المعالم الحقيقية للافقاريات بخصائصها الحالية .
وتشير الحفريات الجيولوجية إلى أن أول أعضاء اللافقاريات مفصلية الأرجل والذي يقدر أنه قد نشأ منذ حوالي ستمائة مليون سنة أو ما يعرف بالعصر الكباري هو ثلاثية الفصوص . إلا أن يعتقد بأنه قد انقرض بعد حوالي 200 مليون سنة من نشأته . ويرجح العلماء إلى أن ثلاثية الفصوص قد حدثت عليها تحورات وتغيرات شكلية لتعطي العديد من الفروع أهمها فرعان رئيسيان هما شعيبة ملقطيات القرون أو الكلابيات وشعيبة الفقيميات أو ذوات الفكوك العلوية ففي شعيبة ملقطيات القرون نجد أن قرون الاستشعار قد فقدت بالكامل بينما انقسم الجسم إلى منطقتين رئيسيتين وهما منطقة الرأسصدر.
والتي تخصصت لوظائف التغذية والحركة ومنطقة البطن والتي تخصصت لوظيفة التكاثر . وتشمل هذه الشعيبة العقارب والقراد والعناكب وأنواعاً أخرى مشابهة ولكنها ذات أهمية أقل . أما شعيبة الفقيميات وهي شعيبة التي انحدرت منها الحشرات . فإن الحلقات الثلاث الخلفية للفم قد اندمجت بالرأس مكونة كبسولة الرأس . أما زوائد هذه الحلقات فقد تخصصت في وظائف جمع الغذاء ودفعه إلى الفم وقد أطلق على هذه الحلقات بالحلقات الفكية ثم تشعبت شعيبة الفقيميات إلى فرعين رئيسين يتمتع كل منهما بمجموعات متنوعة في وقتنا الحاضر وهما مجموعة القشريات وتحتوي على السرطانات والقديدس ومتساوية الأرجل ومشابهاتها . والمجموعة الثانية هي مجموعة متعددة الأرجل والحشرات وتشمل هذه المجموعة ذوات المائة رجل ومشابهاتها والحشرات . وفي سلف المجموعة الثانية متعددة الأرجل والحشرات فإن الزوج الثالث من زوائد الفكوك وهو ما يعرف بالشفا الثانوية في القشريات ، قد اندمج وكون قطعة عرضية متكاملة أطلق عليها الشفا السفلى وهذا الاندماج قد أدى إلى زيادة فعالية الفم الذي أصبح يتكون كالآتي جهته الأمامية من الشفا العليا وجهته الخلفية من الشفه السفلى وعلى الجانبين يوجد كل من الفكوك العليا والفكوك السفلى .
هذه المجموعة متعددة الأرجل والحشرات قد تشعبت إلى 4 مجاميع فرعية لا زالت سائدة لوقتنا هذا وهي صف منفردة الأرجل أو ذات المائة رجل وهو ما يعرف وثلاثة صفوف أخرى وهي المترافقات وقليلات الأرجل ومزدوجة الأرجل بالإضافة إلى صف الحشرات وقد تميزت الصفوف الأربعة الأولى بوجود الأرجل على معظم حلقات الجسم .
وقد حدثت بعض التحورات على الفرع المؤدي إلى صف الحشرات بحيث ازداد حجم الزوائد على الحلقات الثلاث الأساسية الأولى لتعطي ثلاثة أزواج من الأرجل وهي من أهم خصائص الحشرات . وكثيراً ما تم تعريفها نسبة لهذه الخاصية باسم سداسية الأرجل بينما اختفت الزوائد من على الحلقات الباقية من الجسم وفي حالات نادرة قد تحور بعضها ليؤدي وظيفة لا علاقة لها بوظيفة الأرجل .