المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 2024-10-28, 5:22 pm
معركة برلين
صفحة 1 من اصل 1
معركة برلين
بسم الله الرحمن الرحيم
....................................
كانت معركة برلين واحدة من المعارك الأخيرة على الجبهة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية وفيما كان يطلق عليه السوفيت " عملية الهجوم الإستراتيجي على برلين" قامت جبهتان سوفيتيان بمهاجمة برلين من الشرق والجنوب بينما قامت جبهة ثالثة باجتياح شمال برلين.
ودارت رحى المعركة من أواخر أبريل1945 حتى أوائل مايو وكانت واحدة من أكثر المعارك دموية في التاريخ وقام أدولف هتلر ومعه الكثير من أتباعه بالانتحار قبل نهاية المعركة واستسلمت القوات الألمانية تحت وطئ الحصار في 2 مايو ولكن القتال استمر في الشمال الغربي، الغرب والجنوب الغربي من المدينة حتى نهاية الحرب في أوروبا في 8 مايو (9 مايو في الاتحاد السوفيتي).
وقد فضلت الوحدات الألمانية المتمركزة غرباً قتال السوفيت حتى يستسلموا للحلفاء الغربيين الذين لم يخوضوا المعركة أملاً في معاملة أفضل.
في 12 يناير1945، بدأ الجيش الأحمرهجوم الفيستولا - الأودر من وارسو عبر نهر ناريف وهي عملية استمرت ثلاثة أيام على جبهة عريضة تضمنت أربع مجموعات جيوش وفي اليوم الرابع بدأ الجيش الأحمر التحرك غرباً بسرعة 30 إلى 40 كيلومتر في اليوم تقريباً قاطعاً دول البلطيق غدانسك شرق بروسيا و بوزنان راسماً خطاً يبعد 60 كيلومتر شرق برلين ومحازياً لنهر أودر...
حاولت مجموعة جيوشفيستولا المتكونة حديثاً تحت قيادة رئيس وحدات النخبة النازيةهاينريش هيملر القيام بهجوم مضاد ولكنها فشلت بحلول يوم 24 فبراير فتقدم الجيش الأحمر إلى بوميرانيا مؤمناً الضفة اليمنى لنهر الأودر وواصلاً إلى سيليزيا.
وفي الجنوب حمى وطيس معركة بودابست وفشلت ثلاثة محاولات ألمانية لفك الحصارعن العاصمة المجرية وسقطت في يد السوفيت في 13 فبراير.
وقام الألمان بهجوم مضاد مرة أخرى وأصر أدولف هتلر على استعادة نهر الدانوب الذي كانت استعادته مستحيلة وفي 16 مارس فشل الهجوم الألماني على بحيرة بلاتون واستعاد السوفيت بهجومهم المضاد الذي استمر 24 ساعة كل ما اكتسبه الألمان في 10 أيام وفي 30 مارس دخل السوفيت النمسا واستولوا على فيينا في 13 أبريل.
وكان من الواضح حينها أن هزيمة الرايخ الثالث باقي عليها أسابيع قليلة. وفقد الجيش الألماني (الفيرماخت) ما بين يونيووسبتمبر1944 أكثر من مليون رجل وشح الوقودوالذخيرة ولكن هتلر قرر البقاء في المدينة على الرغم من نصائح مستشاريه وفي 12 أبريل سمع هتلر بخبر وفاة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت. وقد أعطى هذا أملاً زائفاً بحدوث انشقاق بين الحلفاء يمكن برلين من النجاة في أخر لحظة كما حدث من قبل خلال ما يُطلق عليه "معجزة البراندينبرغ"...
ولم يقدم الحلفاء الغربيون على أي تحرك لمساعدة السوفيت لدخول برلين وكان لديهم العديد من التبريرات الجنرال الأمريكي أيزينهاور اعتبر أن برلين ستكون في نطاق النفوذ السوفيتي بعد الحرب لذلك لا داعي للتضحية بأرواح الجنود الأمريكيين كما أنه خاف من "النيران الصديقة" التي يمكن أن تصيب جنوده عند دخولهم المدينة وكانت المشاركة الغربية الوحيدة الواضحة لهزيمة عاصمة النازية هي القصف الجوي الاستراتيجي خلال عام 1945 الذي قامت به القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية الملكية البريطانية وانتهت هذه الغارات ليلة 21/20 أبريل قبل دخول السوفيت للمدينة...
التحضير للحرب
كان للهجوم السوفيتي على وسط ألمانيا الذي أصبح فيما بعد ألمانيا الشرقية هدفين وهما ، كان ستالين يريد أن يقابل جيوش الحلفاء الغربيين في أبعد نقطة في الغرب للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من ألمانيا لذلك حارب على جبهة واسعة تضمنت أربع مجموعات جيوش والهدف الثاني والأهم بالنسبة له كان السيطرة على برلين، ولذلك كان الهدفان متكاملين لأن السيطرة على أكبر مساحة من الأرض تتطلب سقوط برلين في يده.
كما أن برلين تحوي الكثير من الأسرار والوثائق منها وثائق البرنامج النووي الألماني لتصنيع القنبلة الذرية وفي 6 مارس عين هتلرالفريق هيلموت ريمان كقائد لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق برونو ريتر فون هاوينسشيلد
وفي 20 مارس عُين اللواء غوتهارد هاينريكي قائداً لمجموعة جيوش فيستولا بدلاً من قائد وحدات النخبة النازيةهاينريش هيملر.
وكان هاينريكي واحداً من أفضل المخططين الدفاعيين في الجيش الألماني. وبدأ فوراً في إعداد الخطط الدفاعية. وكان افتراضه صحيحاً بأن الهجوم السوفيتي الرئيسي سيكون على نهر الأودر وعلى طول طريق الأوتوبان الرابط بين شرق وغرب ألمانيا..
وقرر هاينريكي عدم الدفاع عن ضفاف نهر الأودر وأكتفي بترك قوة مناوشة صغيرة وبدلاً من الدفاع عن النهر، أمر المهندسين بتقوية مرتفعات الزيلو المشرفة على النهر في موقع يعبره طريق الأوتوبان وكان هذا الموقع على بعد حوالي 17 كيلومتر غرب الأودر و90 كيلومتر شرق برلين.
وقلل هاينريكي من قواته في الأماكن الأخرى لتركيز الجنود على المرتفعات وحول المهندسون الألمان نهر الأودر الذي كان حينها مليئاً بماء الربيع الذائب من جليد الشتاء إلى مستنقع بتوجيه الماء إلى خزان مائي وخلف النهر بنى المهندسون ثلاثة أحزمة من التحصينات الدفاعية ووصل طول هذه التحصينات إلى أطراف برلين (وكانت خطوط التحصينات القريبة من برلين تسمى موقع فوتن) وتكونت هذه الخطوط من خنادق مضادة للدبابات، مدافع مضادة للدبابات، وشبكة كثيفة من الخنادقوالأقبية المحصنة.
وفي 9 أبريل وبعد مقاومة طويلة سقطت كونغسبيرغ - الواقعة في شرق بروسيا - أخيراً في يد الجيش الأحمر وأعطى ذلك فرصة للمشيرروكوسوفسكي قائد الجبهة البيلاروسية الثانية للتحرك غرباً ناحية نهر الأودر وركز المشيرغيورغي جوكوف جبهته البيلاروسية الأولى - التي كُلفت بالقتال على طول نهر الأودر من فرانكفورت في الجنوب إلى البحر البلطيقي - في مساحة أمام مرتفعات الزيلو وبينما كانت إعادة تجميع القوات السوفيتية تجري ، تكونت ثغور بين الخطوط وتمكنت بقايا الجيش الثاني الألماني بقيادة اللواء دايتريش فون ساوكين التي تجمعت في منطقة قرب غدانسك، من الهرب إلى دلتا الفيستولا وفي الجنوب حول المشيركونيف معظم قوات الجبهة البيلاروسية الأولي من سيليزيا العليا إلى نهر نايسه إلى الشمال الغربي.
وكان مجموع قوات الجبهات الثلاث السوفيتية 2.5 مليون رجل (منهم 78556 جندي من الجيش البولندي الأول) و6250 دبابة، 7500 طائرة 41600 قطعة مدفعية ومدافع مورتر و3,255 عربة تحمل منصات اطلاق صواريخ كاتيوشا و 95,383 عربة.
معركة النايسه - الأودر
كانت البقعة التي شهدت المعركة الرئيسية هي مرتفعات الزيلو، الخط الدفاعي الرئيسي الأخير خارج برلين وكانت هذه المعركة التي استغرقت أربعة أيام من 16 أبريل إلى 19 أبريل هي أخر معركة أرضية في الحرب العالمية الثانية واشترك في هذه المعركة من الجانب السوفيتي مليون رجل تقريباً وأكثر من 20,00 دبابة وقطعة مدفعية لاختراق الخط الدفاعي الألماني الذي كان يحرسه حوالي 100,000 جندي و 1,200 دبابة ورشاش وكسب السوفيت المعركة بقيادة جوكوف وخسروا حوالي 30,000 رجل بينما خسر الألمان 12,000 رجل...
وفي 19 أبريل اليوم الرابع للمعركة اخترقت الجبهة البيلاروسية الأولى أخر خط في دفاعات مرتفعات الزيلو ولم يكن هناك ما يحول بينهم وبين برلين إلا شراذم متفرقة من القوات الألمانية وكانت الجبهة البيلاروسية الأولي تتجول في البلاد بعد أن استولت على فورشت في اليوم السابق.
وقام جيش الحرس الثالث بقيادة غوردوف و جيشا الدبابات الثالث والرابع بقيادة كلا من ريبالكو و ليليشينكو على التوالي بالهجوم شمال شرق ناحية برلين بينما توجهت الجيوش الباقية غرباً إلى قطاع يوجد فيه خط جبهة للجيش الأمريكي على نهر إلبه...
وكانت الجيوش السوفيتية بهذا التحرك تفصل بين مجموعة جيوش فيستولا في الشمال وبين مجموعة الجيوش المركزية الألمانية في الجنوب وفي نهاية هذا اليوم انتهى وجود الجبهة الألمانية الشرقية الممتدة من شمال فرانكفورت حول مرتفعات الزيلو إلى الجنوب حول فورشت ومكنت هذه الاختراقات الجبهات السوفيتية من محاصرة الجيش التاسع الألماني في منطقة واسعة غرب فرانكفورت وأدت محاولات الجيش التاسع الألماني للهرب للغرب إلى معركة الهالبه وكانت خسائر السوفيت فادحة بين 1 أبريل و 19 أبريل أكثر من 2807 دبابة منها حوالي 727 في معركة الزيلو.
.....................
حصار برلين
هتلر يقابل شباب هتلر قبل المعركة
وفي يوم عيد ميلاد هتلر ، 20 أبريل بدأت مدفعية الجبهة البيلاروسية الأولى في قصف وسط برلين ولم تتوقف حتى استسلمت المدينة (وكان وزن متفجرات المدفعية السوفيتية أثقل من الحمولة التي قذفتها قاذفات الحلفاء الغربيين) واخترقت الجبهة البيلاروسية الأولى التشكيلات الأخيرة للجناح الشمالي لمجموعة الجيوش المركزية أثناء تقدمها ناحية شرق وشمال شرق المدينة وعبروا شمال يوتربوغ حتى وصلوا قرب الخطوط الأمريكية الأمامية على نهر إلبه في ماغديبورغ.
وفي الشمال بين شتاتين وشفيدت هاجمت الجبهة البيلاروسية الثانية الجانب الشمالي لمجموعة جيوش فيستولا التابعة لجيش الدبابات الثالث بقيادة هاسو فون مانتيفيل وخلال اليوم التالي تقدم جيش دبابات الحرس السوفيتي الثاني بقيادة بوغدانوف حوالي 50 كيلومترشمال برلين ثم هاجم جنوب غرب فيرنيشين ووصلت وحدات سوفيتية أخرى على حدود المدينة وكانت خطة السوفيت هي حصار برلين تمهيداً لحصار الجيش التاسع الألماني.
وانتقلت قيادة الفيلق الخامس تلقائياً من جيش الدبابات الرابع إلى الجيش التاسع عندما وقع في الحصار مع الجيش التاسع شمال فورشت. وكان الفيلق لا يزال يرابط على الطريق السريع الرابط ما بين برلين و كوتبس. وعندما حقق الجانب الجنوبي لجيش الدبابات الرابع بعض النجاحات في صد هجمات الجبهة البيلاروسية الأولى، قام هتلر بإصدار أوامر أظهرت فقدانه لمهارته العسكرية، فقد أمر الجيش التاسع بالتمركز في كوتبس وتكوين جبهة غربية ثم عليهم مهاجمة القوات السوفيتية المتجهة شمالاً وكانت هذه الجبهة طرف الكماشة الشمالي الذي سيطبق مع جيش الدبابات الرابع القادم من الجنوب على الجبهة الأوكرانية الأولى.
وكان عليهم انتظار هجوم جنوبي من جيش الدبابات الثالث ثم الاستعداد للتحول لطرف كماشة جنوبي لتطويق الجبهة البيلاروسية الأولي التي سيتم تدميرها بواسطة مفرزة (أكبر من فيلق وأصغر من جيش) تتقدم من شمال برلين بقيادة لواء وحدات النخبة النازية فيليكس شتاينروعندما أوضح شتاينر أنه لا يملك فرق الجيش الكافية للهجوم قام هيانريكي بالاتصال بقادة أركان هتلر وقال لهم إنهم إذا لم يسحبوا الجيش التاسع في أسرع وقت فأنه سيُحاصر بين الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية وأنه قد فات أوان تحركه إلى الشمال الغربي إلى برلين ويجب عليه التحرك غرباً وذهب هاينريكي إلى حد التهديد بأنه سيطلب من هتلر التنحي إذا لم يأمر بتحرك الجيش التاسع غربا....
وفي 22 أبريل كان هتلر في حالة يرثى لها من الغضب الممزوج بالدموع ففي اجتماع تقييم الحالة عندما أدرك أن خطط اليوم السابق لم يكتب لها النجاح وأعلن أنه خسر الحرب ولام اللواءات وقرر البقاء في برلين حتى النهاية ثم الانتحار وفي محاولة لإخراج هتلر من غضبه إقترح اللواء ألفريد يودل سحب الجيش الثاني عشر الألماني الذي يقوده اللواء فالتر فانك من الغرب للتوجه إلى برلين مادام الأمريكيين لن يكونوا ليتقدموا أكثر من موقعهم على نهر الألبه ...
وتعلق هتلر بالفكرة وفي خلال ساعات أُمر"فانك" بفك الاشتباك مع الأمريكيين والتحرك بجيشه إلى الشمال الشرقي إلى برلين وتم حينها إدراك أنه إذا تحرك الجيش التاسع غرباً فأنه سيلتحم مع الجيش الثاني عشر وفي المساء أعطى هاينريكي الأمر بالإلتحام.
وبعيداً عن غرفة الخرائط وتخيلات قادة الأركان في مقر الفوهرر، كان السوفيت يكسبون المعركة فعلياً على الأرض فقد قامت الجبهة البيلاروسية الثانية بانشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر وعبرت مسافة 15 كيلومتراً وكانت مشتبكة بضراوة مع جيش الدبابات الثالث وخسر الجيش التاسع كوتبس وكان مضغوطاً عليه من الشرق وتقدمت دبابات سوفيتية كرأس حربة على نهر الهافل إلى شرق برلين واخترقت دبابات أخرى الحلقة الدفاعية الداخلية لبرلين.
صواريخ الكاتيوشا تقصف برلين
وقام أحد المراسلون الحربيون السوفيت بالتعليق على المعركة بأسلوب الصحافة الروسية الحماسي المعروف أتناء الحرب العالمية الثانية عندما أصبحت برلين في مدى قذائف المدفعية السوفيتية:
"رأينا على جدران البيوت نداءات غوبلز التي كُتبت بعُجالة بطلاء أبيض سيدافع كل ألماني عن عاصمته وسندحر الجحافل الحمراء على أسوار مدينتنا فقط حاولوا أن توقفوهم! ورصت الحواجز الألغام، الشراك، الفرق الانتحارية بقنابلهم اليدوية ممسوكة بأيديهم في انتظار الهجوم وبدأت السماء تمطر قليلاً ورأيت بطاريات الصواريخ قرب بيسدورف تستعد لإطلاق النار "ماهي هي الأهداف؟" سألت قائد البطاريات أجابني وسط برلين كباري شبري وشمال برلين ومحطة قطارات شتاتين ثم جاءت الأوامر من القيادة إقصفوا عاصمة ألمانيا الفاشية ونظرت في الساعة فكانت 8:30 صباحاً يوم 22 أبريل وسقطت ستة وتسعون قذيفة مدفع على وسط برلين خلال بضع دقائق"
وفي 23 أبريل ضيقت الجبهتان البيلاروسية والأوكرانية الخناق على برلين، وقطعت أخر ارتباط بين الجيش التاسع والعاصمة واستمرت عناصر من الجبهة البيلاروسية الأولى في التحرك غرباً وبدأت في الاشتباك مع الجيش الألماني الثاني عشر الذي كان متجهاً إلى برلين.
وفي نفس اليوم عين هتلر اللواء هيلموت فايدلنغ كقائد لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق ريمان وبحلول 24 أبريل أكملت عناصر من الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية الحصار على المدينة وفي اليوم التالي 25 أبريل دُعمت منشآت الحصار بوحدات سوفيتية كبيرة تقوم بالبحث عن مداخل قطارات الانفاق واختراقها وفي نهاية اليوم انهارت الدفاعات الألمانية الرئيسية ولم يكن هناك شئ يحول دون دخول السوفيت للمدينة إلا دفاعات يمكنها فقط تأخير الدخول لأن السوفيت كسبوا المعارك الحاسمة خارج المدينة...
المعركة في برلين
جنود سوفيت يقتحمون محطة مترو أنفاق في برلين تُستخدم كملجاً عام أوقات الغارات الجوية حاملون المسدسات الرشاشة السوفيتية الشهيرة شباغينا
كانت القوات المتاحة لفايدلينغ للدفاع عن المدينة مكونة من العديد من فرق الجيش الألماني وفرق وحدات النخبة النازية المقاتلة (فافين) (بالألمانية Waffen-SS) وكان تعداد جميع القوات حوالي 45.000 رجل وكانت هذه الفرق مدعمة بقوات الشرطة والصبيان الصغار في منظمة شباب هتلر وجيش الشعب Volkssturm فولكس شتورم...
وكان العديد من الرجال الكبار في الفولكس شتورم مقاتلين سابقين في الجيش وبعضهم كان من قدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وكان لدى قائد حي وسط المدينة عميد وحدات النخبة النازية فيلهلم مونكه، أكثر من 2.000 رجل تحت قيادته وقسم فايدلينغ المدينة إلى ثمانية أقسام كل قسم يقوده عقيد أو لواء ولكن لم يمتلك معظمهم خبرة قتالية سابقة.
وفي غرب المدينة كانت ترابط فرقة المشاة العشرون وفي الشمال فرقة المظلات التاسعة وفي الشمال الشرقي فرقة دبابات مونخيبورغ وفي الجنوب الغربي شرق مطار تيمبلهوف فرقة المشاة الميكانيكية الحادية عشر التابعة لوحدات النخبة النازية المسماه نوردلاند Nordland أي أراضي الشمال وكانت فرقة المشاه الميكانيكية الثامنة عشر التابعة للاحتياط ترابط في حي وسط برلين...
وكان مصير برلين قد حُسم منذ أن ربح السوفيت المعارك الحاسمة خارج المدينة وعلى الرغم من ذلك فقد استمر الألمان في المقاومة وفي 23 أبريل هاجم جيش الصاعقة الخامس بقيادة نيقولاي بيرزارين و جيش دبابات الحرس الأول بقيادة ميخائيل كاتوكوف برلين من الجنوب الشرقي وبعد أن صد هجوم مضاد بواسطة فيلق الدبابات الألماني السادس والخمسين ووصلا في مساء يوم 24 أبريل إلى حلقة السكك الحديدية لقطارات الأنفاق في الجانب الشمالي من قناة التيلتوف.
وفي نفس الوقت أمر هتلر كل القوات الألمانية بإعادة تقوية الدفاعات الداخلية ولكن لم يصل إلى برلين سوى وحدات من المتطوعين في وحدات النخبة النازية الفرنسية تحت قيادة العميدغوستاف كروكينبورغ وفي يوم 25 أبريل عُين كروكينبورغ كقائد للقطاع الدفاعي ج وكان قطاع ج هو أكثر قطاع يعاني من الضغط السوفيتي لدخول المدينة...
وفي 26 أبريل عُين لواء المدفعية هيلموت فايدلينغ كقائد لمنطقة برلين الدفاعية وشق جيش الحرس الثامن بقيادة فاسيلي تشيكوف وجيش دبابات الحرس الأول طريقهما عبر الضواحي الجنوبية وهاجما مطار تيمبلهوف، ووصلا إلى حلقة قطارات الأنفاق الدفاعية، حيث واجها مقاومة شرسة من فرقة مينخيبورغ.
ولكن بحلول يوم 27 أبريل واجهت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند الضعيفتان اللتان تدافعان عن الجنوب الشرقي خمسة جيوش سوفيتية كالتالي......
من الشرق إلى الغرب:
جيش الصاعقة الخامس، جيش الحرس الثامن، جيش دبابات الحرس الأول، وجيش دبابات الحرس الثالث بقيادة بافيل ريبالكو (جزء من الجبهة الأوكرانية الأولى).
ولذلك تراجعت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند إلى وسط المدينة حيث إتخذا مواقع دفاعية جديدة حول هيرمانبلاتز وأبلغ كروكينبورغ في الحال اللواء هانز كريبس قائد قيادة أركان القيادة العليا للجيوش الألمانية أنه في خلال 24 ساعة سيتوجب على فرقة النوردلاند التراجع إلى قطاع وسط المدينة.
وكانت القوات السوفيتية تتقدم إلى وسط المدينة على المحاور الرئيسية التالية: من الجنوب الشرقي على طول الفرانكفورتر أليه (وينتهي عند ألكسندربلاتز)
من الجنوب عبر سونين أليه وينتهي شمال بيل أليانس بلاتز، من الجنوب وينتهي عند بوتسدامر بلاتز ومن الشمال وينتهي قرب الرايخستاغ وكانت الأماكن التي شهدت أعنف المعارك هي الرايخستاغ، جسر ملتكه، ألكسندربلاتز و جسور هافل في شبانداو، وكان القتال من بيت إلى بيت وفي الشوارع وقاتلت الوحدات الأجنبية التابعة لوحدات النخبة النازية بشراسة لأنها كانت ذات عقيدة ومبدأ كما أعتقدوا أنهم سيقتلون لو وقعوا في الأسر.
السيطرة على الرايخستاغ
برج مدفعية مضاد للطائرات في حديقة حيوان برلين ويظهر في الصورة دبابتان سوفيتان مدمرتان من نوع جوزيف ستالين
وفي الساعات الأولى من صباح 29 أبريل عبر جيش الصاعقة السوفيتي الثالث جسر ملتكه وبدأ بالتجول في الشوارع والمباني المحيطة وكان لغياب المدفعية أثراً كبيراً على سرعة تقدم الهجمات الأولى على المباني التي تضمنت مبنى وزارة الداخلية ولم تتدخل المدفعية حتى تم اصلاح الجسر المدمر...
وفي الساعة الرابعة صباحاً بمقر الفوهرر كتب هتلر وصيته الأخيرة ثم تزوج من إيفا براون وبحلول الفجر كثف السوفيت هجماتهم من الجنوب الشرقي وبعد قتال عنيف تمكنوا من احتلال مقر الغيستابو في شارع برينزألبريخت Prinz-Albrecht و يُعرف هذا الشارع حالياً باسم نايدركيرشنير Niederkirchner ولكن السوفيت أُجبروا على التراجع من المبنى تحت ضغط الهجوم المضاد الذي قامت به وحدات النخبة النازية المقاتلة فافين وفي الجنوب الغربي بدأ جيش الحرس الثامن هجومه ناحية الشمال عبر قناة لاندفير إلى تايرغارتين.
وبحلول اليوم التالي 30 أبريل تمكن السوفيت من اعادة بناء الجسور المحطمة وبمساندة المدفعية هاجموا الرايخستاغ في الساعة السادسة صباحاً ولم يتمكن السوفيت من دخول المبنى حتى المساء بسبب الخنادق الألمانية حول المبنى ومساندة مدافع عيار 88 ملم الموجودة على أبراج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة حيوان برلين التي تبعد كيلومترين عن الرايخستاغ.
ولم يكن مبنى الرايخستاغ مستخدماً منذ عام 1934 عندما أمر هتلر بحرقه وكان المبنى من الداخل بشبه كومة ركام واستغل الألمان هذا أحسن استغلال واعتمدوا اعتماداً كبيراً على الانتظار في الخنادق والحفر وبين الركام وطارد السوفيت الألمان داخل المبنى من غرفة إلى غرفة واستغرقت هذه المطاردات يومين حتى سيطر السوفيت تماماً على الرايخستاغ.
السيطرة على وسط المدينة
خلال الساعات الأولى من صباح يوم 30 أبريل أبلغ فايدلينغ هتلر شخصياً أن المدافعين عن المدينة ستنفذ ذخيرتهم بحلول الليل فاعطاه هتلر الأذن بمحاولة الهروب عبر خطوط الجيش الأحمر التي تحاصر برلين...
وفي عصر هذا اليوم انتحر هتلر وإيفا وأُحرقت جثتيهما في مكان ليس ببعيد عن مقر الفوهرر وكان هتلر قد أوصى في وصيته الأخيرة برئاسة البلاد للواء بحري كارل دونتز في حكومة فلنسبورغ وبالمستشارية لغوبلز.
وعندما عبر السوفيت الخطوط الدفاعية وتراجع المدافعون تركزوا في منطقة صغيرة في وسط المدينة وكانوا حوالي 10.000 جندي ألماني وتمت مهاجمتهم من جميع الجهات وعلى جانب أخر دكت المدفعية السوفيتية مبنى وزارة الطيران المبني من الخرسانة المسلحة وتراجعت كتيبة دبابات التايغر الألمانية من مواقعها شرق تايرغارتين للدفاع عن وسط المدينة ضد جيش الحرس الثالث بقيادة كوتزنيتسوف (الذي على الرغم من اشتراكه في القتال بضراوة حول الرايخستاغ إلا أنه كان يتقدم من شمال تايرغارتين) وضد جيش الحرس الثامن الذي يتقدم من جنوب تايرغارتين...
وقامت هذه القوات السوفيتية بقطع المنطقة التي تشبه الهلال التي يمسك بها الألمان إلى نصفين وجعلوا الهروب إلى الغرب أكثر صعوبة..
وفي الساعات الأولى من يوم 1 مايو ، جرت محادثة بين كريبس و اللواء تشيكوف قائد جيش الحرس الثامن السوفيتي واخبره بموت هتلر ورغبته في إجراء مفاوضات الاستسلام النهائي للمدينة ولكنهم لم يتوصلوا لاتفاق بسبب إصرار السوفيت على الاستسلام غير المشروط وادعاء كريبس بعدم امتلاكه صلاحية ذلك وفي عصر هذا اليوم انتحر غوبلز وعائلته (لأنه كان يرفض الاستسلام) وكان غوبلز هو العقبة الوحيدة أمام فايدلينغ لإعلان الاستسلام غير المشروط. ولكنه فضل الانتظار حتى صباح اليوم التالي لإعلان الاستسلام حتى ينفذ مخططه للهرب في الليل.....
السقوط والاستسلام
وفي ليلة 2/1 مايو حاول معظم الجنود الألمان عبور الخطوط السوفيتية للهرب من وسط المدينة في ثلاثة اتجاهات مختلفة ونجح فقط الجنود الذين اتجهوا غرباً عبر تايرغارتين وعبروا على جسر الشارلوتين (بالألمانية: Charlottenbrücke) (على نهر الهافل) للوصول إلى شبانداو.
وعلى الرغم من نجاحهم في الهرب والوصول إلى شبانداو إلا أن القلة التي عبرت أولاً هي التي نجحت في الوصول لخطوط الحلفاء الغربين بينما قتل أو أسر السوفيت معظم الهاربين وفي الصباح الباكر ليوم 2 مايو سيطر السوفيت على مقر المستشارية.
ولم يتكبد السوفيت العناء الذي تكبدوه للسيطرة على الرايخستاغ لأن معظم الجنود هربوا أو كانوا مشغولين بالهرب واستسلم اللواء فايدلينغ وقادة أركانه في الساعة السادسة صباحاً. واصطحبه السوفيت لرؤية اللواء تشوكوف في الساعة 8:30 صباحاً ووافق فايدلينغ على أمر الجنود الألمان بالاستسلام للسوفيت[70]. وقام فايدلينغ بكتابة هذا الأمر بناء على أوامر اللواءين تشوكوف وفاسيلي سوكولوفسكي.......
وغادرت الحامية القوية المكونة من 350 رجل برج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة برلين. وكان هناك قتال متفرق في بعض البنايات المعزولة حيث يوجد بعض جنود وحدات النخبة النازية الذين رفضوا الاستسلام فقام السوفيت بتحويل هذه البنايات إلى ركام وقام الجيش الأحمر بتوزيع الطعام على الألمان مدنيين وعسكريين في مطاعم تابعة للجيش الأحمر ولكن قام السوفيت بالمرور على البيوت وأخذ أي شخص في أي لباس رسمي مثل رجال الإطفاء وعمال السكك الحديدية وارسلوهم للشرق كسجناء حرب...
المعركة خارج برلين
في وقت ما في يوم 28 أبريل أو 29 أبريل تم إعفاء اللواء غوتهارد هاينريكي قائد مجموعة جيوش فيستولا من منصبه بسبب عصيانه لأوامر هتلر المباشرة له بالدفاع عن برلين بأي ثمن وعدم أمر جنوده نهائياً بالتراجع أو الاستسلام وتم استبداله باللواء كورت شتودنت ولكن عُين اللواء كورت فون تيبيلسكيرخ مؤقتاً حتى وصول اللواء شتودنت.
ولكن يوجد حتى الآن التباس في معرفة أي منهم حل محل هاينريكي لأنه توجد بعض المصادر التي ترجح سقوط شتودنت في أسر البريطانيين وعدم وصوله لبرلين.[49] وبغض النظر عن من هو القائد فقد همشت الحالة المتدهورة التي يعاني منها الألمان في أخر أيام الحرب مسألة قيادة مجموعة جيوش فيستولا أو تلقيها الأوامر أو إصدارها للتقارير.
وفي مساء يوم 29 أبريل أتصل كريبس باللواء ألفريد يودل (القائد الأعلى للقوات المسلحة) بواسطة اللاسلكي:
طلب تقرير عاجل/ أولاً عن مكان الجيش الثاني عشر بقيادة فالتر فنك، ثانياً الوقت المحدد للهجوم، ثالثاُ موقع الجيش التاسع ، رابعاً تحديد المكان الذي سيعبر منه الجيش التاسع بالضبط ، خامساً مكان فيلق الدبابات الحادي والأربعون بقيادة اللواء رودولف هولسته وفي الصباح الباكر ليوم 30 أبريل رد عليه يودل:
أولاً تعثر فنك جنوب بحيرة شفايلوف (بالألمانية: Schwielowsee) ثانياُ، ولذلك الجيش الثاني عشر غير قادر على مواصلة الهجوم على برلين، ثالثاً، تم محاصرة جزء من الجيش التاسع، رابعاً فيلق دبابات هولسته في موقع دفاعي.
الشمال
بدأت الجبهة البيلاروسية الثانية بقيادة روكوسوفسكي هجومها على شمال برلين بينما كانت الجبهة البيلاروسية الأولى والجبهة الأوكرانية الأولى تحاصر برلين وتحارب داخلها وفي يوم 20 أبريل في مكان بين شتاتين وشفيدت، هاجمت الجبهة البيلاروسية الثانية الجانب الشمالي لمجموعة جيوش فسيتولا التابعة لجيش الدبابات الثالث.
وبحلول يوم 22 أبريل، قامت الجبهة البيلاروسية الثانية بانشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر بعمق أكثر من 15 كيلومتر واشتبكت بضراوة مع جيش الدبابات الثالث..
وفي يوم 25 أبريل اخترقت الجبهة البيلاروسية الثانية خطوط جيش الدبابات الثالث بالقرب من رأس الجسر جنوب شتاتين وعبرت مستنقع راندوفبروخ وفُتح الطريق أمام الجبهة للتحرك غرباً ناحية مجموعة الجيوش الحادية والعشرون البريطانية بقيادة مونتغومري وإلى الشمال ناحية ميناء شترالسوند على بحر البلطيق.
وتراجع جيش الدبابات الثالث والجيش الحادي والعشرون المتمركزان شمال برلين غرباً تحت الضغط المتواصل من الجبهة البيلاروسية الثانية، ودفعوا للتراجع تدريجياً إلى جيب عرضه 32 كيلومتر يمتد من نهر الألبه إلى الساحل وكان على غرب الجيوش المُحاصرة مجموعة الجيوش البريطانية الحادية والعشرون، وعلى شرقهم الجبهة البيلاروسية الثانية ومن جهة الجنوب الجيش التاسع الأمريكي الذي تحرك شرقاً حتى وصل إلى لودفيغسلوست وشفيرين..
الجنوب
أدت النجاحات التي حققتها الجبهة الأوكرانية الأولى خلال الأيام التسع الأولى للمعركة إلى احتلالهم مساحات واسعة جنوب وجنوب غرب برلين بحلول يوم 25 أبريل وتقابلت مقدمتهم مع عناصر الجبهة البيلاروسية الأولى غرب برلين، مكملين الحلقة التي تحاصر المدينة وفي هذه الأثناء قامت فرقة الحرس الثامنة والخمسون التابعة لجيش الحرس الخامس التابع للجبهة الأوكرانية الأولى بالاتصال بفرقة المشاة التاسعة والستون الأمريكية التابعة للجيش الأول الأمريكي قرب تورغاو على نهر الألبه..
وقسمت هذه المناورات بين القوات الألمانية جنوب برلين إلى ثلاثة اقسام فحُوصر الجيش التاسع الألماني في جيب الهالبه وكان الجيش الثاني عشر الألماني بقيادة فنك يحاول تنفيذ أوامر هتلر التي اصدرها يوم 22 أبريل بالعودة إلى برلين من الجنوب الغربي ولكنه قابل مقاومة عنيفة من وحدات الجبهة الأوكرانية الأولى في بوتسدام وأُجبرت مجموعة الجيوش المركزية بقيادة شورنر على الانسحاب من المعركة، على طول خطوط اتصالها ناحية تشيكوسلوفاكيا.
وبين يومي 24 أبريل و1 مايو دخل الجيش التاسع الألماني معركة يائسة للخروج من جيب الهالبه للحاق بالجيش الثاني عشر الألماني فقد افترض هتلر أنه لو نجح الجيش التاسع في الخروج من الجيب والاتحاد مع الجيش الثاني عشر فإن الجيشين يمكنهم فك الحصار عن برلين ولكن لا يوجد ما يدل على موافقة جنرالات الجيش الكبار مثل هاينريكي، تيودور بوسه أو فنك على افتراض هتلر. ولكن موافقة هتلر على تحرك الجيش التاسع اعطى فرصة لعدد كبير من الجنود الألمان للهرب للغرب والاستسلام لجيش الولايات المتحدة.
وفي فجر يوم 28 أبريل قامت فرق الشباب كلاوسفيتز وشارنهورست وتيودور كورنر بالهجوم من الجنوب الغربي ناحية برلين وكانت هذه الفرق أجزاء من الفيلق العشرين بقيادة فنك ومكونة من ضباط مراكز التدريب مما يجعلها واحدة من أفضل وحدات الإحتياط وقامت هذه الفرق بتغطية مسافة طولها 24 كيلومتر قبل أن تتوقف مسيرتهم على حافة بحيرة شفايلوف، جنوب غرب بوتسدام على بعد 32 كيلومتر من برلين.
وفي الليل أبلغ اللواء فينك القيادة العليا للجيوش الألمانية في فويرستينبورغ أن جيشه الثاني عشر أُجبر على التراجع وطبقاً لكلام فنك فأنه لايمكنه الهجوم على برلين في هذه الحالة لأن الجيش التاسع تم محاصرته ولايمكنه الاتحاد به ولكن في هذه الاثناء كانت الاحداث تأخذ منحي أخر في الهالبه حيث نجح حوالي 25.000 جندي ألماني يصاحبهم آلالاف المدنيين في الهرب والوصول إلى خطوط الجيش الثاني عشر. وكانت الخسائر الناتجة عن معركة الهالبه كبيرة على الجانبين، فقتل حوالي 20.000 جندي سوفيتي أثناء محاولتهم منع الألمان من الهروب. وقد تم دفن الجنود السوفيت في مقبرة على طريق مارك - زوسن.
وبعد فشل الجيش الثاني عشر في الوصول لبرلين، اعطوا الناجين من الجيش التاسع وسائل نقلهم الزائدة ثم اتجهوا ناحية الألبه حيث يوجد الجيش الأمريكي[85]. وبحلول 6 مايو، عبرت العديد من وحدات وأفراد الجيش الألماني نهر الألبه واستسلموا للجيش التاسع الأمريكي وفي نفس الوقت كانت رؤوس كباري ومقرات الجيش الثاني عشر في حديقة شونهاوزين تحت قصف المدفعية السوفيتية المكثف وتم دفعهم للانضغاط في مساحة 16 كم2.
الاستسلام
في ليلة 2/3 مايو استسلم اللواء هاسو فون مانتيفيل قائد جيش الدبابات الثالث ومعه اللواء كيرت فون تيبيلسكيرخ قائد الجيش الثاني عشر للجيش الأمريكي واستسلم الجيش الثاني تحت قيادة ساوكين الذي حارب شمال شرق برلين في دلتا الفيستولا إلى السوفيت يوم 9 مايو وفي صباح يوم 7 مايو وبدأ رأس الجسر الذي انشأه الجيش الثاني عشر على نهر الألبه بالانهيار وعبر فنك النهر في عصر هذا اليوم واستسلم للجيش التاسع الأمريكي.
الخسائر
خسرت القوات السوفيتية في عملية الهجوم على برلين وما صاحبها من معارك مثل معركة مرتفعات الزيلو ومعركة الهالبه حوالي 81116 طبقاً لبحث لغريغوري كريفوشيف الذي اعتمد فيه على معلومات سرية مفرج عنها من الأرشيف السوفيتي بينما كانت التقديرات الغربية أعلى من ذلك بكثير وأبلغ عن 280.251 جندي مريض أو مجروح خلال العملية وتتضمن كل هذه الأرقام الجنود البولنديين الذين قُتل أوفُقد منهم 2.825 و جُرح6.067.
وكلفت العملية السوفيت حوالي 2.000 عربة مدرعة على الرغم من ذلك فأن الرقم النهائي غير معروف وقدرت المصادر السوفيتية خسائر الألمان بـ 458.080 قتيل و 479.298 أسير ولا يُعرف حتى الآن عدد المدنيين القتلى.
....................
تم بحمــــد الله
....................................
كانت معركة برلين واحدة من المعارك الأخيرة على الجبهة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية وفيما كان يطلق عليه السوفيت " عملية الهجوم الإستراتيجي على برلين" قامت جبهتان سوفيتيان بمهاجمة برلين من الشرق والجنوب بينما قامت جبهة ثالثة باجتياح شمال برلين.
ودارت رحى المعركة من أواخر أبريل1945 حتى أوائل مايو وكانت واحدة من أكثر المعارك دموية في التاريخ وقام أدولف هتلر ومعه الكثير من أتباعه بالانتحار قبل نهاية المعركة واستسلمت القوات الألمانية تحت وطئ الحصار في 2 مايو ولكن القتال استمر في الشمال الغربي، الغرب والجنوب الغربي من المدينة حتى نهاية الحرب في أوروبا في 8 مايو (9 مايو في الاتحاد السوفيتي).
وقد فضلت الوحدات الألمانية المتمركزة غرباً قتال السوفيت حتى يستسلموا للحلفاء الغربيين الذين لم يخوضوا المعركة أملاً في معاملة أفضل.
في 12 يناير1945، بدأ الجيش الأحمرهجوم الفيستولا - الأودر من وارسو عبر نهر ناريف وهي عملية استمرت ثلاثة أيام على جبهة عريضة تضمنت أربع مجموعات جيوش وفي اليوم الرابع بدأ الجيش الأحمر التحرك غرباً بسرعة 30 إلى 40 كيلومتر في اليوم تقريباً قاطعاً دول البلطيق غدانسك شرق بروسيا و بوزنان راسماً خطاً يبعد 60 كيلومتر شرق برلين ومحازياً لنهر أودر...
حاولت مجموعة جيوشفيستولا المتكونة حديثاً تحت قيادة رئيس وحدات النخبة النازيةهاينريش هيملر القيام بهجوم مضاد ولكنها فشلت بحلول يوم 24 فبراير فتقدم الجيش الأحمر إلى بوميرانيا مؤمناً الضفة اليمنى لنهر الأودر وواصلاً إلى سيليزيا.
وفي الجنوب حمى وطيس معركة بودابست وفشلت ثلاثة محاولات ألمانية لفك الحصارعن العاصمة المجرية وسقطت في يد السوفيت في 13 فبراير.
وقام الألمان بهجوم مضاد مرة أخرى وأصر أدولف هتلر على استعادة نهر الدانوب الذي كانت استعادته مستحيلة وفي 16 مارس فشل الهجوم الألماني على بحيرة بلاتون واستعاد السوفيت بهجومهم المضاد الذي استمر 24 ساعة كل ما اكتسبه الألمان في 10 أيام وفي 30 مارس دخل السوفيت النمسا واستولوا على فيينا في 13 أبريل.
وكان من الواضح حينها أن هزيمة الرايخ الثالث باقي عليها أسابيع قليلة. وفقد الجيش الألماني (الفيرماخت) ما بين يونيووسبتمبر1944 أكثر من مليون رجل وشح الوقودوالذخيرة ولكن هتلر قرر البقاء في المدينة على الرغم من نصائح مستشاريه وفي 12 أبريل سمع هتلر بخبر وفاة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت. وقد أعطى هذا أملاً زائفاً بحدوث انشقاق بين الحلفاء يمكن برلين من النجاة في أخر لحظة كما حدث من قبل خلال ما يُطلق عليه "معجزة البراندينبرغ"...
ولم يقدم الحلفاء الغربيون على أي تحرك لمساعدة السوفيت لدخول برلين وكان لديهم العديد من التبريرات الجنرال الأمريكي أيزينهاور اعتبر أن برلين ستكون في نطاق النفوذ السوفيتي بعد الحرب لذلك لا داعي للتضحية بأرواح الجنود الأمريكيين كما أنه خاف من "النيران الصديقة" التي يمكن أن تصيب جنوده عند دخولهم المدينة وكانت المشاركة الغربية الوحيدة الواضحة لهزيمة عاصمة النازية هي القصف الجوي الاستراتيجي خلال عام 1945 الذي قامت به القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية الملكية البريطانية وانتهت هذه الغارات ليلة 21/20 أبريل قبل دخول السوفيت للمدينة...
التحضير للحرب
كان للهجوم السوفيتي على وسط ألمانيا الذي أصبح فيما بعد ألمانيا الشرقية هدفين وهما ، كان ستالين يريد أن يقابل جيوش الحلفاء الغربيين في أبعد نقطة في الغرب للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من ألمانيا لذلك حارب على جبهة واسعة تضمنت أربع مجموعات جيوش والهدف الثاني والأهم بالنسبة له كان السيطرة على برلين، ولذلك كان الهدفان متكاملين لأن السيطرة على أكبر مساحة من الأرض تتطلب سقوط برلين في يده.
كما أن برلين تحوي الكثير من الأسرار والوثائق منها وثائق البرنامج النووي الألماني لتصنيع القنبلة الذرية وفي 6 مارس عين هتلرالفريق هيلموت ريمان كقائد لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق برونو ريتر فون هاوينسشيلد
وفي 20 مارس عُين اللواء غوتهارد هاينريكي قائداً لمجموعة جيوش فيستولا بدلاً من قائد وحدات النخبة النازيةهاينريش هيملر.
وكان هاينريكي واحداً من أفضل المخططين الدفاعيين في الجيش الألماني. وبدأ فوراً في إعداد الخطط الدفاعية. وكان افتراضه صحيحاً بأن الهجوم السوفيتي الرئيسي سيكون على نهر الأودر وعلى طول طريق الأوتوبان الرابط بين شرق وغرب ألمانيا..
وقرر هاينريكي عدم الدفاع عن ضفاف نهر الأودر وأكتفي بترك قوة مناوشة صغيرة وبدلاً من الدفاع عن النهر، أمر المهندسين بتقوية مرتفعات الزيلو المشرفة على النهر في موقع يعبره طريق الأوتوبان وكان هذا الموقع على بعد حوالي 17 كيلومتر غرب الأودر و90 كيلومتر شرق برلين.
وقلل هاينريكي من قواته في الأماكن الأخرى لتركيز الجنود على المرتفعات وحول المهندسون الألمان نهر الأودر الذي كان حينها مليئاً بماء الربيع الذائب من جليد الشتاء إلى مستنقع بتوجيه الماء إلى خزان مائي وخلف النهر بنى المهندسون ثلاثة أحزمة من التحصينات الدفاعية ووصل طول هذه التحصينات إلى أطراف برلين (وكانت خطوط التحصينات القريبة من برلين تسمى موقع فوتن) وتكونت هذه الخطوط من خنادق مضادة للدبابات، مدافع مضادة للدبابات، وشبكة كثيفة من الخنادقوالأقبية المحصنة.
وفي 9 أبريل وبعد مقاومة طويلة سقطت كونغسبيرغ - الواقعة في شرق بروسيا - أخيراً في يد الجيش الأحمر وأعطى ذلك فرصة للمشيرروكوسوفسكي قائد الجبهة البيلاروسية الثانية للتحرك غرباً ناحية نهر الأودر وركز المشيرغيورغي جوكوف جبهته البيلاروسية الأولى - التي كُلفت بالقتال على طول نهر الأودر من فرانكفورت في الجنوب إلى البحر البلطيقي - في مساحة أمام مرتفعات الزيلو وبينما كانت إعادة تجميع القوات السوفيتية تجري ، تكونت ثغور بين الخطوط وتمكنت بقايا الجيش الثاني الألماني بقيادة اللواء دايتريش فون ساوكين التي تجمعت في منطقة قرب غدانسك، من الهرب إلى دلتا الفيستولا وفي الجنوب حول المشيركونيف معظم قوات الجبهة البيلاروسية الأولي من سيليزيا العليا إلى نهر نايسه إلى الشمال الغربي.
وكان مجموع قوات الجبهات الثلاث السوفيتية 2.5 مليون رجل (منهم 78556 جندي من الجيش البولندي الأول) و6250 دبابة، 7500 طائرة 41600 قطعة مدفعية ومدافع مورتر و3,255 عربة تحمل منصات اطلاق صواريخ كاتيوشا و 95,383 عربة.
معركة النايسه - الأودر
كانت البقعة التي شهدت المعركة الرئيسية هي مرتفعات الزيلو، الخط الدفاعي الرئيسي الأخير خارج برلين وكانت هذه المعركة التي استغرقت أربعة أيام من 16 أبريل إلى 19 أبريل هي أخر معركة أرضية في الحرب العالمية الثانية واشترك في هذه المعركة من الجانب السوفيتي مليون رجل تقريباً وأكثر من 20,00 دبابة وقطعة مدفعية لاختراق الخط الدفاعي الألماني الذي كان يحرسه حوالي 100,000 جندي و 1,200 دبابة ورشاش وكسب السوفيت المعركة بقيادة جوكوف وخسروا حوالي 30,000 رجل بينما خسر الألمان 12,000 رجل...
وفي 19 أبريل اليوم الرابع للمعركة اخترقت الجبهة البيلاروسية الأولى أخر خط في دفاعات مرتفعات الزيلو ولم يكن هناك ما يحول بينهم وبين برلين إلا شراذم متفرقة من القوات الألمانية وكانت الجبهة البيلاروسية الأولي تتجول في البلاد بعد أن استولت على فورشت في اليوم السابق.
وقام جيش الحرس الثالث بقيادة غوردوف و جيشا الدبابات الثالث والرابع بقيادة كلا من ريبالكو و ليليشينكو على التوالي بالهجوم شمال شرق ناحية برلين بينما توجهت الجيوش الباقية غرباً إلى قطاع يوجد فيه خط جبهة للجيش الأمريكي على نهر إلبه...
وكانت الجيوش السوفيتية بهذا التحرك تفصل بين مجموعة جيوش فيستولا في الشمال وبين مجموعة الجيوش المركزية الألمانية في الجنوب وفي نهاية هذا اليوم انتهى وجود الجبهة الألمانية الشرقية الممتدة من شمال فرانكفورت حول مرتفعات الزيلو إلى الجنوب حول فورشت ومكنت هذه الاختراقات الجبهات السوفيتية من محاصرة الجيش التاسع الألماني في منطقة واسعة غرب فرانكفورت وأدت محاولات الجيش التاسع الألماني للهرب للغرب إلى معركة الهالبه وكانت خسائر السوفيت فادحة بين 1 أبريل و 19 أبريل أكثر من 2807 دبابة منها حوالي 727 في معركة الزيلو.
.....................
حصار برلين
هتلر يقابل شباب هتلر قبل المعركة
وفي يوم عيد ميلاد هتلر ، 20 أبريل بدأت مدفعية الجبهة البيلاروسية الأولى في قصف وسط برلين ولم تتوقف حتى استسلمت المدينة (وكان وزن متفجرات المدفعية السوفيتية أثقل من الحمولة التي قذفتها قاذفات الحلفاء الغربيين) واخترقت الجبهة البيلاروسية الأولى التشكيلات الأخيرة للجناح الشمالي لمجموعة الجيوش المركزية أثناء تقدمها ناحية شرق وشمال شرق المدينة وعبروا شمال يوتربوغ حتى وصلوا قرب الخطوط الأمريكية الأمامية على نهر إلبه في ماغديبورغ.
وفي الشمال بين شتاتين وشفيدت هاجمت الجبهة البيلاروسية الثانية الجانب الشمالي لمجموعة جيوش فيستولا التابعة لجيش الدبابات الثالث بقيادة هاسو فون مانتيفيل وخلال اليوم التالي تقدم جيش دبابات الحرس السوفيتي الثاني بقيادة بوغدانوف حوالي 50 كيلومترشمال برلين ثم هاجم جنوب غرب فيرنيشين ووصلت وحدات سوفيتية أخرى على حدود المدينة وكانت خطة السوفيت هي حصار برلين تمهيداً لحصار الجيش التاسع الألماني.
وانتقلت قيادة الفيلق الخامس تلقائياً من جيش الدبابات الرابع إلى الجيش التاسع عندما وقع في الحصار مع الجيش التاسع شمال فورشت. وكان الفيلق لا يزال يرابط على الطريق السريع الرابط ما بين برلين و كوتبس. وعندما حقق الجانب الجنوبي لجيش الدبابات الرابع بعض النجاحات في صد هجمات الجبهة البيلاروسية الأولى، قام هتلر بإصدار أوامر أظهرت فقدانه لمهارته العسكرية، فقد أمر الجيش التاسع بالتمركز في كوتبس وتكوين جبهة غربية ثم عليهم مهاجمة القوات السوفيتية المتجهة شمالاً وكانت هذه الجبهة طرف الكماشة الشمالي الذي سيطبق مع جيش الدبابات الرابع القادم من الجنوب على الجبهة الأوكرانية الأولى.
وكان عليهم انتظار هجوم جنوبي من جيش الدبابات الثالث ثم الاستعداد للتحول لطرف كماشة جنوبي لتطويق الجبهة البيلاروسية الأولي التي سيتم تدميرها بواسطة مفرزة (أكبر من فيلق وأصغر من جيش) تتقدم من شمال برلين بقيادة لواء وحدات النخبة النازية فيليكس شتاينروعندما أوضح شتاينر أنه لا يملك فرق الجيش الكافية للهجوم قام هيانريكي بالاتصال بقادة أركان هتلر وقال لهم إنهم إذا لم يسحبوا الجيش التاسع في أسرع وقت فأنه سيُحاصر بين الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية وأنه قد فات أوان تحركه إلى الشمال الغربي إلى برلين ويجب عليه التحرك غرباً وذهب هاينريكي إلى حد التهديد بأنه سيطلب من هتلر التنحي إذا لم يأمر بتحرك الجيش التاسع غربا....
وفي 22 أبريل كان هتلر في حالة يرثى لها من الغضب الممزوج بالدموع ففي اجتماع تقييم الحالة عندما أدرك أن خطط اليوم السابق لم يكتب لها النجاح وأعلن أنه خسر الحرب ولام اللواءات وقرر البقاء في برلين حتى النهاية ثم الانتحار وفي محاولة لإخراج هتلر من غضبه إقترح اللواء ألفريد يودل سحب الجيش الثاني عشر الألماني الذي يقوده اللواء فالتر فانك من الغرب للتوجه إلى برلين مادام الأمريكيين لن يكونوا ليتقدموا أكثر من موقعهم على نهر الألبه ...
وتعلق هتلر بالفكرة وفي خلال ساعات أُمر"فانك" بفك الاشتباك مع الأمريكيين والتحرك بجيشه إلى الشمال الشرقي إلى برلين وتم حينها إدراك أنه إذا تحرك الجيش التاسع غرباً فأنه سيلتحم مع الجيش الثاني عشر وفي المساء أعطى هاينريكي الأمر بالإلتحام.
وبعيداً عن غرفة الخرائط وتخيلات قادة الأركان في مقر الفوهرر، كان السوفيت يكسبون المعركة فعلياً على الأرض فقد قامت الجبهة البيلاروسية الثانية بانشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر وعبرت مسافة 15 كيلومتراً وكانت مشتبكة بضراوة مع جيش الدبابات الثالث وخسر الجيش التاسع كوتبس وكان مضغوطاً عليه من الشرق وتقدمت دبابات سوفيتية كرأس حربة على نهر الهافل إلى شرق برلين واخترقت دبابات أخرى الحلقة الدفاعية الداخلية لبرلين.
صواريخ الكاتيوشا تقصف برلين
وقام أحد المراسلون الحربيون السوفيت بالتعليق على المعركة بأسلوب الصحافة الروسية الحماسي المعروف أتناء الحرب العالمية الثانية عندما أصبحت برلين في مدى قذائف المدفعية السوفيتية:
"رأينا على جدران البيوت نداءات غوبلز التي كُتبت بعُجالة بطلاء أبيض سيدافع كل ألماني عن عاصمته وسندحر الجحافل الحمراء على أسوار مدينتنا فقط حاولوا أن توقفوهم! ورصت الحواجز الألغام، الشراك، الفرق الانتحارية بقنابلهم اليدوية ممسوكة بأيديهم في انتظار الهجوم وبدأت السماء تمطر قليلاً ورأيت بطاريات الصواريخ قرب بيسدورف تستعد لإطلاق النار "ماهي هي الأهداف؟" سألت قائد البطاريات أجابني وسط برلين كباري شبري وشمال برلين ومحطة قطارات شتاتين ثم جاءت الأوامر من القيادة إقصفوا عاصمة ألمانيا الفاشية ونظرت في الساعة فكانت 8:30 صباحاً يوم 22 أبريل وسقطت ستة وتسعون قذيفة مدفع على وسط برلين خلال بضع دقائق"
وفي 23 أبريل ضيقت الجبهتان البيلاروسية والأوكرانية الخناق على برلين، وقطعت أخر ارتباط بين الجيش التاسع والعاصمة واستمرت عناصر من الجبهة البيلاروسية الأولى في التحرك غرباً وبدأت في الاشتباك مع الجيش الألماني الثاني عشر الذي كان متجهاً إلى برلين.
وفي نفس اليوم عين هتلر اللواء هيلموت فايدلنغ كقائد لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق ريمان وبحلول 24 أبريل أكملت عناصر من الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية الحصار على المدينة وفي اليوم التالي 25 أبريل دُعمت منشآت الحصار بوحدات سوفيتية كبيرة تقوم بالبحث عن مداخل قطارات الانفاق واختراقها وفي نهاية اليوم انهارت الدفاعات الألمانية الرئيسية ولم يكن هناك شئ يحول دون دخول السوفيت للمدينة إلا دفاعات يمكنها فقط تأخير الدخول لأن السوفيت كسبوا المعارك الحاسمة خارج المدينة...
المعركة في برلين
جنود سوفيت يقتحمون محطة مترو أنفاق في برلين تُستخدم كملجاً عام أوقات الغارات الجوية حاملون المسدسات الرشاشة السوفيتية الشهيرة شباغينا
كانت القوات المتاحة لفايدلينغ للدفاع عن المدينة مكونة من العديد من فرق الجيش الألماني وفرق وحدات النخبة النازية المقاتلة (فافين) (بالألمانية Waffen-SS) وكان تعداد جميع القوات حوالي 45.000 رجل وكانت هذه الفرق مدعمة بقوات الشرطة والصبيان الصغار في منظمة شباب هتلر وجيش الشعب Volkssturm فولكس شتورم...
وكان العديد من الرجال الكبار في الفولكس شتورم مقاتلين سابقين في الجيش وبعضهم كان من قدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وكان لدى قائد حي وسط المدينة عميد وحدات النخبة النازية فيلهلم مونكه، أكثر من 2.000 رجل تحت قيادته وقسم فايدلينغ المدينة إلى ثمانية أقسام كل قسم يقوده عقيد أو لواء ولكن لم يمتلك معظمهم خبرة قتالية سابقة.
وفي غرب المدينة كانت ترابط فرقة المشاة العشرون وفي الشمال فرقة المظلات التاسعة وفي الشمال الشرقي فرقة دبابات مونخيبورغ وفي الجنوب الغربي شرق مطار تيمبلهوف فرقة المشاة الميكانيكية الحادية عشر التابعة لوحدات النخبة النازية المسماه نوردلاند Nordland أي أراضي الشمال وكانت فرقة المشاه الميكانيكية الثامنة عشر التابعة للاحتياط ترابط في حي وسط برلين...
وكان مصير برلين قد حُسم منذ أن ربح السوفيت المعارك الحاسمة خارج المدينة وعلى الرغم من ذلك فقد استمر الألمان في المقاومة وفي 23 أبريل هاجم جيش الصاعقة الخامس بقيادة نيقولاي بيرزارين و جيش دبابات الحرس الأول بقيادة ميخائيل كاتوكوف برلين من الجنوب الشرقي وبعد أن صد هجوم مضاد بواسطة فيلق الدبابات الألماني السادس والخمسين ووصلا في مساء يوم 24 أبريل إلى حلقة السكك الحديدية لقطارات الأنفاق في الجانب الشمالي من قناة التيلتوف.
وفي نفس الوقت أمر هتلر كل القوات الألمانية بإعادة تقوية الدفاعات الداخلية ولكن لم يصل إلى برلين سوى وحدات من المتطوعين في وحدات النخبة النازية الفرنسية تحت قيادة العميدغوستاف كروكينبورغ وفي يوم 25 أبريل عُين كروكينبورغ كقائد للقطاع الدفاعي ج وكان قطاع ج هو أكثر قطاع يعاني من الضغط السوفيتي لدخول المدينة...
وفي 26 أبريل عُين لواء المدفعية هيلموت فايدلينغ كقائد لمنطقة برلين الدفاعية وشق جيش الحرس الثامن بقيادة فاسيلي تشيكوف وجيش دبابات الحرس الأول طريقهما عبر الضواحي الجنوبية وهاجما مطار تيمبلهوف، ووصلا إلى حلقة قطارات الأنفاق الدفاعية، حيث واجها مقاومة شرسة من فرقة مينخيبورغ.
ولكن بحلول يوم 27 أبريل واجهت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند الضعيفتان اللتان تدافعان عن الجنوب الشرقي خمسة جيوش سوفيتية كالتالي......
من الشرق إلى الغرب:
جيش الصاعقة الخامس، جيش الحرس الثامن، جيش دبابات الحرس الأول، وجيش دبابات الحرس الثالث بقيادة بافيل ريبالكو (جزء من الجبهة الأوكرانية الأولى).
ولذلك تراجعت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند إلى وسط المدينة حيث إتخذا مواقع دفاعية جديدة حول هيرمانبلاتز وأبلغ كروكينبورغ في الحال اللواء هانز كريبس قائد قيادة أركان القيادة العليا للجيوش الألمانية أنه في خلال 24 ساعة سيتوجب على فرقة النوردلاند التراجع إلى قطاع وسط المدينة.
وكانت القوات السوفيتية تتقدم إلى وسط المدينة على المحاور الرئيسية التالية: من الجنوب الشرقي على طول الفرانكفورتر أليه (وينتهي عند ألكسندربلاتز)
من الجنوب عبر سونين أليه وينتهي شمال بيل أليانس بلاتز، من الجنوب وينتهي عند بوتسدامر بلاتز ومن الشمال وينتهي قرب الرايخستاغ وكانت الأماكن التي شهدت أعنف المعارك هي الرايخستاغ، جسر ملتكه، ألكسندربلاتز و جسور هافل في شبانداو، وكان القتال من بيت إلى بيت وفي الشوارع وقاتلت الوحدات الأجنبية التابعة لوحدات النخبة النازية بشراسة لأنها كانت ذات عقيدة ومبدأ كما أعتقدوا أنهم سيقتلون لو وقعوا في الأسر.
السيطرة على الرايخستاغ
برج مدفعية مضاد للطائرات في حديقة حيوان برلين ويظهر في الصورة دبابتان سوفيتان مدمرتان من نوع جوزيف ستالين
وفي الساعات الأولى من صباح 29 أبريل عبر جيش الصاعقة السوفيتي الثالث جسر ملتكه وبدأ بالتجول في الشوارع والمباني المحيطة وكان لغياب المدفعية أثراً كبيراً على سرعة تقدم الهجمات الأولى على المباني التي تضمنت مبنى وزارة الداخلية ولم تتدخل المدفعية حتى تم اصلاح الجسر المدمر...
وفي الساعة الرابعة صباحاً بمقر الفوهرر كتب هتلر وصيته الأخيرة ثم تزوج من إيفا براون وبحلول الفجر كثف السوفيت هجماتهم من الجنوب الشرقي وبعد قتال عنيف تمكنوا من احتلال مقر الغيستابو في شارع برينزألبريخت Prinz-Albrecht و يُعرف هذا الشارع حالياً باسم نايدركيرشنير Niederkirchner ولكن السوفيت أُجبروا على التراجع من المبنى تحت ضغط الهجوم المضاد الذي قامت به وحدات النخبة النازية المقاتلة فافين وفي الجنوب الغربي بدأ جيش الحرس الثامن هجومه ناحية الشمال عبر قناة لاندفير إلى تايرغارتين.
وبحلول اليوم التالي 30 أبريل تمكن السوفيت من اعادة بناء الجسور المحطمة وبمساندة المدفعية هاجموا الرايخستاغ في الساعة السادسة صباحاً ولم يتمكن السوفيت من دخول المبنى حتى المساء بسبب الخنادق الألمانية حول المبنى ومساندة مدافع عيار 88 ملم الموجودة على أبراج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة حيوان برلين التي تبعد كيلومترين عن الرايخستاغ.
ولم يكن مبنى الرايخستاغ مستخدماً منذ عام 1934 عندما أمر هتلر بحرقه وكان المبنى من الداخل بشبه كومة ركام واستغل الألمان هذا أحسن استغلال واعتمدوا اعتماداً كبيراً على الانتظار في الخنادق والحفر وبين الركام وطارد السوفيت الألمان داخل المبنى من غرفة إلى غرفة واستغرقت هذه المطاردات يومين حتى سيطر السوفيت تماماً على الرايخستاغ.
السيطرة على وسط المدينة
خلال الساعات الأولى من صباح يوم 30 أبريل أبلغ فايدلينغ هتلر شخصياً أن المدافعين عن المدينة ستنفذ ذخيرتهم بحلول الليل فاعطاه هتلر الأذن بمحاولة الهروب عبر خطوط الجيش الأحمر التي تحاصر برلين...
وفي عصر هذا اليوم انتحر هتلر وإيفا وأُحرقت جثتيهما في مكان ليس ببعيد عن مقر الفوهرر وكان هتلر قد أوصى في وصيته الأخيرة برئاسة البلاد للواء بحري كارل دونتز في حكومة فلنسبورغ وبالمستشارية لغوبلز.
وعندما عبر السوفيت الخطوط الدفاعية وتراجع المدافعون تركزوا في منطقة صغيرة في وسط المدينة وكانوا حوالي 10.000 جندي ألماني وتمت مهاجمتهم من جميع الجهات وعلى جانب أخر دكت المدفعية السوفيتية مبنى وزارة الطيران المبني من الخرسانة المسلحة وتراجعت كتيبة دبابات التايغر الألمانية من مواقعها شرق تايرغارتين للدفاع عن وسط المدينة ضد جيش الحرس الثالث بقيادة كوتزنيتسوف (الذي على الرغم من اشتراكه في القتال بضراوة حول الرايخستاغ إلا أنه كان يتقدم من شمال تايرغارتين) وضد جيش الحرس الثامن الذي يتقدم من جنوب تايرغارتين...
وقامت هذه القوات السوفيتية بقطع المنطقة التي تشبه الهلال التي يمسك بها الألمان إلى نصفين وجعلوا الهروب إلى الغرب أكثر صعوبة..
وفي الساعات الأولى من يوم 1 مايو ، جرت محادثة بين كريبس و اللواء تشيكوف قائد جيش الحرس الثامن السوفيتي واخبره بموت هتلر ورغبته في إجراء مفاوضات الاستسلام النهائي للمدينة ولكنهم لم يتوصلوا لاتفاق بسبب إصرار السوفيت على الاستسلام غير المشروط وادعاء كريبس بعدم امتلاكه صلاحية ذلك وفي عصر هذا اليوم انتحر غوبلز وعائلته (لأنه كان يرفض الاستسلام) وكان غوبلز هو العقبة الوحيدة أمام فايدلينغ لإعلان الاستسلام غير المشروط. ولكنه فضل الانتظار حتى صباح اليوم التالي لإعلان الاستسلام حتى ينفذ مخططه للهرب في الليل.....
السقوط والاستسلام
وفي ليلة 2/1 مايو حاول معظم الجنود الألمان عبور الخطوط السوفيتية للهرب من وسط المدينة في ثلاثة اتجاهات مختلفة ونجح فقط الجنود الذين اتجهوا غرباً عبر تايرغارتين وعبروا على جسر الشارلوتين (بالألمانية: Charlottenbrücke) (على نهر الهافل) للوصول إلى شبانداو.
وعلى الرغم من نجاحهم في الهرب والوصول إلى شبانداو إلا أن القلة التي عبرت أولاً هي التي نجحت في الوصول لخطوط الحلفاء الغربين بينما قتل أو أسر السوفيت معظم الهاربين وفي الصباح الباكر ليوم 2 مايو سيطر السوفيت على مقر المستشارية.
ولم يتكبد السوفيت العناء الذي تكبدوه للسيطرة على الرايخستاغ لأن معظم الجنود هربوا أو كانوا مشغولين بالهرب واستسلم اللواء فايدلينغ وقادة أركانه في الساعة السادسة صباحاً. واصطحبه السوفيت لرؤية اللواء تشوكوف في الساعة 8:30 صباحاً ووافق فايدلينغ على أمر الجنود الألمان بالاستسلام للسوفيت[70]. وقام فايدلينغ بكتابة هذا الأمر بناء على أوامر اللواءين تشوكوف وفاسيلي سوكولوفسكي.......
وغادرت الحامية القوية المكونة من 350 رجل برج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة برلين. وكان هناك قتال متفرق في بعض البنايات المعزولة حيث يوجد بعض جنود وحدات النخبة النازية الذين رفضوا الاستسلام فقام السوفيت بتحويل هذه البنايات إلى ركام وقام الجيش الأحمر بتوزيع الطعام على الألمان مدنيين وعسكريين في مطاعم تابعة للجيش الأحمر ولكن قام السوفيت بالمرور على البيوت وأخذ أي شخص في أي لباس رسمي مثل رجال الإطفاء وعمال السكك الحديدية وارسلوهم للشرق كسجناء حرب...
المعركة خارج برلين
في وقت ما في يوم 28 أبريل أو 29 أبريل تم إعفاء اللواء غوتهارد هاينريكي قائد مجموعة جيوش فيستولا من منصبه بسبب عصيانه لأوامر هتلر المباشرة له بالدفاع عن برلين بأي ثمن وعدم أمر جنوده نهائياً بالتراجع أو الاستسلام وتم استبداله باللواء كورت شتودنت ولكن عُين اللواء كورت فون تيبيلسكيرخ مؤقتاً حتى وصول اللواء شتودنت.
ولكن يوجد حتى الآن التباس في معرفة أي منهم حل محل هاينريكي لأنه توجد بعض المصادر التي ترجح سقوط شتودنت في أسر البريطانيين وعدم وصوله لبرلين.[49] وبغض النظر عن من هو القائد فقد همشت الحالة المتدهورة التي يعاني منها الألمان في أخر أيام الحرب مسألة قيادة مجموعة جيوش فيستولا أو تلقيها الأوامر أو إصدارها للتقارير.
وفي مساء يوم 29 أبريل أتصل كريبس باللواء ألفريد يودل (القائد الأعلى للقوات المسلحة) بواسطة اللاسلكي:
طلب تقرير عاجل/ أولاً عن مكان الجيش الثاني عشر بقيادة فالتر فنك، ثانياً الوقت المحدد للهجوم، ثالثاُ موقع الجيش التاسع ، رابعاً تحديد المكان الذي سيعبر منه الجيش التاسع بالضبط ، خامساً مكان فيلق الدبابات الحادي والأربعون بقيادة اللواء رودولف هولسته وفي الصباح الباكر ليوم 30 أبريل رد عليه يودل:
أولاً تعثر فنك جنوب بحيرة شفايلوف (بالألمانية: Schwielowsee) ثانياُ، ولذلك الجيش الثاني عشر غير قادر على مواصلة الهجوم على برلين، ثالثاً، تم محاصرة جزء من الجيش التاسع، رابعاً فيلق دبابات هولسته في موقع دفاعي.
الشمال
بدأت الجبهة البيلاروسية الثانية بقيادة روكوسوفسكي هجومها على شمال برلين بينما كانت الجبهة البيلاروسية الأولى والجبهة الأوكرانية الأولى تحاصر برلين وتحارب داخلها وفي يوم 20 أبريل في مكان بين شتاتين وشفيدت، هاجمت الجبهة البيلاروسية الثانية الجانب الشمالي لمجموعة جيوش فسيتولا التابعة لجيش الدبابات الثالث.
وبحلول يوم 22 أبريل، قامت الجبهة البيلاروسية الثانية بانشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر بعمق أكثر من 15 كيلومتر واشتبكت بضراوة مع جيش الدبابات الثالث..
وفي يوم 25 أبريل اخترقت الجبهة البيلاروسية الثانية خطوط جيش الدبابات الثالث بالقرب من رأس الجسر جنوب شتاتين وعبرت مستنقع راندوفبروخ وفُتح الطريق أمام الجبهة للتحرك غرباً ناحية مجموعة الجيوش الحادية والعشرون البريطانية بقيادة مونتغومري وإلى الشمال ناحية ميناء شترالسوند على بحر البلطيق.
وتراجع جيش الدبابات الثالث والجيش الحادي والعشرون المتمركزان شمال برلين غرباً تحت الضغط المتواصل من الجبهة البيلاروسية الثانية، ودفعوا للتراجع تدريجياً إلى جيب عرضه 32 كيلومتر يمتد من نهر الألبه إلى الساحل وكان على غرب الجيوش المُحاصرة مجموعة الجيوش البريطانية الحادية والعشرون، وعلى شرقهم الجبهة البيلاروسية الثانية ومن جهة الجنوب الجيش التاسع الأمريكي الذي تحرك شرقاً حتى وصل إلى لودفيغسلوست وشفيرين..
الجنوب
أدت النجاحات التي حققتها الجبهة الأوكرانية الأولى خلال الأيام التسع الأولى للمعركة إلى احتلالهم مساحات واسعة جنوب وجنوب غرب برلين بحلول يوم 25 أبريل وتقابلت مقدمتهم مع عناصر الجبهة البيلاروسية الأولى غرب برلين، مكملين الحلقة التي تحاصر المدينة وفي هذه الأثناء قامت فرقة الحرس الثامنة والخمسون التابعة لجيش الحرس الخامس التابع للجبهة الأوكرانية الأولى بالاتصال بفرقة المشاة التاسعة والستون الأمريكية التابعة للجيش الأول الأمريكي قرب تورغاو على نهر الألبه..
وقسمت هذه المناورات بين القوات الألمانية جنوب برلين إلى ثلاثة اقسام فحُوصر الجيش التاسع الألماني في جيب الهالبه وكان الجيش الثاني عشر الألماني بقيادة فنك يحاول تنفيذ أوامر هتلر التي اصدرها يوم 22 أبريل بالعودة إلى برلين من الجنوب الغربي ولكنه قابل مقاومة عنيفة من وحدات الجبهة الأوكرانية الأولى في بوتسدام وأُجبرت مجموعة الجيوش المركزية بقيادة شورنر على الانسحاب من المعركة، على طول خطوط اتصالها ناحية تشيكوسلوفاكيا.
وبين يومي 24 أبريل و1 مايو دخل الجيش التاسع الألماني معركة يائسة للخروج من جيب الهالبه للحاق بالجيش الثاني عشر الألماني فقد افترض هتلر أنه لو نجح الجيش التاسع في الخروج من الجيب والاتحاد مع الجيش الثاني عشر فإن الجيشين يمكنهم فك الحصار عن برلين ولكن لا يوجد ما يدل على موافقة جنرالات الجيش الكبار مثل هاينريكي، تيودور بوسه أو فنك على افتراض هتلر. ولكن موافقة هتلر على تحرك الجيش التاسع اعطى فرصة لعدد كبير من الجنود الألمان للهرب للغرب والاستسلام لجيش الولايات المتحدة.
وفي فجر يوم 28 أبريل قامت فرق الشباب كلاوسفيتز وشارنهورست وتيودور كورنر بالهجوم من الجنوب الغربي ناحية برلين وكانت هذه الفرق أجزاء من الفيلق العشرين بقيادة فنك ومكونة من ضباط مراكز التدريب مما يجعلها واحدة من أفضل وحدات الإحتياط وقامت هذه الفرق بتغطية مسافة طولها 24 كيلومتر قبل أن تتوقف مسيرتهم على حافة بحيرة شفايلوف، جنوب غرب بوتسدام على بعد 32 كيلومتر من برلين.
وفي الليل أبلغ اللواء فينك القيادة العليا للجيوش الألمانية في فويرستينبورغ أن جيشه الثاني عشر أُجبر على التراجع وطبقاً لكلام فنك فأنه لايمكنه الهجوم على برلين في هذه الحالة لأن الجيش التاسع تم محاصرته ولايمكنه الاتحاد به ولكن في هذه الاثناء كانت الاحداث تأخذ منحي أخر في الهالبه حيث نجح حوالي 25.000 جندي ألماني يصاحبهم آلالاف المدنيين في الهرب والوصول إلى خطوط الجيش الثاني عشر. وكانت الخسائر الناتجة عن معركة الهالبه كبيرة على الجانبين، فقتل حوالي 20.000 جندي سوفيتي أثناء محاولتهم منع الألمان من الهروب. وقد تم دفن الجنود السوفيت في مقبرة على طريق مارك - زوسن.
وبعد فشل الجيش الثاني عشر في الوصول لبرلين، اعطوا الناجين من الجيش التاسع وسائل نقلهم الزائدة ثم اتجهوا ناحية الألبه حيث يوجد الجيش الأمريكي[85]. وبحلول 6 مايو، عبرت العديد من وحدات وأفراد الجيش الألماني نهر الألبه واستسلموا للجيش التاسع الأمريكي وفي نفس الوقت كانت رؤوس كباري ومقرات الجيش الثاني عشر في حديقة شونهاوزين تحت قصف المدفعية السوفيتية المكثف وتم دفعهم للانضغاط في مساحة 16 كم2.
الاستسلام
في ليلة 2/3 مايو استسلم اللواء هاسو فون مانتيفيل قائد جيش الدبابات الثالث ومعه اللواء كيرت فون تيبيلسكيرخ قائد الجيش الثاني عشر للجيش الأمريكي واستسلم الجيش الثاني تحت قيادة ساوكين الذي حارب شمال شرق برلين في دلتا الفيستولا إلى السوفيت يوم 9 مايو وفي صباح يوم 7 مايو وبدأ رأس الجسر الذي انشأه الجيش الثاني عشر على نهر الألبه بالانهيار وعبر فنك النهر في عصر هذا اليوم واستسلم للجيش التاسع الأمريكي.
الخسائر
خسرت القوات السوفيتية في عملية الهجوم على برلين وما صاحبها من معارك مثل معركة مرتفعات الزيلو ومعركة الهالبه حوالي 81116 طبقاً لبحث لغريغوري كريفوشيف الذي اعتمد فيه على معلومات سرية مفرج عنها من الأرشيف السوفيتي بينما كانت التقديرات الغربية أعلى من ذلك بكثير وأبلغ عن 280.251 جندي مريض أو مجروح خلال العملية وتتضمن كل هذه الأرقام الجنود البولنديين الذين قُتل أوفُقد منهم 2.825 و جُرح6.067.
وكلفت العملية السوفيت حوالي 2.000 عربة مدرعة على الرغم من ذلك فأن الرقم النهائي غير معروف وقدرت المصادر السوفيتية خسائر الألمان بـ 458.080 قتيل و 479.298 أسير ولا يُعرف حتى الآن عدد المدنيين القتلى.
....................
تم بحمــــد الله
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-06-06, 2:46 am من طرف m.sakr
» مبادرة مصر اولا المبادرة المثالية
2013-11-20, 12:57 am من طرف m.sakr
» مؤتمر بعنوان "أزمة علاج الموازنة العامة للدولة وتحسين الوضع الإقتصادي"
2013-11-12, 1:10 am من طرف m.sakr
» نتائج كليات جامعة بنها ترم ثانى 2013
2013-05-22, 2:22 am من طرف m.sakr
» كتاب غـــينيس العـالمي للأرقـام القياسيـة - إصدار 2008 *(مترجم إلى العربية)*
2012-04-23, 12:22 pm من طرف asados
» منحة الرخصة الدولية للتدريب
2012-01-06, 3:54 pm من طرف ح
» اصناف البطاطا
2011-12-25, 4:24 am من طرف faris farangana
» فوائد البطاطا
2011-12-25, 4:22 am من طرف faris farangana
» زراعه وانتاج البطاطا الحلوه
2011-12-25, 4:18 am من طرف faris farangana
» العمليات الزراعيه على محصول البطاطا
2011-12-25, 4:17 am من طرف faris farangana
» البطاط الحلوه للاوقات الحلوه
2011-12-25, 4:13 am من طرف faris farangana
» البطاطا وعمليات الخدمه
2011-12-25, 4:12 am من طرف faris farangana
» انتاج البطاطا
2011-12-25, 4:09 am من طرف faris farangana
» انتاج الخرشوف
2011-12-12, 9:01 am من طرف elmasry13743
» جامعة بنها فى المركز الأول فى تقييم البوابات الإلكترونية على مستوى الجامعات المصرية
2011-11-10, 1:09 am من طرف dody 1
» جائزة الجامعة التشجيعية لجامعة بنها
2011-07-28, 1:25 pm من طرف Admin
» تكريم رئيس جامعة بنها ونائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث
2011-07-28, 1:24 pm من طرف Admin
» إعلان عن تقدم الطلاب الوافدين للمرحلة الجامعية بالجامعات والمعاهد المصرية
2011-07-05, 12:12 pm من طرف Admin
» متوافر بمزرعة دواجن كلية الزراعة بمشتهر سلالات أرانب متنوعة
2011-07-05, 12:11 pm من طرف Admin
» جامعة بنها تتواصل مع طلابها وتتلقى شكاويهم
2011-06-13, 3:31 am من طرف m.sakr